عني المسلمون على مرّ العصور بالقرآن الكريم حفظاً وتعليماً وخدمة، وحينما دخلت التقنية الحديثة - ومنها الحاسوب وبرامجه - في مجالات الحياة المعاصرة، كانت البرامج الإسلامية بوجه عام، وما يخص القرآن الكريم على وجه الدقة، من البرامج التي اعتنى بها العاملون في مجال الحاسب الآلي. ومجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، وهو الصرح المتميز الذي هيأته المملكة العربية السعودية لخدمة القرآن الكريم والعناية به، واكب كافة التطورات التقنية الطباعية، أو الإصدارات الرقمية، وتطويع التقنية في خدمة القرآن الكريم. ومما قام به المجمع، على سبيل المثال لا الحصر من هذه الجهود، تخصيص موقع على شبكة الإنترنت لتصفح القرآن الكريم وعلومه، وترجمات معانيه بلغات متعددة، وهي مطابقة لما تم إصداره ورقياً من المجمع، وإصدار (C.D) خاص لبرنامج خطوط الرسم العثماني للمصحف، وتهيئته ليستفيد منه أي باحث أو مستخدم، ويمتاز هذا البرنامج بالمحافظة على رسم النص القرآني كما هو، وليس بالخطوط الإسلامية المعتادة، وإنتاج تسجيلات صوتية مرتلة بأصوات عدد من المشايخ على (C.D)، أو أجهزة تشغيل (MP3). ولا يقف الأمر عند ذلك؛ فالمجمع يرصد جميع الإصدارات الإلكترونية للمصحف، ويرى ما فيها من إيجابيات أو سلبيات إن توافرت، كما أنه يقدم النصح والمشورة للمختصين بهذا الأمر، وكل ذلك ترجمة لتطلعات واهتمام ولاة الأمر في بلد القرآن والسنة (المملكة العربية السعودية). وتتويجاً للجهود العظيمة والبارزة في مجال العناية بالقرآن الكريم من لدن المجمع عمل على تنظيم الندوات المتخصصة في مجال القرآن وعلومه، وها هو الآن يستضيف ندوة متخصصة هي الخامسة في عمر الندوات، هذه الندوة هي (ندوة القرآن الكريم والتقنيات المعاصرة - تقنيات المعلومات)، ودعي إليها ثلة من المتخصصين في مجال الحاسوب والمعلومات، وبلا شك أن نتائجها، وما يدور فيها من بحوث ومناقشات، ستنعكس بكل تأكيد على المزيد من خدمة القرآن الكريم وأهله.