معالي الوالد المفضال الشيخ/ ناصر بن عبدالعزيز الشثري حفظه الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: إن قلبكم النبيل الذي ينطوي على المعاني السامية وينبض بفيض المشاعر الرقيقة,, ليستحق كل الحب والتقدير والمؤازرة في محنتكم,. معالي الوالد الكريم,. حين يقطع القلب من القلب، وتنتزع الروح من الروح، لا تصلح كلمات العزاء، ولا تجدي عبارات السلوان، لأن الحدث جلل والخطب جسيم. إن الفجيعة في الرياض نواضراً لأجلُ منها في الرياض الذوابلا إن فقيدنا الذي اختطفته يد المنون، كان شاباً في مقتبل العمر، وسراجاً عاجله الانطفاء ونبتا غضا لم يمهله القدر للرواء. كان بدر الشثري أنموذجا للشاب البار المتزن الطموح، ولكن ما حيلة المرء أمام القدر سوى التسليم عن قناعة، وإيمان ورضاء، ليست قلوب ذوي الفقيد وحدها هي الباكية، ولا نفوس أهله هي المفجوعة ولكن كل من عرف هذه الأسرة النبيلة يشعر بمثل ما تشعر به من الآلام ويصبح وكأنه أحدها حسا وشعورا لأنها أسرة ذات أصالة في قيمها وحبا لها من جميع الذين عرفوا رجالها، فهم ذوو حظوة ومكانة عند رجالات القيادة في وطننا الغالي، وأهل ثناء لطيب اعمالهم عند كل أهلهم وذويهم,غاب نجم الأسرة الكبيرة في مقامها، العزيزة بشمائلها فهي التي ربته على الحب والوفاء وأعطته كما اعطت كل من عرفها مكارم التآلف والتراحم والصدق والصفاء والنقاء، ترك الفقيد الحياة في شرخ الشباب ولم يمتع بالشباب، ترك الحياة وهو مقبل على عصر النضارة في الحياة، ولكن الله لا راد لقضائه ولا معقب لحكمه، لقد ترك الفقيد كلمات تكشف عن نقاء سريرته، وتبوح بمكنون طويته، ترك خواطر تؤكد أنه نبت خير وطرح أصالة، وشهامة، ونجابة، وفضل، ترك ما يؤكد تفاؤله للحياة في عبارات دعوة للخير وإيثار للمعروف والفضل ولكن لم يعش الحياة,إنه فرع قد غاب من دوحة آل ابوحبيب الذين طاب نبتهم وسمقت أرومتهم فاستحقت ثناء الجميع ووجبت لهم اليوم مشاركة قلوب كل محبيهم, إن العزاء الصادق هو الدعوة للفقيد بالرحمة والغفران وان يتغمده الله في جنات الرضوان وان يسبغ الله من واسع رحمته على الأهل فيض الصبر والسلوان. اما رسالته الأخيرة المليئة بالخواطر الجياشة والمعاني النبيلة والتي كانت حروفها هي آخر ما سطره يراع بدر الغض بأحاسيسه المرهفة التي تنم عن تدين عميق وتعقل فريد رغم حداثة سنه,, ها هي بنصها خطوط عريضة ستبقى على مر الدهر,, تكبر الإنسان، وقست القلوب، وتغيرت النفوس، وانتهى الأمل وتكبرت الروح وتجاهلت الممات وذهب صفاء القلب وأتى الحسد والنجس وزالت الأخلاق، وأتى السفه والطيش، وانتشر الحقد والبغضاء، ونسوا الدين كأنهم لم يقرؤوا كتاب الله، واسودت الأفئدة وذهب البياض وأتى الطعن والتحطيم,, ألا ليتني لم أولد ولم أر الناس والحياة ,. فتى الحزن بدر الشثري أحمد بن زيد الدعجاني