أكد الدكتور راشد الراجح نائب رئيس مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني أن خادم الحرمين الشريفين وضع يده على لب مشكلة قضية فلسطين من خلال خطابه الموجَّه إلى القيادة هناك، موضحاً أن تشتت القيادات الفلسطينية سبب رئيسي في ضعف قضية فلسطين أمام العالم. وقال: الخطاب الموجه من خادم الحرمين إلى أبي مازن حول الوضع فيما يقع بين الفلسطينيين من تشتت وعدم اجتماع على كلمة سواء، هو خطاب صادر من رجل يعرف حقيقة الأمر، وذلك انطلاقا من قوله عز وجل: {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُوا}، ومشكلة الفلسطينيين تتمثل في أن أمرهم ليس سواء؛ فكل مجموعة تناصب المجموعة الأخرى العداء، وهذا يضعفهم أمام العدو، فيما أنهم لو اجتمعوا سيكون لهم شأن في المحافل الدولية وفي مجلس الأمن وفي كل اجتماع ولقاء يُعقد. إن تشتتهم أضعف شوكتهم وأصبح كل ما يقولونه محل نظر. لا شك أنه كما أخبرهم - حفظه الله - لو وحدوا صفهم سيكون لهم شأن آخر، سيكون كلامهم وما يقدمونه للجهات العالمية محل تقدير واحترام، وخادم الحرمين جمعهم إلى جوار الحرم ودعمهم بكل ما يملك من نصح ودعم مادي حتى يكونوا في موضع قوة أمام شعبهم وأمام العالم كلهم، لكن للأسف افترقت كلمتهم، وهنا جاءت كلمته - حفظه الله - كرجل مخلص يريد لهم الخير، ويريد منهم أن يمثلوا في العالم برأي واحد، وأمام الناس يكونون جبهة واحدة، وبهذا يستطيعون أن ينتصروا ويكون لمواقفهم وقع أمام العالم. القدس الشريف يدنس الآن وهم يختلفون بينهم، وهذا شيء لا يُعقل؛ ولذلك نسأل الله أن ينفع بهذه الكلمة، وأن يعودوا إلى نفوسهم بالعقل والتدبر ومراعاة المصلحة العامة وتقديمها على المصلحة الخاصة.