استبشر الوطن وفرح المواطن بعودة الأمير المحبوب والحنون صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز إلى وطنه الحبيب وإلى قلوب شعبه الذي كان ينتظر عودته بشغف كبير بعد أن أسعدته الأخبار بسلامته. وقد عادت الابتسامة إلى شفاه الملايين وقرت أعينهم بشفاء ولي العهد الأمين والساعد الأيمن لخادم الحرمين الشريفين، حبنا لسلطان لا نُلام عليه فقد أسرنا بابتسامته المعهودة والمعتادة وحبه الكبير لأبناء شعبه وعطفه عليهم وحرصه على راحتهم، فهو بحق رجل دولة يعمل بإخلاص لتحقيق الرفاهية والتقدم للمواطن والضيف الوافد إلى هذا البلد الكريم، وهو رجل خير قدم العطاء وأعان المحتاج وساعد الفقير وأغاث الملهوف.. فرجل هذه صفاته ومناقبه ألا يستحق منا أن نسعد ونفرح بسلامته وعودته إلينا وإلى وطنه الذي أحبه فأحبه؟ والمتتبع لسيرة الأمير سلطان العملية يلحظ نبوغ هذا الرجل وتمتعه بصفات تكاد تكون نادرة في الرجال خصوصاً القادة منهم فقد كان شريكاً في تأسيس أنظمة وقوانين الدولة، وهو في سن مبكرة في الحياة العملية، ولولا ذكاؤه ونبوغه لما تولى هذه المهمة الصعبة المتعلقة بالبناء والتأسيس، فقد أكمل سموه وفي سن مبكرة مع إخوانه الملوك (سعود وفيصل وخالد وفهد -رحمهم الله- وخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله-).. أكملوا ما أسسه والدهم المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن- طيب الله ثراه- باني هذا الكيان، في بناء نظام إداري قوي يستمد قوته من تعاليم وقوانين الشريعة الإسلامية ويعتمد على العدالة الاجتماعية.. وكان سموه مؤسساً ومشاركاً في وضع الكثير من النظم الإدارية في البلاد.. وتأتي هذه الحنكة والمقدرة الإدارية الفذة بسبب ملازمة سمو الأمير سلطان لوالده الملك عبدالعزيز، مما كان له الأثر الكبير في إكسابه الخبرة العملية والحنكة السياسية، ومارسَ العمل مبكراً، وكان باستمرار على صلة بالسياسة السعودية داخلياً وخارجياً. وأما الجانب الإنساني في حياة سموه فهو يُعد قدوة في عمل الخير وسبَّاقاً في الوصول إليه، فكم من مريض تمَّ علاجه على نفقة سموه الخاصة داخل المملكة أو خارجها، وكم من محتاج كذلك داخل المملكة أو خارجها وصلت إليه يد سلطان الحانية، فهنيئاً لنا بقادتنا.. وهنيئاً لنا بسلطان.. ونسأل الله له دوام السلامة والعافية. نُهنئ أنفسنا كمواطنين ونُهنئ الأسرة المالكة وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله-.. كما أُهنئ أبناء الأمير سلطان بن عبدالعزيز بشفائه وعودته سالماً معافى، وفي مقدمتهم سمو الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز. فمرحباً بك سلطان الخير ورجل الإدارة.. مرحباً بك في قلوبنا.. مرحباً بك في عيوننا.. وحفظك الله لوطنك ولأبنائك وشعبك.. وحفظ لنا قادتنا ووطننا من كل شر ومكروه. وقفة مع سلمان الأمير الإنسان ماذا عساي أن أقول عن مواقف وإنسانية صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض الذي رافق سمو ولي العهد في رحلته العلاجية والتي كانت في الولاياتالمتحدةالأمريكية والمملكة المغربية.. ومنذ أن غادر سمو ولي العهد أرض الوطن والأمير سلمان بن عبدالعزيز بجانبه لا يفارقه.. فهذه حقاً وقفة الأخ لأخيه مسانداً له وجعله قريباً منه.. جعل الله ما قام به في ميزان حسناته. والرياض قد اشتاقت للأمير سلمان، وهو كذلك باشتياق كبير.. فأهلاً بك يا أبا فهد.. وعوداً حميداً لوطنك وإلى محبوبتك الرياض. آخر الكلام.. أو مسك الختام: لو تعلم الأرض من قد زارها فرحت واستبشرت ثم باتت موضع القدم وأعلنت بلسان الحال قائلة أهلاً وسهلاً بأهل الجود والكرم