حضرت أكثر من جلسة في ليالي العيد، وقد اتفق المجتمعون - وهم نخب من مختلف الأطياف - على أن (مسلسل طاش) حان زمن إيقافه إذا استمر على هذا الأسلوب إذ إن أغلب حلقاته في رمضان تعطي صورة سلبية عن هذا الوطن ودينه وأبنائه، فمن حلقة الاستهزاء برجال أمنه إلى حلقة الافتئات على الداعيات الخيرات إذ إن ما صورته الحلقة لا يمكن أن يقع من المرأة المتدينة فضلا عن (الداعية) كما قال أ/ خالد الغنامي في مقالته الموضوعية في صحيفة الوطن عن الخطأ الكبير في هذه الحلقة تحديدا، إلى حلقة تشويه صورة تعامل كل السعوديين مع العمالة والإساءة لهم، وبالطبع الشاذ لا يبنى عليه حكم إلخ..! إننا نجاهد قيادة وإعلاما ومواطنين لتصحيح صورتنا المشوهة مع الأسف ولكن مسلسل (طاش) ينقض ما نجاهد من أجل توضيحه وتصحيحه.. لقد دعوت - قبل سنتين - القائمين على (طاش) إلى دراسة الفكرة والحوار قبل تحويلها إلى مسلسل فتسيء أكثر مما تحسن، وتؤلم أوفر مما تضحك. ينهض سؤال مهم هنا: هل صارت أغلب حلقات (طاش) الآن تؤلمنا أكثر مما تضحكنا كما كان في السابق عندما كان يطرح الكثير من المشكلات الاجتماعية بأسلوب كوميدي لا مبالغة فيه، ولا افتراء عند تناوله؟ -2-القول المحمود في تهاني المحمول! ** قبل عدة سنوات عندما كانت موضة (التهاني) بالأعياد وبشهر رمضان عن طريق (الكروت) هي السائدة والمنتشرة أذكر وقتها أنني كتبت عن (تهاني البطاقات) التي تأتي جامدة، والتي قد تتم كتابتها قبل العيد بأسبوع أو أكثر وتصل بعد أكثر من أسبوع وربما أن مرسلها لا يعرف عنها شيئا فهي عادة سنوية يرسلها هو أو من ينيبه من سكرتير أو ولد، وقد أسميت هذه التهاني التي تحملها الكروت (بالعواطف المعلبة)!. الآن أضحى البديل (رسائل الهاتف المتنقل)، ولقد اختلف الناس حولها، فمن (مؤيد) لها من منطلق أنك لا تستطيع أن تزور أو تهنئ بالاتصال كل أقاربك وأصدقائك ومعارفك، ومن (معارض) لها من منطلق أنها (عواطف معلبة) و(نسخ مكررة) بلا روح أو إحساس. شخصيا كنت إلى وقت قريب ضدها لكن أراها الآن أسلوبا معقولا لتبادل العواطف والتهاني فهي تصل في ذات الوقت الذي تُرسل فيه، ومرسلها يختار بنفسه الشخص الذي يبعثها إليه، فضلا عن أنها تصل نابضة في حينها. لقد تعززت قناعتي بها عندما رأيت أنه من الصعب أن تزور أو تهاتف في مناسبات العيد (400) أو (500) من أقاربك ومعارفك وأصدقائك.. لذا تجيء (رسائل الجوال) من باب (العوض ولا القطيعة) كما يقول المثل الشعبي وذلك بوصف هذه الرسائل تجيء بديلا لطيفا تشعر الطرف المرسل عليه بتذكرك ومودتك له فتعبر عن ذلك بإرسال (رسالة تهنئة طازجة) له كأضعف الإيمان!. لا جرم أن هناك أشخاصا لا يصح أن تنوب الرسائل في تهانيهم، إذ لا بد من الزيارة للبعض، والمهاتفة للبعض الآخر كأقاربك الأدنين ومن في حكمهم من كبار السن وأمثالهم من الحميمين منك صداقة أو زمالة أو جيرة، أما الآخرون فالرسائل لعلها تقوم ببعض الدور (وفي عدم الماء التيمم جائز) وكونك تهنئ صديقا أو عزيزا عبر الحرف إن لم تتمكن من الرؤية عيانا أو عبر الصوت هاتفا فهذا أمر جيد، وهو خير من النسيان أو الإهمال. -3- قنوات التلفزيون السعودي