يشكّل متحف الآثار والتراث بتيماء واحدا من سلسلة المتاحف الوطنية بالمملكة الذي تم إنشاؤه خدمة لمورث المملكة بشكل عام والمنطقة بشكل خاص؛ حيث يشتمل مبنى المتحف على قاعات للعروض المتحفية ومعامل للترميم والتصوير والرسم والمساحة ومستودعات لحفظ الآثار وأخرى لحفظ الأدوات والتجهيزات للأعمال الميدانية. وقد تم اعتماد إنشاء متحف للآثار والتراث بتيماء ضمن المتاحف الستة التي اعتمدت من قبل الهيئة العامة للسياحة والآثار والموزعة على مناطق المملكة بتكلفة إجمالية بلغت 150 مليون ريال، وستكون المساحة الإجمالية التي يقع عليها المتحف الواحد خمسة آلاف متر مربع موزعة على ثماني قاعات رئيسية تتناول التسلسل التاريخي الذي مرت به تلك المناطق من عصر ما قبل التاريخ حتى الوقت الحاضر على غرار مركز الملك عبدالعزيز التاريخي بالرياض. وكالة الأنباء السعودية تواجدت داخل أرجاء المتحف الحالي بمحافظة تيماء الذي ضم قاعة الجيولوجيا التي من خلالها يتم عرض العمليات الجيولوجية وحركة القارات والزلازل والبراكين والترسبات التي تمت خلال الفترة من 200 مليون سنة حتى ما قبل 12 مليون سنة تقريباً، ويعرض مع الشروحات خرائط ووسائل إيضاح تبين كيف حدثت تلك العمليات وأزمانها، ثم قاعة العصور الحجرية التي تمثل بداية الحضارة الإنسانية حيث تشمل دواليب العرض أدوات حجرية تعود بداياتها إلى عصور ما قبل التاريخ حتى الألف الرابعة قبل الميلاد، وتتمثل تلك الأدوات بالفؤوس الحجرية اليدوية والمكاشط والمثاقب وغيرها من الأدوات؛ حيث تحتوي القاعة على وسائل إيضاح تبين طريقة صنعها وتطورها عبر آلاف السنين. كما يحتوي المتحف على قاعة العصر البرونزي الذي يمثل الفترة من نهاية الألف الثاني قبل الميلاد تقريباً ويعتبر امتدادا للعصر الحجري الحديث حيث استخدم في هذه الحقبة مادة الفخار القوي إلى جانب البرونز كمادة صلبة استخدمت في صناعة الأدوات والأواني والتماثيل، وفي هذه القاعة يطالع الزائر أنماط الأواني الفخارية والرسوم الصخرية. ويضم المتحف قسماً للعصر الحديدي الذي يمتد من نهاية الألف الثاني إلى العام 330 قبل الميلاد، وتحتوي دواليب العرض على مكتشفات تعود لذلك العصر وتبين كلمة العرب وأول ظهورها في أقدم نص عرف في سجلات الآشوريين التي تعود لمنتصف القرن التاسع قبل الميلاد، بالإضافة إلى احتواء الدواليب على صور وخرائط ومعلومات عن قصر الحمراء وعرض لأهم معثوراته خاصة الأواني الفخارية. ويشاهد الزائر للمتحف قصر الرضم، ذلك الحصن المنيع الذي تميز بضخامة جدرانه والأبراج والدعامات الحجرية في زواياه، ويوضح كذلك الأبراج المحيطة بتيماء التي تشكّل مع السور والقلاع مظهراً دفاعياً فريداً. ويشتمل المتحف على عرض معلومات عن جبل غنيم وما يحويه من نقوش تيمانية مهمة، ويضم المتحف قسم الكتابات والنقوش الصخرية، ويحتوي هذا القسم على معلومات عن الكتابات العربية القديمة وأشكالها وما يقابلها في العربية الحالية، إضافة إلى إبراز لمسلة تيماء المحفوظة حالياً في متحف اللوفر بباريس منذ ما يزيد على قرن من الزمان، إضافة إلى صور ونماذج للرسوم الصخرية المنتشرة في المنطقة. أما قسم عصر قبل الإسلام بالمتحف فهذا القسم مخصص لفترة العصر الجاهلي وهي الفترة التي ظهر فيها السموأل الغساني كحاكم لتيماء وشاعر عظيم ترك لنا الكثير من القصائد الخالدة، كما تحدّث عن أبرز مراحل حياته ومنها قصيدته مع الشاعر امرئ القيس بن حجر الكندي وهي التي عرف فيها السموأل كأوفى أوفياء العرب، كما يضم القسم صوراً يعتقد أنها لقصر الأبلق الشهير. ويحتوي قسم العصر الإسلامي بالمتحف على عرض مواد من الآثار الإسلامية ومنها العملات والفخار والكتابات والنقوش الإسلامية، وخرائط تبين ما وصلت إليه رقعة بلاد الإسلام وعصوره الماضية، وصور لبعض المظاهر التاريخية من عمرانية وغيرها ومعلومات عن تيماء من العصور الإسلامية الأولى. أما قسم تيماء في الماضي القريب فيضم هذا القسم معلومات عن تاريخ تيماء وسكانها خلال القرون الثلاثة الماضية، إضافة إلى صور فوتوغرافية لتيماء، وبعض هذه الصور تعود إلى أوائل القرن الهجري الماضي، هذا بالإضافة إلى وجود ثلاثة دواليب، واحدة للحياة الصحراوية وأخرى للحياة الزراعية والري والثالثة عن الحرف وأدواتها ومنتجاتها. كما يضم المتحف قسم توحيد المملكة، ويبين انضواء تيماء تحت لواء الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن (رحمه الله) إبان مراحله المبكرة لتوحيد المملكة، وتتناول الشروحات ملامح عن الملك عبدالعزيز وبصيرته التي وحدت أجزاء هذه البلاد ليجعل منها دولة واحدة تنعم بالرخاء والأمن والازدهار. ومن آثار محافظة تيماء خارج أسوار متحف الآثار الذي تضمنه تقريبا عن آثار المحافظة قصر الإمارة بتيماء الذي شُرع في بنائه في العام 1335ه واستمر العمل في بنائه حتى اكتمل في عام 1338ه واستخدم القصر ديواناً للإمارة حتى عام 1398ه. ويقع القصر إلى الشرق من بئر هداج بحوالي 250م؛ حيث يعد من العناصر المهمة في تيماء القديمة ويعتبر احد المعالم العمرانية التراثية في المملكة، وهو عبارة عن حصن تبلغ مساحته 1600 متر مربع. ويتكون القصر من عدة أقسام بني على عدة مراحل؛ فقسمه الداخلي تم إنشاؤه في العام 1260ه، وتقدر مساحته بحوالي 800م، ويتكون من دورين وغرف ملحقة في الدور الثالث، ويحوي هذا القسم غرفاً سكنية ومجلس قهوة وقاعة طعام ومنافع القصر الأخرى كالمطابخ ودورات المياه وغيرها، ثم أُضيف له في العام 1335ه بوابة وعدد من الغرف، وربط بالبئر الواقع إلى الشرق منه بخندق أرضي. وفي العام 1335ه تم إنشاء الجزء الخارجي الذي يشكل مساحة تقدر بحوالي 1600م، ويتكون من دورين، ويحوي عددا من الغرف والمجالس ومسجدين أحدهما صيفي والآخر شتوي.