جابت الفرق الشعبية التابعة لوزارة الثقافة والإعلام العالم مشاركة بمناسبات عديدة أبرزها الفعاليات الثقافية السعودية في دول مختلفة منها اليمن والجزائر وتركيا والمكسيك والسنغال وقد شاركت في دورة الألعاب الأولمبية في الصين والكثير من المحطات التي أبهرت العالم من خلال العروض المقدمة عن التراث السعودي وفنون تمثل جميع المناطق السعودية، لفتت أنظار العالم هذه الفرق وعشاق التراث والتواقين للاطلاع على تراث المملكة، لكنها وبجهود جبارة وأفكار وطنية رائدة من صاحبة السمو الملكي الأميرة عادلة بنت عبدالله بن عبدالعزيز كان مرفأها الوطن هذه المرة وعلى مسرح الملك فهد الثقافي لتصدح بفنونها وبلوحات شعبية من مناطق المملكة المختلفة تنوعت ما بين الليوة التي صحبتنا أنغامها للبحر وعالم البحارة والصيادين والسمسمية الابتكار الأول للإنسان للترفيه عن ذاته، والبداوي رقصة رجل البادية في الأعراض وحفلات السمر والسيف والعزاوي التي تحتاج مهارة عالية تترجمها الحركات الجسدية وألوان الزي الزاهية، وكذلك العرضة النجدية وهي اللوحة الشعبية الأصيلة التي تجمع بين الصغير والكبير في العرض الميداني. جمعت كل تلك الفنون الأمسية التي أقيمت في مركز الملك فهد الثقافي وقد أشرفت الهيئة الاستشارية للمتحف الوطني بالتعاون مع وزارة الثقافة والإعلام عليها والمدهش في الموضوع الحضور الكثيف فقد حققت هذه الفعالية التراثية الثقافية غايتها بحضور عدد كبير من شباب هذا الوطن الذين تلقوا من خلال هذا العرض التراثي الفلكلوري رسائل تعزز لديهم حب الوطن والحس الوطني العالي وارتقاء الذائقة بالإضافة إلى الاستمتاع لهذا الفن الراقي ونيل حصة من الترفيه. تعتبر هذه العروض التراثية من مناطق المملكة المختلفة تجربة إنسانية مستمدة من ماضينا متواصلة مع حاضرنا.. إنها بامتياز حصة حقيقية وحية للتربية الوطنية من أبسط نتائجها تعلم ثقافة الجلوس والإنصات والاستمتاع والتفاعل الجماعي والبهجة الأسرية المشتركة حيث خصص مسرح للرجال وآخر للنساء ليكون هذا العرض حديث الأسرة وقت تجتمع بعده فيجمعها الماضي على بساطه والمشاركة في الحديث عنه. شكراً ألف سمو الأميرة عادلة بنت عبدالله بن عبدالعزيز.. ما أبهى المملكة وهي تقدم ماضيها وتراثها لأبنائها في لقاء كنت ملهمته.. بانتظار حصص وطنية وجرعات ثقافية تمكننا من الارتباط بهذه الأرض والانصهار مع مجدها وتراثها. جدة مرة أخرى * عندما تقيم جدة عرساً ثقافياً.. بل أكثر من عرس في ليلة واحدة وتحت سماء تنير نجومها مرحبة بأحبة الثقافة فليس بالإمكان إلا أن تلبي تاركاً كل المغريات وكل ما لديك من مواعيد مستعجلة أو مؤجلة لتكون جدة سبيلك وأحبتها رفقاءك والثقافة نديمك. كان من المفترض أن تكون فاسالمدينة التاريخية المغربية هي محطتي لتكريمي في جامعة سيدي محمد بن عبدالله مع رئيس اتحاد الكتاب المغاربة وبحضور رئيس التشريفات الملكية وسعادة الدكتور سرغيني الفارسي رئيس الجامعة وأساتذتها للاحتفاء بالشعر في يومه العالمي وبي لأستعيد تلك الأمسية التي وقفت فيها على منبر فاس قبل ثلاثة أعوام فاتحدت بها وبتاريخها وقد كانت الدعوة فرصة جيدة لأجدد تلك الذكرى لولا جدة وملتقى النص التاسع للرواية الذي شارك فيه عدد من النقاد والروائيين من عالمنا العربي بحضور وزير الثقافة والإعلام معالي د. عبدالعزيز خوجة، وقد كانت جدة مرفأ(ي) لحضور الملتقى وتسجيل حلقة مع ضيوفها وحضور تكريم الحبيبة الدكتورة فاطمة الوهيبي في إثنينية عبدالمقصود خوجة. أن يجتمع كل هؤلاء في جدة احتفاء بالرواية وفي ملتقى كبير تعود نادي جدة إقامته كل عام لأمر جدير بالاهتمام والحضور وكعادتها جدة كانت عروساً للثقافة ومنبراً للإبداع وملتقى للرواية. لا يسعك أن تزور جدة إلا وتعرج على البحر لتلقي التحية وتلوح بكف القلب للأحبة.. محمد الثبيتي شفاه الله.. وعبدالله الجفري الذي ما زال هناك واقفاً على الضفة الأخرى يحمل قلبه وقلمه. تحية إلى جدة وألف سلام عليك.. وشكر لأهلك الكرام. * آخر البحر.. من كلماتي: كل الذي لا نستطيع وصالا نحن لنسكنَ أطلالَهُ (نمد الحنين إليه يدا) تعانق أشواقنا ما تركنا نئنُّ.. تئن بنا الذكرياتُ وكل الذي كان منا.. سيبقى ونبقى.. تذوب السماء فتمطر وجدا.. أذوب اشتياقا فتزهر كل التلال.. تفيض البحار بما في يديها تصير الحروف مراسيل عشقٍ وأنات شوق.. [email protected]