بين فرحة العيد ويوم الوطن ** عاشت قنوات التلفزيون السعودي خلال الأسبوع الماضي حراكا وعطاء كبيرين بمناسبة عيد الفطر ويوم الوطن فقد استطاعت أن تنجح كثيرا في تجسيد هاتين المناسبتين، (فالإخبارية) المتألقة تألقت ببرامجها الحوارية أيام العيد واستطاعت أن تبلور فرحة العيد والابتهاج بلحظاته، و(الأولى العتيدة) استطاعت في برنامجها الجديد الجميل (صباح السعودية) الذي كانت أول حلقاته صباح يوم الوطن وقد ترجمت مواد البرنامج أبعاد وحدة الوطن من خلال لقاءات واستطلاعات وتقارير هذا البرنامج عبر أربع ساعات متواصلة ولم يقتصر حراك التلفزيون السعودي على ذلك فقد تم تدشين قناة الغالين علينا (الأطفال) (أجيال) في يوم العيد. تحية إكبار للمسؤولين عن تلفزيوننا وزيرا ووكيلا ومديري قنوات وتحية امتنان لمن أعدوا وأخرجوا وقدموا من الإخوة والأخوات. -4- القناة الأولى وشخصيات وتجارب! ** من البرامج الجيدة التي قدمتها القناة الأولى السعودية في رمضان برنامج (شخصيات وتجارب) الذي تحكي فيه إحدى الشخصيات الناجحة تجربتها في الحياة سواء العلمية أو العملية بكل جمالياتها وما مر عليها من عقبات ومعاناة تجاوزتها حتى وصلت إلى ما وصلت إليه. هذا البرنامج الجيد عيبه أنه لم يكن وقت عرضه موفقاً حيث كان يعرض قبل السحور، والناس مشغولون عنه، وإعادته كانت الساعة التاسعة من صباح كل يوم رمضاني، وربما تتوقع القناة أن الناس سوف يشاهدون هذا البرنامج وهم نائمون..! لقد كنت حريصاً على مشاهدة هذا البرنامج لكن لم أتمكن إلا من مشاهدة سوى أربع حلقات فقط من حلقاته الثلاثين، واحدة مع معالي د. يوسف العثيمين الذي أجاد وهو يتحدث عن مسيرته العلمية والعملية بأسلوب سلس مشوق، والثانية مع معالي د. أسامة البار أمين العاصمة المقدسة الذي كان حديثه مشوقاً وبخاصة حديثه عن المشروعات الجديدة بمكة المكرمة مثل طريق الملك عبدالعزيز، والثالثة مع الإعلامي الكبير أستاذنا بدر كريم الذي عندما يتحدث عن تجربته الإعلامية الثرية فهو يغرف من بحر لا ينقص، وقد شاهدتها مسجلة لحرصي عليها ولأن لي مداخلي تشرفت فيها بالحديث عن أستاذنا (أبي ياسر) والأخيرة كانت مع م. عبدالله المقبل وكيل وزارة النقل الذي تحدث حديثاً جميلاً عن التجربة الناجحة للمملكة في تصميم الطرق وبنائها. لعل (القناة الأولى) تعيد هذا البرنامج الجيد، وأجزم أن إعادة مثل هذا البرنامج ستكسر خلال العام نمطية بعض برامجها التي تعرضها في أهم فترات البث بعد نشرة الأخبار.. ومزيداً من البرامج الجديدة المنافسة. -5- فرح ** تستمطر قلوبنا الفرح.. عبر (تهنئة) من قريب أو (معايدة) من عزيز، يسكن خوافقنا الارتياح، ونحن نستقبل هذه (الكلمة البسيطة) نحتضنها إشراقة ود.. وجلوة هناء في كل مناسبة من مناسبات الفرح في أعمارنا. ترى هل نضن بهذه (الكلمة) على القريب أو الصديق أو الجار أو الحبيب، وهي التي تنثر السعادة خفقاً في قلوبهم ونغماً زاهياً بين أهداب عيونهم. -6- آخر الجداول ** للشاعر حمزة شحاتة: (لا يخلف الربيع موعد الإياب ولا تواري ضوءه المأمول غمرة السحاب ولن تطول بالأماني وحشة الغياب). فاكس 014565576 [email protected]