إنَّ إِعدادَ جيلٍ مؤمنٍ بربهِ يحَملُ كتابَ اللهِ حفظاً وفهماً؛ لهو خيرَ عَّدةِ لهذاَ الوطنِ لمواصلةِ المضيِّ في مسِيرتهِ الخيَّرةْ نحو البناءِ والتطويرِ والدعوةِ إلى دينِ اللهِ بالكلمةِ والموعظةِ الحسنةْ، قالَ صلى الله عليه وسلم (خَيْرُكُمْ من تَعلّمَ القرآنَ وعلّمَهْ). إننا بحمدِ اللهِ تعاَلىَ نعتزُّ بأنَّ بلادَناَ المملكةِ العربيةِ السعوديةِ منذُ تَأسِيسِهَا على يد المغفور له بإذن الله الملكِ عَبَدالعزيز آل سعودْ قد اتَّخذَتْ من كتابِ اللهِ العزِيز وسنةِ نبيهِ المصطفى صلى الله عليه وسلم دستوراً يحكمُ جميعَ مناشطِ الحياةِ فيهاَ. وحكُومَتَنا الرشيدةْ في هذا العصرِ الزاهرِ بقيادةِ خادمِ الحرمينِ الشريفينِ الملكِ عبدالله بن عَبَدالعزيز آل سعودْ وسمو وليِّ عهدهِ الأمين وسمو النائب الثاني - حَفظَهُم اللهْ - بَذلتْ ولا زالتْ تَبذلُ في سبيل خدمةِ القرآنِ الكريمْ كلِّ ما تستطيعْ فعنِيْتَ بهِ وشجَّعَتْ على تلاوتهِ وحفظهِ والعملِ بأحكامهِْ، وأقامتْ له أضخمَ منشأةٍ طباعيةٍ في العالمْ ودَعَمْت الجمعياتِ الخيريةِ لتحفيظِ القرآنِ الكريمِ في كلِ المناطقْ. وتأتي هذه المناسبة الطيبة وهي مسابقة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض - حفظه الله - لحفظ القرآن الكريم ورعاية سموه الكريم لها امتداد لعناية سموه بكتاب الله عز وجل وتشجيع المهتمين به، وليس ذلك بمستغرب على سموه الكريم في حبه للخير ودعمه له بكافة السبل فلا تكاد توجد مناسبة خيرية أو عمل نافع في منطقة الرياض إلا ولسموه الكريم اليد الطولى في ذلك فكرة ودعماً وتأييداً بدافع في ذلك حب الخير وخدمة للدين والوطن. إنَّ تشجيعَ الشبابِ والناشئةِ على حفظ كتاب اللهِ الكريمْ من أعظمِ أنواعِ العنايةِ بكتابِ الله الكريمْ وخدمتهِ من أجل إعداد جيلٍ صالح محصَّنٍ بالإيمانِ وأخلاق القرآنِ. كما لا يفوتني أنْ أحيي في أبنائِنَا وبناتِنَا حرصهم الدؤوب على الاهتمامِ بكتاب اللهِ حفظاً وتدبّراً وأدعوهم إلى الاستمرار على هذا النهج السليم وجعله نبراساً لهم في حياتهمْ. سائلاً المولى عز وجل أن يوفقنا جميعاً لما فيه الخير والسداد.