وقف جنودنا البواسل بشجاعة الأبطال وعيونهم الساهرة تحرس الوطن، ليلقّنوا الحاقدين على أمننا درساً لن ينسوه، بقوة الإيمان وعزيمة الرجال نجحت الجهات الأمنية أمس بجازان في دحر متسللين مسلحين قدموا من الأراضي اليمنية منطقة النزاع مع الحوثيين، بالقرب من جبل دخان داخل الأراضي السعودية، بالقرب من مركز خلد الحدودي في قطاع الخوبة في منطقة جازان، هذا وقد صرح مصدر مسؤول بأنّ المتسللين بادروا بإطلاق النار على دوريات حرس الحدود من أسلحة مختلفة، ونتج عن ذلك استشهاد رجل أمن وإصابة أحد عشر آخرين، ولا يزال الموقف محل المتابعة. والمملكة إذ تعلن عن ذلك، لتؤكد أنها سوف تقوم بما يقتضي واجب الحفاظ على أمن الوطن وحماية حدوده، وردع هؤلاء المتسللين وأمثالهم من أي جهة كانوا، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون. ولقد أدى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر بن عبد العزيز أمير منطقة جازان ظهر أمس، صلاة الميت على شهيد الواجب جندي أول تركي بن سالم علي القحطاني، وذلك بجامع خادم الحرمين الشريفين بمدينة جيزان. وبعد الصلاة تلّقى سموه التعازي والمواساة من جموع المصلين في شهيد الواجب. وقال سموه في تصريح صحفي: إنّ ما حدث يُعَد عملاً من أعمال الفئات الباغية في بلدها وبين أهلها، والآن امتدت يد إجرامهم وخبثهم إلى داخل الأراضي السعودية، ونحن مهما كان ومهما صار فإننا ندعو الله لدولة اليمن الشقيقة بدوام الاستقرار والأمن، وأن يعينهم على استتباب الأمن سوى في شمال البلاد أو جنوبها, والمملكة العربية السعودية - كما يعلم الجميع - تسعى للسلام، ليس داخلياً فقط، ولكن عالمياً، وما يمكن أن قوله هو لا حول ولا قوة إلاّ بالله... ولكن لن ولا يمكن التسامح في تجاوز الخطوط الحمراء والعبث في أمن واستقرار الشعب العربي السعودي .. مبيناً أنّ ما حصل بموقع جبل الدخان هو من الأمور العابرة، وأنّ الأمور بالكامل تحت السيطرة، وسوف تتم معالجتها ومعاقبة المتسببين في ذلك بما يستحقون وبما يردعهم عن غيهم، ويؤكد لهم أنه لن يسمح لأي كان أن يدنس الأراضي المقدسة بمثل هذا العمل الجبان. وأكد سموه على جاهزية الجهات الأمنية لتنفيذ كافة الخطط الأمنية المتبعة في مثل هذه الظروف، بتعاون وتضافر الجهود بين مختلف الجهات الحكومية والأمنية، مبيناً أنه يتم من قِبل تلك الجهات اتخاذ التدابير الكفيلة بحفظ أمن واستقرار الوطن والمواطن، ومنها إقامة مراكز إيواء للسكان في القرى الوقعة في مكان الخطر بالحدود السعودية اليمنية، بما يضمن سلامتهم وعدم تعرضهم لأي خطر لا قدر الله، مشيراً إلى أن الحادثة تُعَد عابرة مع التشديد على عدم السماح بما يؤثر على أمن وسلامة الوطن والمواطن، راجياً من الله تعالى العون والتوفيق للجميع، مقدماً سموه نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني - حفظهم الله - وسمو مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية، أحر التعازي لذوي شهيد الواجب، سائلاً الله أن يتغمده بواسع رحمته وأن يسكنه فسيح جناته وأن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان. وعن المصابين في الحادث، بيّن سموه أنّ المصابين يتلقّون علاجهم حالياً وهناك متابعة مستمرة لحالاتهم الصحية، مشدداً على أنّ كل مواطن وكل مسؤول في هذا الوطن هو جندي يتشرّف بخدمة الوطن والموطن، والتضحية من أجل حفظ الأمن والاستقرار وحماية الممتلكات. هذا وقد شهدت جازان خلال 48 الساعة الماضية، حالة استنفار قصوى وإعلان حالة الطوارئ من مختلف الجهات الأمنية، وتعزيز القوات في المنطقة الحدودية مع اليمن، وتعليق الرحلات الجوية من وإلى مطار الملك عبد الله بن عبد العزيز بمدينة جيزان، كما أقفلت عقبة ضلع لنزول معدات ثقيلة من أبها إلى جازان في عملية إسناد من القوات المسلحة. ولقد رصدت (الجزيرة) جموعاً غفيرة شاركوا في تشيع جثمان شهيد الواجب جندي أول تركي بن سالم علي القحطاني، ولقد عبّر ذووه للجزيرة أنّ أبنهم فداء الوطن وأمنه، وأنهم يتشرفون بأنهم فقدوا ابنهم للدفاع عن الدين والوطن ونحن منصورون بإذن الله.