-1- كم نحن مغرمون بتجاهل هويتنا ولغتنا، وكأننا لا نتطور ولا نفخر بمنجزنا إلا بهذا التجاهل!. لقد لحظت - مع الأسف - أن البعض سواء كتاباً أو وسائل إعلام أو متحدثين بالمجالس يستبلدون اسم (جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية) باسم أجنبي هو (جامعة كاوست)!. إن إلغاء اسمها العربي الجميل: (جامعة الملك عبدالله) فيه -أولاً- إلغاء لاسمها العربي الذي يعطيها هويتها العربية منطلقة منه إلى الفضاء العالمي، وثانيها: أن هذا الاسم الأجنبي (كاوست) يلغي ويخفي اسم قائد بلادنا الذي سميت الجامعة باسمه ولو كانت هذه الجامعة مخترعاً أجنبياً، أو مبتكراً غربياً لرضينا اسمها الأجنبي ولكنها جامعة عربية سعودية تقوم على أرض الضاد. إنني أستشرف أن يتم التوجيه بتسمية الجامعة باسمها الذي ولد معها (جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية) وأن يختفي اسمها الأجنبي الذي يريد البعض إلصاقه بها، إنّ تسميتها باسمها الذي سماها به وطنها يحقق الحفاظ على اسمها، وهو بذات الوقت عرفان ووفاء لمن سميت الجامعة باسمه. كفانا تقليداً واستلابا. -2- بين الأمير سلمان والشيخ العودة والاحتفال بالميلاد شدني موقف لسمو الأمير سلمان بن عبدالعزيز رواه ذات مرة الشيخ سلمان العودة في برنامجه (الحياة كلمة)، وهو موقف يرسخ جانبين في شخصية الأمير سلمان: حرصه الشديد على اتباع أوامر ونواهي دينه حتى في تلك الأمور التي فيها خلاف بين العلماء، وثانيها: حرصه على تربية أبنائه على اتباع تعاليم الإسلام في حياتهم. أما الموقف الذي رواه الشيخ سلمان العودة فهو اتصال سموه به لسؤاله عن جواز الاحتفال بيوم الميلاد الشخصي لأن بعض أولاده يريدون أن يحتفلوا بذلك ولا يريد سموه أن يوافق لهم حتى يعرف رأي الشرع بذلك، وكان جواب الشيخ سلمان وفتواه: (إذا كان الأمر يتعلق بالميلاد الشخصي، فوجهة نظري أن الاحتفالات العادية (مباحة) فمثلاً زوجان يحتفلان بمناسبة مرور سنة أو حتى 20 سنة وليكن، أو كذلك الابن أو البنت يحتفل بمناسبة ميلاده هذا ليس احتفالاً دينياً، إنما هو أمر عادي وقد يجمع أصدقاءه على وجبة أوما أشبه ذلك فلست أرى في هذا حرجاً). هذا الموقف الإيماني التربوي للأمير سلمان لا يحتاج إلى طويل تعليق.. فقط أقول وفقك الله يا أميرنا وأبشر بالخير بالدنيا والأخرى وأنت تحرص على مراعاة حرمات ربك في نفسك وأسرتك وأولادك، وثانيها: في تحرج سمو الأمير درس لأولئك الذين يتساهلون في أمور الحلال والحرام، وبخاصة فيما يتعلق بأسرهم وأولادهم وهم مسؤولون عنهم أمام ربهم وربه. -3- الأشقياء بأموالهم! من الإمام الحسن البصري إلى كل ممسك خشية الإنفاق، وإلى كل بخيل خشية الإملاق وأعتقد لو قرأ هؤلاء الممسكون حكمة الحسن البصري لما طرأ على عقولهم أو جيوبهم هاجس البخل: (لم أر أشقى بماله من البخيل، لأنه في الدنيا يهتم بجمعه، وفي الآخرة يحاسب على منعه، غير آمن في الدنيا من همه، ولا ناجٍ في الآخرة من إثمه، عيشه في الدنيا عيش الفقراء، وحسابه في الآخرة حساب الأغنياء). -4- عطاء الحرمان! (الحرمان) - بحد ذاته - مبعث ألم.. وباعث شجن.. لكنه - في أعماق عاشق الكلمة - حافظ إبداع.. يجعل الحرف يتدفق على ريشته سحراً وشهداً بقدر ما يجعل الشجن يتفجر بين دروب نفسه ضنى ولظى..! ولو كل عشاق الكلمة الذين نبتت أشجار الطموح في نفوسهم طرحت لهم ثمراً لما أبدعوا وأعطوا، و(المتنبي في قمتهم). ولو كل الذين عشقوا تلاقوا لما أبدعوا شعراً يذوب هوى، فالعباس بن الأحنف لو ظفر (بفوز) لدفنت ضفائر حنانها وجعَ الحرمان في نفسه، وما أبدع لنا شعراً شجياً فيه عذوبة الهوى، وعذاب العاشقين. -5- آخر الجداول لغازي القصيبي: (وأذكر وجهك حين تسيل السماء فهل عرف الغيث أني ظمئت وأن عديري ينبع منكِ وأدري.. وتدرين.. أن قصيدة عمري.. عنكِ.. ومنكِ!!) الرياض 11499 - ص.ب 40104- فاكس 4565576 [email protected]