اشتهرت منطقة الجوف بزيت الزيتون الذي تنتجه بوفرة وبمواصفات عالمية، وفي الأسطر القادمة نسلط الضوء على هذا المنتج من خلال زيارة قامت بها (الجزيرة) إلى معصرة الزيتون التابعة للجمعية التعاونية المتعددة الأغراض في منطقة الجوف التي تعد أقدم جمعية بالمملكة بتاريخ تأسيسها عام 1380 ه حيث التقينا مدير الجمعية الأستاذ عبد الرحمن بن محمد الغريري الذي أخذنا في جولة داخل المعصرة.. فإلي التفاصيل: في البداية أوضح الأستاذ عبد الرحمن أن المعصرة أُنشئت قبل 13 سنة تقريباً وطاقتها تكفي لعصر 25 طناً من الزيتون يومياً.. مشيراً إلى أن معصرة دومة الجندل هي الأكبر حيث تتسع لخمسين طناً يومياً كما أن هناك ثماني معاصر أخرى موزعة ما بين سكاكا ودومة الجندل والقريات مستعدة لاستقبال إنتاج أكثر من 10 ملايين شجرة زيتون مثمرة تعود لقرابة 1400 مزارع في منطقة الجوف.. كما أن المعصرة تستقبل إنتاج مزارع الزيتون الموجودة في حائل أيضاً وبخاصة بعد افتتاح الطريق السريع بين المنطقتين. زيت منافس وقال مدير الجمعية إن الزيتون الذي يزرع في المنطقة هو من النوع النيبالي لأنه أكثر تحمُّلاً من الإسباني الذي يحتاج عناية أكبر ولا توجد له إلا مزرعتان أو ثلاث في كل المنطقة، مؤكداً أنهم في الجوف يبحثون عن التميز ولذلك فهم يتابعون باستمرار تطورات هذا المنتج في الدول الأخرى ويتلافون عيوب الآخرين فهم مثلاً ينتجون العصرة الأولى فقط وهي التي تباع وهذا بخلاف ما يوجد في دول أخرى مثل الأردن حيث توجد عصرة أولى وثانية.. وأضاف: وزيت الجوف خالٍ من أي إضافات فهو زيت زيتون أصلي وقد شاهدت في زيارة لبعض المعاصر في الأردن أنهم يضيفون نصف فنجان ملح لكل 16 كيلو زيت زيتون وذلك للمحافظة عليه إلى السنة القادمة قد تجنبنا ذلك في معاصرنا. مصانع الفحم والصابون وعن مخلفات الزيتون بعد عصره التي لاحظنا تكدسها خلف مبنى المعصرة قال: مخلفات الزيتون مفيدة جداً وهناك من يضعها مع العلف للمواشي أو كسماد للأشجار، كما أنها تُستخدم في صناعة أجود أنواع الفحم وكذلك الصابون وقد كنا نتعامل مع شركة مصنعة في جدة تأتي سياراتها لأخذ المخلفات كل موسم ولكنها للأسف انقطعت منذ بضعة سنوات، ولذلك فقد تم التنسيق مع شركات تركية ستحضر إلى الجوف لإنشاء مصنعين ينتجان الفحم والصابون. الأسعار.. نار أما عن أسعار زيت الزيتون فقد أشار إلى أنها ارتفعت بعد انطلاق مهرجان الزيتون في السنتين الأخيرتين حيث كان 16 كيلو من الزيت يتراوح سعرها بين 250 - 300 ريال.. أما الآن فقد وصل إلى 500 ريال.. ونبه الغريري إلى أن 80% من الزيت يستخرج من العبس وهو الأمر الذي يجهله الكثير من الناس معتقدين أن العبس لا قيمة له. استغلال العمالة وعن المشاكل التي تواجه زارعي الزيتون قال إن المشكلة الأكبر تتمثل في قطف الزيتون حيث تستغل العمالة الموجودة ضغط الموسم فيطلب العامل مبلغ 30 ريالاً لتعبئة الكيس الواحد وهذا مبلغ كبير لمزارع يملك 10 آلاف شجرة مثلاً.. مشيراً إلى أن الجمعية تفكر في استقدام عمالة موسمية للزيتون والتمر. أما مشكلة المعصرة فهي تتمثل حسب قوله في عدم تعاون المزارعين بالنسبة للتعبئة حيث يقوم عدد كبير منهم بتعبئة الزيتون في أكياس وهو الأمر الذي يؤثر على جودة الزيتون، وقال: وفرنا لهم صناديق مجانية مخصصة تضمن التهوية السليمة للثمار وكل ما عليهم هو تعبئتها وإعادتها لنا ولكنهم للأسف لا يلتزمون بذلك. الجمعية.. فكرة رائدة وحول فكرة الجمعية بشكل عام قال إن سعر السهم هو 10 ريالات وعدد المساهمين يبلغ الآن 1900 مساهم ونشاطاتها تجارية وعقارية.. مشيراً إلى أن العقارات هي أراضٍ تملكها الجمعية وتستأجرها مراكز تجارية وغيرها لمدد تتراوح بين 10 و 15 سنة وبعد ذلك تعود ملكيتها للجمعية.