إحراق خيمة للشعر هنا.. والاعتراض على عرض مسرحي هناك.. وتكسير محتويات مسرح في مكان ثالث.. والتربص بمحاضر في جهة أخرى.. إلخ.. وستليها مظاهر أخرى لقوى وفئات تمانع المساس بما تراه مهدداً للمكتسبات والقيم الثابتة لديها.. أو مقوِّضاً لصورة مألوفة يرى (أولئك) الواقع والحياة من خلالها.. ** فعل (أولئك).. وإن أخذ مساراً غير لائق في التعبير عن الرأي وتحديد الموقف من (أشياء) لا يتفقون معها.. فإنه في الآن ذاته.. ليس محض صدفة.. ولا نتيجة انفعال.. ولا مخرجاً آنياً لسطوة اتجاه بعينه.. بل هو نتيجة تراكمات متعددة وعميقة الجذور.. تكونت منذ سني التربية الأولى.. وتواطأت عناصر كثيرة لتوطينها واستقرارها.. يتلقفها الذهن العطش من منابع الأسرة والمجتمع وبيئة العمل والخطابات الأخرى السيَّارة.. كلها توفر الحماية ل(أولئك) وتمدهم بالجرأة على سلوك ذلك المسلك.. **.. الفريق المقابل لا يمتلك مثل تلك المقومات ولا يحظى باسنادات مماثلة.. ولذلك.. فهو يكتفي بالعويل والتباكي ورمي خصومه بالجهل والتخلف.. وحدية البيانات الشعارية التي سرعان ما تخبو وتتلاشى.. وكأن شيئاً لم يكن..! لتبدأ الكَرَّة من جديد.. وتقابل بذات المجابهة.. ويستمر التناطح والتناكف غير المتكافئ.. الذي يصل أحياناً إلى مخاشنة وغلظة في تبادل الاتهامات والاسقاطات.. والوضع برمته يتشكل وفق سياق طبيعي وانعطافات متوقعة.. والزمن وحدة كفيل بأن ينتصر لإحدى الطائفتين.. لأن الإبدال والإزاحة هنا.. (فرضية) عدمية.. فلا بد من بقاء هذا التوازن والتنوع في التعاطي.. **ولكن غير الطبيعي فيه أن يلجأ أحد طرفيه للتعبير بطريقة غير مسؤولة عن رأيه لا تتوقف عند الاعتراض، بل تهدر مقدرات وطنية للمؤسسات والكيانات الحكومية التي ترعى تلك المناشط وتنفذها.. ولا أعلم أي مبرر يتكئ عليه المعارضون لتسويغ ذلك التصرف.. **ولاسيما ونحن في معرض منهج إصلاح ودعوة لحوار حقيقي.. يرعاهما خادم الحرمين الشريفين حفظه الله.. ويؤكد عليهما.. وقوله وفعله أيده الله يعدان نبراساً للوطن ومنهجاً لكل فئاته وقواه وعناصره.. من هنا.. فالأخذ علي أيدي المعارضين - بتلك الصورة - واجب والصرامة في التعامل معهم أصبح ملحاً وضرورياً في هذا الوقت.. والمساءلة القانونية لهم وكبح جماح رعونتهم حتى لا يستسهلوا مثل ذلك السلوك المشين.