ان كل واحد منا يحمل على عاتقه مهام ومسؤوليات عديدة مطلوب منه تنفيذها وتأديتها لتسيير دفة هذه الحياة، مهام في عمله، في أسرته، في مجتمعه، في جميع شؤون حياته، الا ان هناك شخصا يحمل أنبل وأشرف وأسمى المهام والمهن والرسالات والذي ان فشل في مهمته ومهنته ولم يؤد رسالته الدينية والتربوية والعلمية والأخلاقية ولّد لنا جيلا فاسدا منحرفا سيئ الخلق غير واعٍ او مدرك لواجباته وتطلعاته وخططه المستقبلية ألا وهو المعلم حتى لقد وصفه الشاعر من حيث تكبده لحمل المسؤولية والامانة والرسالة التربوية السامية المطالب بأدائها بكل صدق ونزاهة واخلاص بقوله: قم للمعلم وفّه التبجيلا كاد المعلم ان يكون رسولا وحيث إننا في بداية العام الدراسي فإنني أنوه هنا الى بعض التوجيهات والأدوار المرتجاة من المعلم ان يسلكها ويقوم بها والتي لا تخفى على أي معلم وانما أحببت التذكير بها امتثالا لقوله تعالى: وذكر فان الذكرى تنفع المؤمنين والتي ان وجدت وتوفرت لدى المعلم دلت على نجاحه فنقول: من هو المعلم الناجح؟ 1 المعلم الناجح هو الذي يتقي الله اولا وآخرا سرا وعلانية ويستشعر مراقبته له وعلمه بما يعمله ليفتح له أبواب الرزق ويبارك له فيما يرزقه, قال تعالى: ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا . 2 المعلم الناجح هو الذي يعرف كيف يبني علاقة أبوية أو أخوية مع التلاميذ ويجد له مكانا في قلب كل واحد منهم ويغرس فيهم حبهم له وتقبلهم لأسلوبه وطريقته معهم واحترامهم له ومن ثم الاقبال على مواده التي يدرسها لهم وحبهم لها، فالطالب اذا أحب المعلم فانه بإذن الله سيحب مادته. 3 المعلم الناجح هو الذي يغرس في نفوس تلاميذه العقيدة الاسلامية والاخلاق الحسنة والعادات الحميدة والتآلف بين قلوبهم ومحبة كل واحد منهم للآخر فالأهم التربية أولا ومن ثم التعليم، فما الفائدة من طالب متفوق في تحصيله الدراسي ولكنه سيئ الخلق كريه الطباع. 4 المعلم الناجح هو الذي يدرك ويعي حجم وعظم وسمو الرسالة التربوية التي يحملها وان يشارك الطالب همّه وينزل الى مستواه ويحمل همّه ويغوص في أعماقه ويساهم مع المدرسة في حل مشاكله سواء التربوية او التحصيلية او الأسرية قدر استطاعته والوقوف جنبا الى جنب مع المرشد الطلابي الذي لن يستطيع وحده الالمام بكل مشاكل وقضايا الطلاب ما لم يجد مساندة من المعلم الذي هو من يعاصر الطالب ويقضي معه وقتا طويلا، وبالتالي يتابع سلوكه ويبدي ما يلاحظه عليه ان احتاج الى مساعدة أو بدا لديه اخفاق معين سواء في سلوكه التربوي او تحصيله الدراسي. 5 المعلم الناجح هو الذي يستعد لمادته بإعداد دروسها اعدادا جيدا وعدم الاقتصار على ما هو موجود في المقرر الدراسي، وانما الاطلاع على المراجع وتزويد طلابه بمعلومات ومعارف أخرى تثري وتنمي ثقافتهم وعلمهم وتوسع مداركهم وتفيدهم في دينهم ودنياهم، وكذلك استخدام الوسيلة الامثل والأنسب لكل درس من دروسه. 6 المعلم الناجح هو الذي يجيد التعامل مع ادارته والتعاون معها ومع زملائه المعلمين الآخرين لانجاح العملية التربوية والتعليمية وبما يخدم هذا الطالب الذي ما وجدنا في هذا المعقل التعليمي الا من اجل تربيته وتعليمه والمساهمة معه في بناء مستقبله وبالتالي بناء مستقبل وطنه الذي ينتظر منه الكثير، لأننا اذا ساعدنا ابننا الطالب في بناء مستقبله فاننا انما نهيئه ليخدم بلده ان شاء الله. 7 وأخيرا المعلم الناجح هو الذي يتصف بالالتزام والانضباط في حضوره وانصرافه من المدرسة، حيث ان الالتزام والانضباط في المواعيد دليل على وعي المعلم كما انه جزء من شخصيته سواء هو او غيره من بني البشر. نسأل الله ان يجعلنا من المؤمنين العالمين العاملين وصلى الله على نبينا محمد. عمر بن سليمان الشلاش