تطلق جامعة الملك سعود ابتداءً من هذا اليوم برنامجاً غير مسبوق في أي جامعة سعودية، أو حتى كثيرٍ من الجامعات العالمية، وهو برنامج الشراكة الطلابية.. برنامج فريد من نوعه، ويهدف إلى وضع الطالب الجامعي في مكانة شراكة بدل الوصاية التي ... ... عهدناها في تعليمنا العام والجامعي.. وقد بدأت إرهاصات هذا البرنامج من لقاءات طلابية مع معالي مدير الجامعة الدكتور عبدالله العثمان في العام الماضي، حيث تولد عن هذه اللقاءات فكرة استحداث الجامعة لبرنامج شراكات طلابية ابتداءً من هذا العام الجامعي الجديد.. ومن المتوقع أن تعلن الجامعة بشكل رسمي، وعلى أساس تدرجي مجموعة من المبادرات التي تعكس هذا التوجه الجديد في الجامعة.. وقد جاءت هذه الفكرة استكمالاً لبرامج الشراكات التي أطلقته الجامعة خلال العامين الماضيين، من شراكة مع القطاع الخاص، إلى شراكة مع جامعات ومعاهد عالمية أو ما يسمى بنظام التوأمة، إلى شراكة مع المجتمع في همومه وقضاياه.. وتأتي الشراكة الطلابية بهدف استفادة الطالب من البرامج التطويرية التي استحدثتها الجامعة في الفترة الماضية... وتأتي فكرة الشراكة أساساً ضمن أهداف الجامعة في أن تكوين شخصية الطالب بما يجعله على مستوى وعي كامل بمختلف ظروف المجتمع ومستجدات العالم، إضافة إلى بناء شخصيته المهارية التي تجعل منه واجهة حضارية للجامعة والمجتمع.. ونحن نعلم أن طلاب بعض الجامعات العالمية يعدون رسلا عن جامعاتهم يعكسون نضجاً ووعياً وجدارة تعطي الانطباع الإيجابي الكامل عن المؤسسة الجامعية التي تتلمذ فيها، وتربى في كنفها.. ولهذا فإن الهدف من برامج الشراكة هو إعداد الطالب الجامعي فكرياً واجتماعياً، وتقوية معارفه وعلومه، وصقل مواهبه ومهاراته الشخصية، حتى يكون نموذجاً تفتخر به الجامعة، ويفتخر به الوطن.. ولاشك أن هذا البرنامج سيكون نموذجاً فريداً بين الجامعات السعودية والعربية والإسلامية، كما أنه منافس لنماذج في جامعات عالمية مرموقة.. وتسعى جامعة الملك سعود إلى تمليك الطالب النجاحات التي تحققت للجامعة خلال الفترة الماضية، وتقريبه من التجارب المميزة التي أطلقتها الجامعة في مختلف التخصصات والبرامج.. وهذه النجاحات الكبيرة التي تحققت وانعكست على صورة الجامعة محلياً وعربياً ودولياً هي خبرات جديدة ترغب الجامعة أن تمررها للجيل الجديد من أبناء وبنات الوطن، حيث يمكن أن يجنوا من خلالها نجاحات كبيرة على صعيد الشخصية، وعلى صعيد الوظيفة، وعلى صعيد المجتمع.. بهذا البرنامج انتقلت جامعة الملك سعود من نظام الوصاية على الطلاب، إلى نظام الشراكة مع الطلاب، وبات الطالب والطالبة شريكاً أساسياً في مختلف برامج وفعاليات الجامعة، وتصبح هذه البرامج والفعاليات - مع تطبيقها - جزءاً من منظومة التفكير والسلوك والمهارة الطلابية.. هكذا يراد لها في هذه الجامعة.. وهكذا يراد لجميع الطلاب والطالبات في مختلف التخصصات وعلى كل المستويات الجامعية والعليا.. ومن يتصفح البرامج التطويرية القائمة حالياً في الجامعة، التي يراد للطلاب أن يدخلوا فيها شركاء سيجد أنها برامج نوعية كبيرة.. مثل معهد الملك عبدالله لتقنية النانو، ومراكز التميز، والكراسي البحثية، وريادة الأعمال وغيرها.. وعلى سبيل المثال يوجد بالجامعة حالياً نحو ثمانين كرسياً بحثياً في مختلف التخصصات الطبية والعلمية والإنسانية، وجميعها ستفتح أمام الطلاب للمشاركة فيها، والمساهمة في برامجها ونشاطاتها وفعالياتها المختلفة.. كما أن جميع فعاليات الجامعة التي ستحدث هذا العام ستكون مصدر شراكة مباشرة مع الطلاب، حيث من المتوقع أن يكون الطالب شريكاً في التنظيم والاستقبال، والإعلام، والتحضير، إضافة إلى الشراكة في الأوراق والبحوث العلمية والجلسات والندوات.. وربما من أهم أشكال الشراكات التي تزمع الجامعة إطلاقها هذا العام هي الشراكة مع الأستاذ الجامعي، أي أن يكون الطالب شريكاً مع الأستاذ الجامعي في التعليم وفي البحث وفي خدمة المجتمع.. ويتبنى كل أستاذ في الجامعة طالباً أو أكثر يكون شريكاً ومعيناً له، وبالتالي مثل هذا الإجراء يكسر الحواجز التي قد تفصل الطالب عن الأستاذ الجامعي.. وستكون طريقة ناجحة في نقل خبرات ومعارف الأساتذة إلى الطلاب تضاف إلى الطرق الاعتيادية المعروفة وأبرزها التعليم من خلال الفصل الدراسي.. بمعنى أن الجامعة ستحدث طرقاً جديدة يتم من خلالها بناء وسائل تفاعل بين الأستاذ والجامعة.. نظام الشراكات الطلابية جاء بعد نجاح منقطع النظير في برنامج السنة التحضيرية، حيث تم نقل الطالب من مرحلة ثانوية إلى مرحلة جامعية بمهارات ومعارف وتخصصات بنت شخصية الطالب ليصبح نموذجاً مميزاً بين أقرانه داخل الجامعة أو خارجها.. والجامعة تريد أن تعمم مثل هذه الاستفادة على جميع طلاب الجامعة ممن لم تتح له المشاركة في السنة التحضيرية.. وأخيراً، آمل ان تحذو باقي الجامعات السعودية والعربية حذو جامعة الملك سعود في تبني برامج إشراك الطلاب والطالبات في مختلف فعاليات ونشاطات الجامعة العلمية والثقافية والاجتماعية.. وقد يرى الكثير منا أن (الطالب هنا غير)، بما تتاح له من فرص احتكاك وخبرات كبيرة يستفيد منها خلال السنوات الأربع التي يقضيها داخل الجامعة.. المشرف على كرسي صحيفة الجزيرة للصحافة الدولية - أستاذ الإعلام بجامعة الملك سعود [email protected]