تعهد زعماء دول مجموعة العشرين في ختام قمتهم الثالثة التي عقدت في مدينة بيتسبرج في الولاياتالمتحدة يومي الخميس والجمعة الماضيين في مسودة البيان الختامي بالإبقاء على برامج التحفيز الاقتصادي إلى أن يتم التأكد من قيام انتعاش له مقومات البقاء والاستمرارية وان يقوموا بالعمل والتنسيق الجماعي عندما يحين إلغاء هذه البرامج التحفيزية. واتفق زعماء مجموعة العشرين على اتخاذ خطوات لكبح تجاوزات صناعة الخدمات المالية التي أدت إلى الأزمة العالمية. مع العمل معا لرفع معايير رأس المال للبنوك والسعي لتطبيق قواعد جديدة بحلول نهاية 2012 لتحسين وضع وحجم رأس مال البنوك. وقالت المسودة: إن القواعد (المتفق عليها دوليا) والتي ستعد للمساعدة في منع تكرار الأزمة المالية ستفرض تدريجيا مع تحسن الاوضاع المالية وضمان الانتعاش الاقتصادي. وأشارت إلى أن من المنتظر أن تتبنى الاقتصاديات العالمية الكبرى إجراءات لإصلاح نظم المكافآت والأجور بالبنوك الكبرى والشركات المالية. وقالت المسودة (إذا تحركنا معا، فستكون هناك قواعد أشد صرامة للمؤسسات المالية بالنسبة للمخاطرة والحوكمة التي تربط المكافآت والأجور بالأداء في المدى البعيد وشفافية أكثر في العمليات). وتابعت أنه ينبغي للبنوك الاحتفاظ بجزء أكبر من أرباحها لدعم الإقراض عند الضرورة. والتزمت مجموعة العشرين في مسودة بيانها بتعزيز تحرير التجارة العالمية، على أن يتم ذلك بشكل طموح ومتوازن. ودعت البنك الدولي إلى العمل مع الوكالات المانحة لإنشاء صندوق متعدد الأطراف لزيادة الاستثمار الزراعي في البلدان الفقيرة في خطوة لاحقة لتعهدها في يوليو الماضي بتقديم 20 مليار دولار للاستثمار الزراعي في البلدان الفقيرة بهدف تعزيز الامن الغذائي. وطالبت المجموعة بمراجعة الاحتياجات الرأسمالية للبنك الدولي وبنوك التنمية الإقليمية بحلول النصف الأول من العام القادم بعد تصريح رؤساء هذه البنوك بأنهم سيحتاجون إلى رأسمال جديد من الدول الغنية إذا استمر الطلب على القروض التي تقدمها البنوك بالوتيرة الحالية. واتفق زعماء مجموعة العشرين بحسب مشروع بيان القمة على الالغاء التدريجي للدعم على النفط وأنواع الوقود الاحفوري الأخرى (في الاجل المتوسط) وقالوا: إنهم سيعززون جهودهم للوصول إلى اتفاق للامم المتحدة بشأن تغير المناخ في وقت لاحق من هذا العام. يذكر أن قمة بيتسبرج تزامن انعقادها بعد عام على بدء الأزمة المالية العالمية، ومع ظهور مؤشرات على بدء تعافي اليابان وأوروبا من الانكماش ومع توقعات على خروج بريطانياوالولاياتالمتحدة من هذه الأزمة نهاية هذا العام. ويبقى الأهم أن تظل مجموعة العشرين متفقة على التعاون فيما بينها لضمان التعافي التام من آثار الأزمة العالمية الأخيرة وعدم عودتها مستقبلا. من ناحية أخرى، ذكرت صحيفة (نيويورك تايمز) على موقعها الإلكتروني أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما يعتزم الإعلان عن أن مجموعة العشرين للاقتصادات العالمية ستحل بشكل دائم محل مجموعة السبع لمناقشة القضايا الاقتصادية. ومن المقرر أن يلقى أوباما بياناً عاماً في بيتسبرج حيث يستضيف قمة العشرين الحالية. وبدأت قمة العشرين أعمالها بمأدبة عشاء ليلة أمس الأول الخميس واختتمت فعالياتها أمس بسلسلة من الاجتماعات بين زعماء الدول الأعضاء التي تشكل أكبر اقتصادات العالم. وعقدت مجموعة السبع التي كانت تلتقي وروسيا منذ تسعينيات القرن العشرين تحت مسمى (مجموعة الثماني) اجتماعات سنوية على مدار 30 عاما مضت. وتضم المجموعة كبرى الاقتصادات المتقدمة في العالم، وهي بريطانيا وكندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابانوالولاياتالمتحدة. وتضم مجموعة العشرين في عضويتها، إلى جانب هؤلاء، كبرى الاقتصادات النامية مثل الصين والهند والبرازيل. وستواصل (مجموعة الثماني) اجتماعاتها لمناقشة القضايا الأمنية. وعقدت مجموعة العشرين قمة في نوفمبر الماضي في أعقاب اندلاع الأزمة المالية التي بدأت في سبتمبر الماضي في بورصة وول ستريت وتواصلت لفترة من العام الجاري.