كان الناخبون الذين لم يقرروا بعد لمن سيمنحون أصواتهم السبب الذي دفع مرشحي الرئاسة الأمريكية آل جور وجورج بوش الابن لقضاء اسبوعين تقريبا من وقتهم الثمين في ولاية أوهايو العام الماضي وانفاق ملايين الدولارات في الدعاية في محاولة لاستقطاب أصوات هذه الولاية المهمة لصالحهم. وأحد الأمثلة على هؤلاء الناخبين بات ماكجراث 23 عاما الطالب بإدارة أعمال بجامعة أوهايو، ويعمل لساعات محدودة في محل لتأجير شرائط الفيديو، ويقول بات يعجبني جور في بعض القضايا، لكنني أميل بعض الشيء الى بوش . ويضيف اميل بعض الشيء الى اليمين لكنني قلق بشأن حصول بوش على الأموال من الشركات الكبرى لتمويل حملته الانتخابية، وجور لايزال أكثر ليبرالية ليقود حكومة كبيرة . وبعبارة أخرى ليس لدى ماكجراث اية فكرة لمن سيعطي صوته في انتخابات تشرين الثاني/نوفمبر القادم، مما يجعل منه وأمثاله هدفا ثمينا لكلا المرشحين في الوقت الذي تشير فيه غالبية استطلاعات الرأي الى التقارب بين المرشحين في انتخابات الرئاسة. وأشار استطلاع للرأي أجرته حديثا صحيفة كولومبوس ديسباتش في أوهايو إلى ان بوش مرشح الحزب الجمهوري حصل على 49 بالمائة متقدما عن مرشح الحزب الديمقراطي آل جور الذي حصل على 43 بالمائة. ويذكر ان هامش الخطأ لا يتعدى اثنين في المائة في الاستطلاع الذي جرى عن طريق البريد في نفس الولاية التي أعطت أصواتها بالتساوي لمرشحي الديمقراطيين والجمهوريين في الانتخابات الرئاسية الستة الماضية. وبهذا تعد أوهايو إحدى الولايات الغربية الوسطى التي لايزال بوش يحتفظ فيها بتقدم في استطلاعات الرأي بعد التقدم الكبير الذي احرزه جور في استطلاعات الرأي الشهر الماضي. يقول بول الين بيك مدير قسم العلوم السياسية بجامعة أوهايو اتوقع ان تحتدم المنافسة هنا بصورة كبيرة، لقد كانت الولاية تتأرجح بين الحزبين لسنوات عديدة . وفي مؤشر على المصاعب التي يواجهها بوش أظهر استطلاع للرأي اجرته في ولاية ميسوري، وهي ولاية أخرى غرب وسطى تميل نحو الجمهوريين، ان جور تخطى فارق 11 نقطة ويحظى الآن بنسبة 45 بالمائة من الدعم مقارنة بنسبة 41 بالمائة لبوش، ويقدر هامش الخطأ في استطلاع ماسون ديكسون بأربعة بالمائة. ويعتبر وسط الغرب الأمريكي كله حاسما بالنسبة لكلا المرشحين اللذان انفقا كثيرا في تلك المنطقة خلال الأسبوع الماضي، حتى ان آل جور اضطر الى تغيير جدوله يوم الأربعاء الماضي وألغى ليلة كان من المقرر ان يقضيها في ديترويت لأن بوش كان بالفعل هناك. وكانت ولاية أوهايو قد صوتت في السنوات الأخيرة لصالح الجمهوريين على مستويات أقل حيث انتخبت عضوي مجلس الشيوخ من الجمهوريين كذلك حاكم الولاية الجمهورية، ويهيمن الحزب على مجلسي الدولة التشريعيين أيضا، إلا ان الولاية اختارت بيل كلينتون الديمقراطي في آخر جولتين انتخابيتين للرئاسة. ولا تعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية انتخابات وطنية على الاطلاق، إذ تختار 50 ولاية عددا معينا من الناخبين طبقا لعدد سكانها، يكونون فيما بعد اللجنة الانتخابية