اعتبر عدد من الأكاديميين والإعلاميين وأصحاب الفكر في المملكة انطلق بث القنوات التلفزيونية السعودية الجديدة نقلة متطورة في الإعلام السعودي تواكب المكانة التي تحتلها المملكة على الساحتين الإسلامية والدولية وما تتمتع به من دور مؤثر على مجريات الأحداث التي يشهدها العالم في شتى المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية وما تنهض به من دور رائد في خدمة الإسلام والمسلمين في كافة أنحاء العالم.. وأكدوا في استطلاع أجرته الجزيرة: أن هذه الانطلاقة الإعلامية المتقدمة تعكس حرص حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز وسمو النائب الثاني صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز الاهتمام بالقرآن الكريم والسنة النبوية المشرفة ونشر الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى وفق رؤية وسطية معتدلة تظهر الدين الإسلامي بصورته الصافية النقية البعيدة عن التطرف والغلو. في البداية، أكد د. حمود البدر أن إنشاء أربع قنوات جديدة أمر ضروري، وأنها مهمة، وستتيح الفرصة للأفكار لكي تتسع وتتنافس لصالح الوطن، معتقداً أنها مهمة وفكرة رائعة جداً، وليست بغريبة على القائد الفذ خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله -. وألمح إلى أن تلك القنوات تكتسب أهميتها من كون المملكة تنفرد بميزة لا يوجد لها مثيل بالعالم، وهي أنها بلاد الحرمين الشريفين، ومنبع الإسلام، والطاقة التي يحتاج إليها العالم. من جهته، يرى أ.د. عبدالله بن محمد الرفاعي أستاذ الإعلام بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية إنشاء أربع قنوات متخصصة التي دشنتها وزارة الثقافة والإعلام مطلع العام الهجري الحالي فتح مجالات عمل أمام المثقف والمفكر وصاحب الرأي بالمملكة المهموم بهذه الأمة. وقال: أرى أن الكرة الآن في ملعب القائمين عليها، إلى جانب المهتمين بالثقافة والشأن السعودي الرأي والفكر المعنيين والمهمومين بصورة المملكة العربية السعودية، مضيفاً: «هنا أصبح التحدي والمجال مفتوح أمامهم فالقنوات مفتوحة الآن، وعليهم أن يحسنوا التخطيط والانتقاء». وشدد أ.د. الرفاعي على وجوب استثمار الفرصة المتحققة من خلال أمر خادم الحرمين الشريفين بإنشاء هذه القنوات، بشكل حقيقي حتى تعكس الأهداف والتطورات التي يطمح من خلالها خادم الحرمين الشريفين بنقل صورة مشرفة عن المملكة. وأكد أن القرآن الكريم هو دستور المسلمين وأساس يرتكز عليه العالم الإسلامي، وأن السنة النبوية هي أساس الثقافة السعودية ولأهمية هذين المصدرين انفردت بقنوات متخصصة، مشيراً إلى أن تلك القنوات تعكس بالضبط ما تطمح إليه المملكة، مضيفاً: «المملكة معروفة بأنها عملاقة في المجال الاقتصادي، وأن ثقافتها أصبحت من الثقافات التي أثارت الانتباه في العالم». وتمنى د. الرفاعي أن يحالف التوفيق الجميع، راجياً أن تكون تلك القنوات عنوان صحيح لهذا الوطن. من جانبه، أكد أحمد سيف الدين أستاذ مشارك بقسم الإعلام بكلية الدعوة والإعلام بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ليس غريبا على خادم الحرمين الشريفين وعلى من يعملون معه أن يخرج لنا هذا النتاج وبحق أنا أن أضن أنها جاءت متأخرة وكنت أتمنى أنها جاءت منذ زمن، عملت ضمن اللجنة منذ عدد من السنوات ليس بالقريب وكنت أتمنى أن تخرج لنا قناة وكن اقترحنا قناة للقرآن الكريم تخرج من مكةالمكرمة قي ذلك الحين لا أدري ما الذي أخر هذا المشروع لكنه جاء والحمد لله وأضيف له شيء جميل نتميز به ونتفرد وهو أنه لا يستطيع أحد أن يريك مكة والمدينة بشكل مباشر حيا على الهواء على مدار الساعة لتعرف وترتبط بهذا المكان المقدس على نفوس المسلمين، فنحن سعداء أن هذا تم ونتطلع إلى رؤية برامج وخطة وقوية، وأن يكون هناك بث لبرامج بلغات متعددة لأن المملكة هي القادرة على إيصال الإسلام بكل اللغات التي يتحدث بها المسلمون في العالم وغير المسلمين قد يستفيدون من ذلك، لدينا مجال عظيم وفرصة متاحة، وأظن أنها بداية موفقة لمزيد من المشروعات التي يتطلع لها الجميع أن تأتي وخاصة أن المملكة هي بلاد الحرمين الشريفين وهي التي تهفو قلوب المسلمين لها وتتطلع إليها، ويرون كل ما يأتي منها هو القدوة والمثال للآخرين. د. محمد البشر أستاذ الإعلام السياسي بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، أشار إلى أن ظهور قنوات تلفزيونية الأربع كانت محل حديث وحفاوة المتخصصين في الجامعات، وهي بلا شك تغير نوعي في رؤية المسؤولين إلى ما ينبغي أن يكون عليه الإعلام في دولة لها ثقلها الديني والاستراتيجي، على المستويات الإقليمية والإسلامية والدولية. وقال: لقد كنت أردد دوما أننا في عصر الإعلام والمعلومة والتدافع الأيديولوجي والثقافي، والذي لا يزاحم ليجد له مكاناً في الطليعة فسيكون في مؤخرة الركب. ونحن في المملكة نبذل الكثير من الجهود المحسوسة، لكننا في في كثير من الأحيان نخفق في تقديم هذه الجهود والحديث عنها إعلامياً. وقال إننا نؤمن بحقيقة أن الحديث عن الذات صعب في كثير من الأحيان، لكن من العدل أيضا ألا نبخس هذه الذات، وغيرنا يقدم القليل لهذا العالم ويتحدث كثيراً عن هذا القليل. نحن في المملكة لدينا مؤهلات الصدارة الإعلامية أهمها الإسلام على المستويين العربية والإسلامي، والاقتصاد على المستوى الدولي. وقناتا القرآن والسنة هما في نظري من أهم المنافذ التي يمكن أن نطل من خلالها على إخواننا العرب والمسلمين، وأن نقدم لهم الإسلام على حقيقته من أرضه ومنبعه، بلاد الحرمين الشريفين، فهذه الدولة قامت على الدعوة وخدمة رسالة الإسلام، التي تنطلق من مصدرين هما القرآن والسنة. فالأمة تتلهف إلى هاتين المنارتين اللتين تعكسان ما في مكة والمدينة من إلهامات الرسالة وميراث النبوة الذي ينقله علماء الحرمين الشريفين. فالشكر للقيادة التي أدركت أهمية هاتين القناتين اللتين ستسهمان بلا شك في تعزيز الرسالة الإسلامية للمملكة، ولا شك أن منظومة القنوات الجديدة التي أطلقتها وزارة الثقافة والإعلام مطلع هذا الشهر الهجري ستسهم أيضا في نشر الوعي الثقافي بين المواطنين والمقيمين داخل المملكة من جهة، والتعريف بثقافتنا للرأي العام أو الجمهور في الخارج. كل أمل أن تلقى هذه القنوات الاهتمام المتواصل والدعم الفني والمادي من الوزارة، فالإعلام هو وسيلتنا المؤثرة التي نقدم بها أنفسنا للآخر.