كلما قدر لي أن أشاهد برامج بعض (الفضائيات) التي تأتي على الهواء أو على غير الهواء أجد أغلبها لا يخرج من توجهين: إما طرح موضوعات يغلب فيها الجدل واللجاج تسهم في الإساءة لأمتنا وتفريق وزرع البغضاء، وإما أنها تطرح موضوعات تافهة.. إذ ليست أكثر من مذيعة مائلة قد تكون جميلة بشكلها، ودورها بل عملها القليل لا يتجاوز تلقي اتصالات تحمل أسئلة ساذجة وإجابات أكثر تفاهة. وأحياناً - وهذه الطامة الكبرى - تنحصر برامج هذه الفضائيات في الاهتمام (بالنصف الأسفل) كما قال أحد الغيورين. إنني إذا نظرت إلى مواد هذه القنوات، ونظرت إلى برامج التلفزيون السعودي، ومثلها القنوات الأخرى الجادة ذات الطرح الموضوعي المعتدل وجدت أن كثيراً من برامج التلفزيون السعودي سواء كانت موضوعات اجتماعية أو اقتصادية أو ثقافية أو ترفيهية تحقق النفع والإمتاع معاً، وتقدم لأفراد الأسرة برامج تحترم سلوكياتها، وإنني لأحمد للمسؤولين في التلفزيون السعودي جميل صنعهم، وحرصهم على شرف رسالتهم انطلاقاً من ثوابت ديننا وأخلاقيات مجتمعنا وتوجيه قيادة هذا الوطن. *** إنني أخال أن كثيراً من المشاهدين في عالمنا العربي والإسلامي سئموا من تلك المواد التي سمتها إما الصخب أو التفاهة.. تلك التي تعرضها كثير من الفضائيات الناطقة بالعربية وهي من شرف الانتساب إلى العروبة براء: قيماً ولغة وأصالة. *** لقد حقق التلفزيون السعودي معادلة عرض البرامج التي توحد ولا تفرق، وتبعد عن الخلاعة والعري، لذا نطالب بالمزيد من البرامج الجيدة التي تشد المشاهدين والتي تجمع بين الفائدة والإمتاع معاً، وهو بكفاءاته السعودية قادر على ذلك، وقد وعد معالي الوزير د. عبد العزيز خوجة بإحداث تطوير قريب بالقنوات التلفزيونية، ونرى الآن التهيئة لبرامج جديدة في (القناة الأولى) التي تعرض برامج متابعة مثل برامجها الناجحة الخاصة للأسرة مثل (لها) ومثل (مكسرات) والتي استطاعت أن تتفوق فيها لتكون قناة الأسرة، وبودنا أن نلتفت إلى برامج الفترة الذهبية التي بعد أخبار التاسعة، حيث تحتاج إلى المزيد من التجديد والتنويع، وأجزم أن القائمين على القناة بخبرتهم وكفاءتهم - وبدعم وحرص معالي الوزير والوكيل لشؤون التلفزيون - قادرون على تحقيق المزيد من النجاح. أما (الإخبارية) فهي - فعلاً - قناة تشدك برامجها إليها بتجديدها، وبتناول الكثير من برامجها ونشرة أخبارها لقضايا الناس ومختلف اهتماماتهم، ونريد منها المزيد وقد بدأنا نقرأ تنويهات على شاشة (الإخبارية) عن برامج جديدة بدأت تعلن عنها ونثق بقدرات القائمين عليها لتحقيق المزيد من النجاح. -2- الجمال بين موجودات الكون ومخضوبات البنان..! ** قف لحظة تأمل.. كم في هذه الطبيعة من مشاهد الجمال.. ومفاتن السحر. إن هذه اللحظة تثري عقلك بالمزيد من التفكير والتدبر معاً. وهي - أي هذه اللحظة - تغني قلبك بالفائض من معين الجمال والإمتاع والسفر في عوالم الدهشة. حدِّق.. في البحار بمياهها الزرقاء وأمواجها المتلاطمة.. وأعماقها المكتنزة. ثم ارفع رأسك إلى الجبال الشاهقة.. وصخورها الصلدة وكبريائها الرائعة ثم متع ناظريك في الخمائل الخضراء بعبق زهورها.. وطلع نخلها وفراشها السندسي. ثم قف لحظة متأملاً ذروة الجمال في هذا الكون، ذلك الذي يتجسد بما أودعه الله في (مخضوبات البنان) من ليل شعرهن إلى صباحة وجوههن، إلى ارتفاعات وانخفاضات قوامهن.. إلى كل معاني الجمال والأنوثة والسحر فيهن من سحر العيون مروراً بعذوبة الحديث إلى خريطة الجسد مما يقصر عن تجسيد التعبير.. عندها: (الصمت في حرم الجمال جمال). -3- آخر الجداول ** للشاعر: يس الفيل (وماذا سيبقى على الأرض منا سوى الذكريات سوى ما كتبنا لمن يقرأون على صفحة الزمن المستريب ونحن ارتحال) الرياض 11499 - ص.ب 40104 فاكس 014565576 [email protected]