القول بأن السكوت على تجاوزات نظام الملالي في طهران قد شجع هذا النظام على التمادي في الإساءة إلى الدول العربية والتدخل في الشؤون الداخلية لهذه الدول وإثارة القلاقل من خلال (أزلام) النظام والأحزاب الطائفية التي تتلقى الدعم المادي وتحظى حتى بتدريب عناصر تلك الأحزاب والتي لا تخجل الكثير منها من إعلان ولاءها المطلق لنظام طهران سواء السياسي أو الارتباط بالمرجع الطائفي. هذا السكوت والذي تسأل عنه الحكومات العربية التي التزمت وبمساحات زادت على الحد المعقول بتمسكها بالأصول الدبلوماسية وبحسن العلاقات بين الدول وبخاصة بين إيران والدول المجاورة التي تمارس أقصى درجات التمسك بالأخلاق العربية ومرعاة حسن الجوار في حين لا يهتم الطرف الآخر بأصول العلاقات الدبلوماسية ولا بحسن الجوار، وهناك حالات وصور عديدة تحتاج إلى صفحات إلى إيرادها. هذا واضح ومعروف حتى بات واضحاً أن الدول العربية تنتهج نفساً طويلاً وصبراً يفوق صبر أيوب في تعاملها مع إيران وقد يكون للدول مواقفها المبنية على دراسة للمتغيرات والخيارات الدولية والإقليمية وأن الحكومات لا تغامر بقطع شعرة معاوية حتى مع الأنظمة المشاغبة مراعاة لمصالح الإقليم ككل، وأن هذه الحكومات لها نظرتها البعيدة بأمل أن يعيد ذلك النظام المشاغب حساباته، ويضع في الاعتبار أهمية العلاقة الطيبة مع دول الجوار.. هذا واضح مفهوم، إلا أن الذي لا يفهم ولا نجد له تفسيراً هو مجاملة الإعلام العربي وسكوته عن الموبقات والتجاوزات التي يرتكبها النظام الإيراني ونحن هنا لا نهتم ب(الجيوب) الإيرانية التي تنطق بلسان عربي وبهوى فارسي وتبث من عواصم عربية، فهذه الجيوب أصبحت مشخصة ومعروفة، لكن نعجب من مجاملة الإعلام الخليجي على كل ما يرتكبه النظام الإيراني من جرائم بحق دول الخليج. الإعلامي الخليجي سواء الذي يعمل في الإعلام المقروء أو المسموع أو المرئي لا يحتاج إلى جهد أو تحليل خارق ليعرف أن حكام إيران الصفويين لهم أجندتهم لتخريب بلداننا وإثارة الفوضى وهو ما يعد في كل المفاهيم السياسية والإستراتيجية عدواناً مستمراً على دول الخليج العربي، وهو ما يفرض على الإعلامي الخليجي أن يتساءل (هل يسمح لأي كائن من كان أن يعتدي على بلدي وأرضي حتى باللفظ)؟! من يُرد أن يتابع ويحصي هذه الاعتداءات عليه أن يتابع جيوب الفارسية التي تحمل اسم محطات فضائية للأسف تبث في عواصم عربية، وعليه أن يستمع لخطب الجمعة التي يتناوب على إلقائها المراجع الطائفية في المدن الإيرانية. اسمعوا شتائم العدوان على بلدانكم والتحريض والإهانات والإساءات فهل تثير حميتكم وتدافعوا على بلدانكم بذكر الحقائق.. مجرد ذكر الحقائق. [email protected]