تضاربت أقوال وكالات السياحة والسفر والمسئولين في شركات الطيران حول حجم حجوزات الطيران في العام الجاري مقارنة بمثيلتها في العام الماضي، حيث أكد بعضهم انخفاضها بسبب انتشار أنفلونزا الخنازير، فيما نفى البعض الآخر تعرضها لأي انخفاض. وأكد الدكتور ناصر الطيار رئيس مجموعة شركة الطيار للسياحة والسفر أن العام الجاري شهد انخفاضاً ملحوظاً في حجوزات السفر للخارج بنسبة 40% عن العام الماضي. وعزا هذا الانخفاض إلى سببين أولها الأزمة الاقتصادية الحالية وتوقيت الإجازة المتزامن مع شهر رمضان حيث يصعب على بعض الأسر السفر للخارج. ونفى الطيار أن يكون انتشار فيروس أنفلونزا الخنازير له علاقة بموضوع السياحة الخارجية، مشيراً إلى تسجيل حالات إصابة داخل المملكة. وهو ما أكده أيضاً طلال المهيدب نائب مدير مجموعة الصرح للسياحة والسفر، لكنه اختلف مع الطيار في نسبة الانخفاض التي قال إنها تتراوح ما بين 10 إلى 15% عن حجوزات العام الماضي. وأضاف المهيدب أن انتشار (أنفلونزا الخنازير) أحد الأسباب، بالإضافة إلى أن الإجازة الصيفية هذا العام أصبحت مقسومة إلى ما قبل رمضان وبعده الأمر الذي أوجد صعوبة لدى البعض عند السفر للخارج. وأضاف المهيدب: الانخفاض كان بنسبة أكبر في حجوزات السفر لأمريكا والدول الأوروبية، في حين أن ماليزيا حافظت على نفس النسبة التي حظيت بها في العام الماضي. وفي وكالة (المسافر) للسفر والسياحة، أكد المدير الإقليمي ديمتري حبيس انخفاض الحجوزات وقال إن حجم الانخفاض يتراوح بين 25 إلى 30% كحد أقصى، موضحاً أن الانخفاض يختص بحجوزات العوائل ورحلاتهم السياحية، أما على مستوى الأفراد فليس هناك انخفاض عن العام الماضي، وما زال الطلب عليها مستمرا. وأضاف في حديث مناف لحديث المهيدب: (هذا العام شهد انخفاضا في الطلب على ماليزيا، فحوالي 90% من حجوزاتها العام الماضي اتجهت هذا العام إلى تركيا، وربما يعود ذلك إلى قرب المسافة فالرحلة إلى تركيا تستغرق 3 ساعات بينما الرحلة إلى ماليزيا تصل إلى 7 ساعات، بالإضافة إلى تقارب عاداتنا مع عادات الأتراك). من جانبه، نفى عبدالرحمن الفهيد مدير عام مبيعات الركاب بالإقليم الأوسط بالخطوط السعودية حدوث أي انخفاض في حجوزات الشركة، وقال: (لم نشهد هذا العام أي انخفاض في حجوزات السفر للخارج، بل بالعكس جميع المقاعد محجوزة وقد يكون الانخفاض لدى بعض الوكالات الخاصة بالسفر والسياحة فقط وليس الكل). وأضاف الفهيد أن المسألة تتعلق بالجدولة فقط، حيث أصبحت إجازات المعلمين والطلبة متأخرة بعض الشيء بسبب اختبارات الدور الثاني ما أجبر بعض الأسر على الانتظار إلى حين انتهاء أبنائهم، فيما أجل البعض سفره إلى ما بعد رمضان. وأيده في ذلك عبدالعزيز المعيوف مدير عام المبيعات والتسويق بالخطوط السعودية الذي قال إن حجوزات السفر للخارج ما زالت محافظة على مستواها. وأضاف: ما يحدث لا يتعدى تغييرا في وجهات السفر، فالبعض يسافر إلى بيروت والبعض الآخر إلى مصر، ويفضل البعض السفر إلى الدول الأوروبية أو الشرق آسيوية، أي أن انخفاض حجوزات السفر لدولة يعادله زيادة في حجوزات السفر لدول أخرى. ولم تنف الخطوط السعودية وحدها عدم انخفاض الحجوزات، فهناك شركات أخرى نفت أيضاً. حيث يقول عبدالله أبو جاموس مدير المبيعات لوكالة (رتل) للسفر والسياحة أن شركته لم تشهد هذا العام أي انخفاض في الحجوزات عن العام الماضي بأي نسبة، مؤكداً أن هناك تغييرا في التوجهات فقط، فالطلب على ماليزيا هذا العام انخفض عن العام الماضي وأكثر الحجوزات لديهم إلى بيروت والقاهرة ودمشق وأوروبا. ووافقه الرأي مدير مبيعات الخطوط التركية الذي دلل على ذلك بأن (شركته ضاعفت رحلاتها من 3 إلى 7 رحلات، كما شهد هذا العام تطويرا وتوسيعا لمقر الخطوط التركية في الرياض، ولو أن هناك انخفاضا لما تزايد عدد الرحلات). واستطلعت (الجزيرة) آراء المرتادين لمكاتب السفر والسياحة، حيث قال المواطن مشعل المقرن: (أنوي السفر هذا العام إلى بيروت، ولم أفكر في إلغاء فكرة السفر للخارج بسبب انتشار فيروس أنفلونزا الخنازير أو أي سبب آخر). وأضاف المقرن أن العديد من أصحابه وأقاربه مسافرون الآن خارج المملكة ولم يمنعهم شيء من السفر للخارج.