يلتقي الاسبوع المقبل في مقر الأممالمتحدة في نيويورك نحو 160 رئيس دولة وحكومة للنظر في مسائل قديمة مثل مكافحة الفقر وانهاء النزاعات المسلحة أو مسائل جديدة مثل عجز الكثيرين عن الوصول الى التكنولوجيا الحديثة ومكافحة وباء الايدز. وبموازاة جدول الأعمال الرسمي قد تطغى على قمة الألفية مسائل أخرى أكثر حرارة مثل عزم الفلسطينيين على اعلان دولتهم من جانب واحد في الثالث عشر من أيلول/ سبتمبر الجاري. الا ان هذه القمة التي تعتبر أحد أكبر التجمعات لقادة العالم ستتحول الى كابوس بالنسبة الى سكان نيويورك بسبب الاجراءات الأمنية المشددة التي ستشل حركتهم. ويلتقي ممثلو 188 دولة سواء أكانوا من الأصدقاء أو الأعداء بين السادس والثامن من أيلول/ سبتمبر في مبنى الأممالمتحدة في نيويورك, وهكذا سيلتقي في قاعة واحدة الرئيس الأمريكي بيل كلينتون مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الى جانب الرئيس الكوبي فيديل كاسترو اذا تأكد حضوره ونائب رئيس الوزراء العراقي طارق عزيز. ومن الذين يتوقع مشاركتهم في هذه القمة رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك ورئيس السلطة الوطنية الفلسطينية ياسر عرفات والرئيس الصيني جيانغ زيمين والكونغولي لوران ديزيره كابيلا والسيراليوني أحمد تيجان كباح. بالمقابل تأكد ان الزعيم الليبي معمر القذافي ورئيس فنزويلا هوغو شافيز لن يشاركا. ويخشى المسؤولون في الأممالمتحدة ان يقتصر هذا اللقاء الضخم على عدد من الخطب الطويلة والوعود الفارغة. وقالت لويز فريشيت نائبة الأمين العام للأمم المتحدة انها قمة عمل, سنتجنب الاحتفالات البروتوكولية ولن نقبل من الأمور التقليدية التي تصاحب هذا النوع من اللقاءات سوى الصورة التذكارية . وتسعى الأممالمتحدة الى دفع قمة الألفية الى اقرار خطة طموحة تردم الهوة بين الدول الغنية والفقيرة وتعمل على اقرار تقاسم أكثر عدلا لفوائد العولمة. وعرض الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان في نيسان/ أبريل الماضي أهدافا محددة يريد تحقيقها قبل العام 2015 للحد من الفقر في بلدان الجنوب وضمان التعليم للجميع ومحاربة انتشار الايدز ومسألة ارتفاع حرارة الأرض والتفاوت المتزايد بين السكان بالنسبة الى التمكن من الاستفادة من التكنولوجيات الحديثة. وتبنت قمة الدول الصناعية السبع مع روسيا خلال اجتماعها في أوكيناوا في تموز/ يوليو الماضي قسما كبيرا من برنامج عنان الذي لم يكن راضيا مع ذلك على نتائج قمة أوكيناوا وقال الوعود كثيرة لكن العمل قليل . وسيتوزع المشاركون في قمة الألفية على أربع طاولات مستديرة في اطار أربع مجموعات عمل. الا انه لن يكون بامكان الأممالمتحدة تجنب اعتلاء زعماء الدول منبر الأممالمتحدة لالقاء الخطب, ومع ذلك فقد حددت مدة كلام كل شخص بخمس دقائق فقط. وسيستفيد قادة العالم من هذه القمة لعقد لقاءات ثنائية قدرت الأممالمتحدة ان تكون بالمئات ستتناول قضايا الشرق الأوسط وقبرص وكوريا والنزاعات في افريقيا. كما يلتقي الرؤساء ال15 للدول الأعضاء في مجلس الأمن على هامش القمة في ثاني لقاء لهم خلال 55 سنة للنظر في تفعيل دور مهمات السلام التابعة للأمم المتحدة بعد الاخفاقات التي سجلت في البوسنة ورواندا وسيراليون.