استشهد رجل أمن سعودي وأصيب 11 آخرون صباح أمس، إثر إطلاق نار على دوريات حرس الحدود من أسلحة مختلفة من قبل مسلحين تم رصدهم لدى تسللهم إلى موقع جبل دخان داخل الأراضي السعودية بالقرب من مركز خلد الحدودي في قطاع الخوبة في منطقة جازان. ونقلت وكالة الأنباء السعودية عن مصدر مسؤول: “أنه تم في صباح أمس الأول رصد مسلحين تسللوا إلى موقع جبل دخان داخل الأراضي السعودية بالقرب من مركز خلد الحدودي في قطاع الخوبة في منطقة جازان على الحدود مع اليمن”. وأضاف المصدر: “هؤلاء المتسللون أطلقوا النار على دوريات حرس الحدود من أسلحة مختلفة، ونتج من ذلك استشهاد رجل أمن وإصابة 11 آخرين. ولا يزال الموقف محل متابعة”. وأضاف المصدر: “السعودية إذ تعلن ذلك لتؤكد أنها ستقوم بما يقتضي واجب الحفاظ على أمن الوطن وحماية حدوده وردع هؤلاء المتسللين وأمثالهم من أي جهة كانوا، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون”. من جهة ثانية، ووري جثمان الشهيد الجندي تركي القحطاني بعد ظهر أمس في الثرى، وهو الشهيد ال44 من قائمة شهداء حرس الحدود خلال السنوات الخمس الماضية، وتقدم المصلين على جثمانه أمس الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز أمير منطقة جازان، الذي أدلى بتصريح عقب صلاة الميت على الجندي القحطاني، أكد من خلاله أن ما حدث بموقع جبل الدخان يعد عملا من أعمال الفئات الباغية ممن امتدت يد إجرامهم وخبثهم إلى داخل الأراضي السعودية، وأضاف: “مهما كان ومهما حصل فإنه لا يمكن التسامح في تجاوز الخطوط الحمراء والعبث بأمن واستقرار الشعب العربي السعودي، وبدورنا ندعو لليمن الشقيق بدوام الاستقرار والأمن، وأن يعينهم على استتباب الأمن في شمال البلاد وجنوبها.. ونؤكد للجميع أن السعودية تسعى إلى السلام ليس داخليا فقط بل على مستوى المنطقة وعلى المستوى العالمي أيضا”. وبيّن أمير جازان أن ما حصل بموقع جبل الدخان هو من الأمور العابرة، وطمأن الجميع بقوله: “إن الأمور بالكامل تحت السيطرة، وستتم معالجتها ومعاقبة المتسببين في ذلك بما يستحقون وبما يردعهم عن غيهم ويؤكد لهم أنه لا تسامح مع من يسعى إلى تدنيس هذه الأراضي المقدسة بمثل هذا العمل الجبان”. وأكد جاهزية الجهات الأمنية لتنفيذ كافة الخطط الأمنية المتبعة في مثل هذه الظروف بتعاون وتضافر الجهود بين مختلف الجهات الحكومية والأمنية، مبينا أنه يتم من قبل تلك الجهات اتخاذ التدابير الكفيلة بحفظ أمن واستقرار الوطن والمواطن ومنها إقامة مراكز إيواء للسكان في القرى الواقعة في مكان الخطر بالحدود السعودية اليمنية بما يضمن سلامتهم وعدم تعرضهم لأي خطر لا قدّر الله. مشيرا إلى أن الحادثة تعد عابرة مع التشديد على عدم السماح بما يؤثر في أمن وسلامة الوطن والمواطن، راجيا من الله تعالى العون والتوفيق للجميع. وقدّم الأمير محمد بن ناصر نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين والنائب الثاني ومساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية أحر التعازي لذوي شهيد الواجب، سائلا الله أن يتغمده بواسع رحمته وأن يسكنه فسيح جناته وأن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان. وعن المصابين في الحادث قال إنهم يتلقون علاجهم حاليا، وهناك متابعة مستمرة لحالاتهم الصحية، مشددا على أن كل مواطن وكل مسؤول في هذا الوطن هو جندي يتشرف بخدمة الوطن والمواطن والتضحية من أجل حفظ الأمن والاستقرار وحماية الممتلكات. يشار إلى أن شهيد الواجب تركي القحطاني يبلغ من العمر 25 عاما ويعمل سائق دورية برتبة جندي والتحق بالخدمة العسكرية في جازان منذ ما يقارب ستة أشهر، وكان بحسب المسؤولين حسن السيرة والسلوك ويؤدي عمله بكل إخلاص وأمانة.