تأليف: جيمس أترباك الابتكار الصناعي الابتكار في المجال الصناعي هو عملية إجرائية تنطوي على قدر هائل من القدرات الإنسانية واقتحام الفرص والمخاطرة في ظل ظروف عدم التأكد. وهو متاح للمنشآت الكبرى والصغرى على حد سواء. ولكنه يختلف من مؤسسة إلى أخرى كما يختلف من بيئة إلى أخرى. ولكي تتلمس المنظمات الصناعية فرص الابتكار ومجالاته، فإنها تحتاج إلى نموذج عملي لديناميكية الابتكار الصناعي، نموذج تكون له قيمة تفسيرية وتطبيقية لدى كل من المديرين والباحثين. وهو نموذج لا يمكن بطبيعة الحال تعميمه على جميع الحالات والصناعات والثقافات والعصور. ولكنه، شأن كل المحاولات الرامية إلى تفسير السلوك الابتكاري وظروفه ودوافعه، مبني على استقراء التطور والتحول الصناعي. وهو استقراء للصناعات العالمية بصفة أساسية على مدى المائة وخمسين سنة الماضية، في كل من الدول الصناعية. ويخص النموذج المعروض بالدرجة الأولى، الصناعات والمنتجات التي تعتبر فيها تكاليف الإنتاج وأساليبه عناصر حاكمة لأن المنتجات والصناعات الأخرى التي تكون العناصر الحاكمة فيها هي الجودة والتحديث المستمر والتسويق والإعلان، تعتبر ذات مزايا تنافسية هامة ولا تخضع لنفس النموذج. ويركز النموذج المطروح هنا على الجوانب التالية: - دور الابتكار الصناعي في ظل المنافسة. - مصادر الابتكار التي تؤدي إلى تفويض صناعات قديمة راسخة. - العلاقة بين المنتجات وتطوير أساليب الإنتاج مع التمييز بين الصناعات التجميعية السيارات والآلات الكاتبة، والصناعات النمطية الحديد والزجاج. - رصد سلوك المنشآت القائمة عندما يداهم السوق ابتكاراً جديداً يؤدي إلى تغيير جذري في صناعة مستقرة. - التعرف على العادات الذهنية والإستراتيجيات التي تعرقل عبور المنشآت القائمة من تقنياتها الحالية إلى تقنيات المستقبل. - كيف يمكن للمنشآت الصناعية تجديد قدرتها التنافسية بالانتقال من جيل تكنولوجي إلى آخر. اختفاء شركات وظهور أخرى عندما نتابع التطور الصناعي عبر الأجيال نلاحظ أن العديد من الشركات الصناعية القديمة قد اندثرت وحلت محلها شركات جديدة تعمل في مجالات لم يكن أحد من الجيل الماضي يتوقعها أو يتخيلها. هناك مثلا صناعة أشباه الموصلات، وبرامج الكمبيوتر والسوبر كمبيوتر والتكنولوجيا الحيوية. فقد اضطرت مؤسسات صناعية كبرى إلى تغيير منتجاتها حتى تستطيع الاستمرار والبقاء في السوق. التنبؤ بظهور المنتج المسيطر إذا كانت النماذج المسيطرة من المنتجات الصناعية هي العلامات البارزة لأي تطور صناعي، فإن المديرين يكونون في حاجة ماسة للتعرف على مؤشرات ظهور مثل هذه النماذج. فهل يمكن التنبؤ حقا بتوقيت ظهورها؟ من المستحيل التنبؤ بظهور منتج عالمي مسيطر، نظراً لصعوبة معرفة سرعة التطور واختيارات السوق واتجاهات العملاء وإستراتيجيات المنافسين في كل وقت. كما أن الشركات التي تخشى التخلف عن ركب المنافسة تدخل في تحالفات جديدة حتى لا تفقد فرصتها تماما. بالإضافة إلى أن دخول تكنولوجيا محايدة بتطبيقات جديدة قد تضيف بعدا جديدا لمنتج قائم فتؤهله للسيطرة على حساب منتج آخر متفوق.