قرر ظهر أمس المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية الإسرائيلية المعروف ب(الكابينت) عدم فتح معابر قطاع غزة أو تمرير التهدئة مع الفصائل الفلسطينية حتى إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي الأسير في قبضة حماس بغزة منذ عامين ونصف العام (جلعاد شاليط) .. وتقول المصادر الإسرائيلية: (إن سبب فشل إتمام صفقتي التهدئة مع حماس وتحرير الجندي الواقع في قبضتها (جلعاد شاليط) هو رئيس الوزراء المنتهي الصلاحية - ايهود أولمرت، والذي قام بتوبيخ وزير جيشه ايهود باراك على هذه الخلفية، وأضافت المصادر الإسرائيلية) أن إسرائيل يمكنها فوراً أن تصل إلى اتفاق حول الملفين إلا أن أولمرت شخصياً هو الذي يقف عائقاً أمام ذلك لتحقيق مكاسب شخصية بحتة وأنه تذرع بموقف رئيس جهاز (الشاباك) - يوفال ديسكين- والذي يرفض فتح المعابر قبل اتمام صفقة شاليط. وفي هذا السياق يقول رئيس أركان الجيش الإسرائيلي (جابي اشكنازي): (إن صفقة شاليط تستطيع أن تنتظر حتى تشكيل الحكومة الجديدة في إسرائيل، معتبراً أن فتح جزء من معابر غزة سيشكل مغامرة كبيرة لإسرائيل). ولأول مرة ألمح رئيس الوزراء الإسرائيلي أيهود أولمرت خلال جولة له في مدينة القدسالمحتلة إلى أنه من الممكن ألا تتم صفقة الجندي شاليط خلال الأيام المتبقية له على كرسي الحكم كرئيس لوزراء إسرائيل. من جهة أخرى وجه الجنرال الإسرائيلي (عاموس جلعاد) رئيس الدائرة السياسية والأمنية في وزارة الجيش الإسرائيلية، ورئيس طاقم المفاوضات الإسرائيلي، بخصوص وقف إطلاق النار وصفقة تبادل الأسرى مع الجندي الأسير في غزة (جلعاد شاليط)، وجه اتهاماً مبطناً لرئيس الوزراء الإسرائيلي، أيهود أولمرت على خلفية تغيير إستراتيجية المفاوضات مع مصر حول تبادل الأسرى مع حماس والتهدئة في قطاع غزة، واتهمه بإذلال مصر والمس بالأمن القومي الإسرائيلي.. ونقلت صحيفة معاريف العبرية في عددها الصادر يوم أمس، الأربعاء عن جلعاد قوله: (إنني لا أفهم ماذا يحاولون أن يفعلوا (في مكتب أولمرت)، هل يريدون إذلال المصريين؟ لقد أذللناهم. هذا جنون). إنه جنون ببساطة. فمصر بقيت الحليفة التي تكاد وحيدة لنا في المنطقة. ومن أجل ماذا؟ إنهم يمسون بالأمن القومي. بدورها أكدت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أنها قدمت وجهة نظر مفصلة للمصريين في إطار تهدئة تضمن تلبية طموحات الشعب الفلسطيني في فك الحصار ووقف العدوان وفتح المعابر، مشيرةً إلى أن الكرة الآن في ملعب العدو الصهيوني وهو الذي يتحمل مسؤولية أي عرقلة للجهود المصرية. وقال المتحدث باسم (حماس) فوزي برهوم: لا علاقة بين ملف التهدئة والجندي الأسير لدى المقاومة (جلعاد شاليط)، فالتهدئة لها استحقاقاتها والإفراج عن الجندي له استحقاقات أخرى، ولا مانع لدينا من إنهاء ملف شاليط شريطة الإفراج عن الأسرى الأبطال من سجون الاحتلال التي طالبت بهم الحركة.