كنت إلى وقت قريب أفرح عندما يُصدر أحد القضاة حكماً على من يرتكب خطأ ثم يجعل عقوبته حفظ جزءٍ أو جزءين من القرآن الكريم على أساس الحث والترغيب بحفظ القرآن. لكن مؤخراً وجدتني أتضايق من جعل القرآن عقوبة!. إن القرآن ثواب وليس عقوبة. ولم ينبهني من شعوري السابق إلا الكاتب الإسلامي أ. نجيب عصام يماني عندما كتب في (عكاظ) موضوعاً جيداً تحت عنوان: (القرآن ليس عقوبة) وقد صدق!. إنني أتصور ذلك الشاب الذي ارتكب خطأً ثم تكون عقوبته حفظ شيءٍ من القرآن الكريم.. أتصور كيف سيحفظ القرآن ليس عن رغبة ومحبة ولكن بوصف ذلك عقوبة على خطأ ارتكبه، إنه سيصعب ذلك جداً، بل قد يكون ذلك مكروهاً عنده لكنه مضطر إليه. إنني أدرك الهدف النبيل من تكليف المخطئ بحفظ شيءٍ من القرآن لكن نبل الهدف شيء وجعل القرآن الكريم عقوبة شيء آخر!، وفرق بين الحكم قبل إيقاع الجزاء وبين قرار إسقاط جزء من المحكومية لمن يحفظ شيئاً من القرآن بعد أن ينال المخطئ شيئاً من العقاب.. هذا قرار جيد وهو يجيء بعد صدور الحكم بالعقوبة وبعد دخول المخطئ إلى السجن، وهنا يجيء حفظه لشيءٍ من القرآن ليخفف عنه بعض العقاب ويساعده حفظ وتأمل كتاب ربه لهدايته إلى طريق الرشاد. إنني أرجو أن تبادر إحدى المؤسسات الدينية المختصة كهيئة كبار العلماء أو مجلس القضاء الأعلى إلى دراسة موضوع جعل القرآن الكريم عقوبة. وفي نظري المتواضع: حاشا أن يكون القرآن الكريم عقوبة بل إن القرآن العظيم قراءةً أو حفظاً أو تدبراً إنما هو مثوبة وطمأنينة. -2- في وكالة الأحوال المدنية وفروعها قدوة ** وكالة الأحوال المدنية وفروعها بالمملكة تعد - بشهادة مراجعيها - من أفضل الإدارات الحكومية للتسهيل على المراجعين، وفي مرونة مسؤوليها وموظفيها عند التعامل مع المواطنين، ولعل أحد أسباب ذلك أن وكيل الأحوال المدنية نفسه أ. ناصر الحنايا لم يضع حاجزاً أمام أي مواطن يريد أن يراجعه مع حرصه على إنجاز معاملات المراجعين بحسب ما تسمح به الأنظمة، وقد انعكس تعامله هذا على ما استطاع أن يقتدي به من مديري الأحوال المدنية بالمملكة وأقربها مدير إدارة الأحوال المدنية بالرياض الذي هو الآخر بابه مفتوح للناس لاستقبالهم وسماعه لأي مشكلة تواجههم فيسعى إلى حلها ما دام ذلك لا يخالف نظاماً. إن وكالة الأحوال المدنية قدوة في حسن التعامل والتيسير على المواطنين، فضلاً عن انتشار فروعها في جميع أرجاء المملكة تيسيراً على كل أبناء وبنات الوطن من مراجعي فروعها. -3- بوح ** تجيء اللهفة لاشية فيها عندما يعمرها البهاء..! وتظل - أيها الإنسان - تدور كعصفور أخضر تحلق في عوالم لا عذاب فيها.. بل كل العذوبة بين حناياها وحنانها. وجميل أن يمضي العمر (نغماً) يرسم الفرح في الأهداب. لكن يظل الزمن قاسياً عندما يجعل مرور الأيام (نزفاً) يغرس الخناجر بين الأضلاع..! -4- آخر الجداول ** للشاعر إبراهيم الدامغ: (الله ما أقسى الحياة على الفقير يبكي ويصرخ ثم لا أحد يجير ويسامر الظلماء مكسوف الضمير يرنو إلى الآمال في طرْف كسير) الرياض 11499 - ص.ب: 40104 فاكس 014565576 [email protected]