كانت بالتأكيد.. محض صدفة.. أن ألتقي الدكتور عبد الله الشدادي رئيس منتدى الإدارة والأعمال الذي تزمع الجمعية السعودية للإدارة تنظيمه خلال شهر ربيع الأول القادم، بإذن الله تعالى. فقد كان ختم للتو لقاءً إعلامياً لإطلاق موضوع المنتدى، في أحد فنادق مدينة الرياض. وهو الفندق ذاته الذي يستضيف المنتدى السنوي الخامس للجمعية السعودية للإعلام والاتصال الذي تنظّمه الجمعية تحت عنوان (الاستثمار في صناعة الإعلام والاتصال، اعتباراً من الساعة العاشرة من صباح يوم غد الثلاثاء إن شاء الله تعالى. وبين الإدارة والإعلام علاقة سببية واضحة، يمكن قياسها إحصائياً، إذ يمكن القول، ابتداءً، إنه كلما كانت إدارة المؤسسات الإعلامية احترافية ومتطورة، استطاعت أن تحقق عوائد استثمارية كبرى، ليس على مستوى جني الأرباح المادية المباشرة وحسب، ولكن، وهو الأهم، على مستويات التنشئة، والإخبار، والتعليم، والتثقيف، والترفيه، وغيرها من الوظائف الأصيلة والثانوية لوسائل الإعلام والاتصال. والعكس صحيح، إذ كلما نقصت كفاية الكوادر الإدارية، مُني قطاع الإعلام والاتصال بنكسات مهنية ومعرفية جسيمة. وفي الذاكرة البون الشاسع عادة، بين المؤسسات البيروقراطية للإعلام، والمؤسسات التجارية التي تقوم على أساس من التخطيط الإستراتيجي وتنعم بالإدارة الإبداعية. ولأن هذه العلاقة بين الإدارة والإعلام بهذه الأهمية، فإنني أدعو الزملاء في الجمعية السعودية للإدارة لتشريفنا بحضور منتدانا الإعلامي، ومشاركتنا جلسات الحوار العلمي والنقاش. وبدورنا سيسعدنا أن نكون من بين حضور منتدى الإدارة والأعمال، فلعل هذه الصدفة التي أنتجت هذا المقال تكون بداية عملية لمشروعات تكاملية بين الجمعيتين السعوديتين الرائدتين في مجالهما. ونظراً لما تتوافر عليه الجمعيات العلمية والمهنية السعودية من كفاءات متقدمة عالية التأهيل، فإن الدخول في برامج ومشروعات تكاملية يعطي ثقلاً نوعياً وثقة عميقة في المنتج النهائي للجهد البشري. كما أقترح على زملائي أعضاء مجلسي الإدارة في الجمعيتين أن يكون موضوع المنتدى القادم، بإذن الله تعالى، من هذا النوع التكاملي، كأن يختار له موضوع متخصص في مجال (إدارة المؤسسات الإعلامية)، ويكون عملاً مشتركاً بين الجمعيتين. ومما يزيد أهمية التكامل بين (الإدارة) و(الإعلام)، أن صناعة الإعلام، باهظة التكلفة، تمر اليوم بمنعطف خطير نظراً لما أفرزته الأزمات المالية والاقتصادية على كثير من حاضنات المؤسسات الإعلامية الكبرى في العالم وفي منطقة الخليج. كما أن (الإدارة) بعلومها وفنونها تحتاج إلى بيئة عملية قادرة على استيعابها وتوظيفها. فما أجمل أن يلتقي الوطن على المصلحة الوطنية، وما أكمل أن تكون الجهود موجهة لتحقيق العوائد الأكثر فاعلية. تحية للجمعية السعودية للإدارة، وأمنية صادقة باطراد التقدم والنجاح. وتحية أخرى للزملاء في الجمعية السعودية للإعلام والاتصال الذين من المؤكد أنهم اليوم يرقبون صباح الغد بكل طموح في أن تتكلّل جهودهم بالنجاح، بالقدر الذي يحقق تطلعات سمو الرئيس الفخري للجمعية صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز، النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، حفظه الله، إضافة إلى تطلعات الجماهير الإعلامية، وأعضاء الجمعية العمومية، ورعاة المنتدى الذين تتقدمهم هذه الجريدة الطموحة، الجزيرة. [email protected]