التي تختار بصفة رسمية الرئيس القادم. ويتطلب الفوز بالرئاسة الحصول على 270 صوتا، وأشار تحليل لسباق الرئاسة نشرته صحيفة ناشونال جورنال إلى تقدم آل جور في 11 ولاية وحي في كولومبيا، إذ حصل على 170 صوتاً، وكان بوش قد احرز تقدما في 24 ولاية من بينها اوهايو حيث حصل على 211 صوتا. وفيما يعتبر امرا مفروغا منه ان ولايات كاليفورنيا ونيويورك ستعطي أصواتها لجور بينما ستعطي ولاية تكساس أصواتها لبوش، تبقى ولايات الغرب المتوسط هدفا لكلا المرشحين إذ انها لم تقرر بعد لمن ستعطي أصواتها. وقد جعلت المنافسة الحامية من أصوات اوهايو الواحد وعشرين حاسمة لكلا الجانبين، وتعد أوهايو أيضا مؤشرا جيدا لمعرفة كيف ستصوب باقي الولايات، وتعد الولاية مؤشرا على الحالة في البلاد ككل لدرجة ان مناطق كولومبوس ودايتون هي من الأماكن المفضلة التي يلجأ إليها المنتجون لاختبار بضائعهم وتسويقها بعد ذلك في أنحاء البلاد,وتعتبر أوهايو من الأهداف السهلة لجور إذ عندما تولى هو وكلينتون رئاسة البلاد عام 1992 كانت لاتزال البلاد تعاني من احتضار صناعات المداخن والمصانع المهجورة والعمال المشردين. إلا ان السنوات الثمانية الأخيرة جعلت من أوهايو ولاية ثرية، حيث فتحت شركة هوندا اليابانية فجأة خطا لإنتاج آلاف السيارات على مخارج مدينة كولومبوس وحلت شركات التكنولوجيا المتقدمة محل المخازن التي كانت مهملة. وتحدث جور في وقت سابق من هذا الأسبوع عن شركة ريسورس ماركتينج التي صممت موقعا على الإنترنت لشركة فيكتورياز سيكريتس للملابس الداخلية النسائية مما زاد من التحميل على الإنترنت لأن الملايين من مستخدمي الإنترنت يزورون الموقع لمشاهدة العارضات الجميلات وهن يرتدين الملابس التي تصنعها الشركة. وتتخذ شركة ريسورس ماركينتج من مصنع مهجور كان يستخدم لصناعة المحاريث الزراعية مقرا لها، ويردد جور مقولته بأنه يجب ألا يحصل على أصوات الناس كمكافأة للازدهار في الولاياتالمتحدة بل لخططه المستقبلية. ويضيف جور مخاطبا مصممي مواقع الإنترنت لقد احرزنا تقدما اقتصاديا هنا في كولومبوس وفي جميع أرجاء البلاد، لكنني غير راض بعد، انكم لم تروا شيئا بعد . وعلى الرغم من محاولة جور صياغة نهجه الخاص إلا ان صورته لاتزال مرتبطة بشدة في أذهان الكثير من الناخبين بصورة كلينتون. وقد أظهر استطلاع كولومبوس ديسباتش ان بوش مفضل لدى 90 في المائة من هؤلاء الذين استنكروا بل استنكروا بشدة أداء كلينتون. ومع هذا يحظى جور بتأييد 93 بالمائة ممن أيدوا بشدة أداء كلينتون وينخفض هذا الدعم الى 66 في المائة ممن يؤيدون أداء الرئيس. وتشوب نهج بوش بعض السلبيات، فلقد انتقد العديد من الناخبين قرار الحزب الجمهوري بث دعاية تلفزيونية ساخرة الأسبوع الماضي تسخر من المصاعب التي صاحبت حملة جور السابقة لجمع التبرعات. ويقول هيو سيفيرانس صاحب أحد محال المشروبات الروحية في كلينتونفيل إحدى ضواحي كولومبوس انه الإعلان واحد من أسوأ الأشياء التي رأيتها في حياتي ويضيف ربما يكون بوش رجلا ذكيا إلا انه لا يتصرف كشخص ذكي .