سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
جولة الأمير نواف بن فيصل ستنعكس بظلالها إيجابياً على الأكاديميات المحلية الرياضي السابق وأستاذ التربية البدنية بجامعة أم القرى (د. محمد نسيم) يؤكد عبر الجزيرة:
أكد الدكتور (محمد نسيم جان) أستاذ التربية والترويح المساعد بكلية التربية البدنية بجامعة أم القرى.. أن أولى خطوات اكتشاف وتأهيل المواهب الرياضية يبدأ من برنامج التربية البدنية المدرسي ومن ثم صقلها عن طريق جرعات تدريبية مكثفة.. وأوضح قائلاً إن السبيل الأمثل لتحقيق البطولات وتسجيل الحضور المتوقع عالمياً وأولمبياً للألعاب المختلفة يكون من خلال تأسيس رياضة علمية تنطلق من قاعدة متينة وقوية.. وشدد على أهمية وجود الأكاديميات الرياضية بالأندية من أجل البناء المؤسسي علمياً... ** ما دور البطولات المدرسية والجامعية في اكتشاف وتأهيل المواهب الرياضية الواعدة في الألعاب المختلفة، وهل هناك خطط علمية توضع بخصوص المنافسات الرياضية المدرسية للارتقاء بها؟ - قبل أن نتعرف على دور البطولات المدرسية والجامعية في اكتشاف وتأهيل المواهب الرياضية، هناك أسئلة تفرض نفسها من خلال التطرق لمثل هذه المواضيع.. هل هناك فعلاً بطولات مدرسية أو جامعية؟ هل هناك اهتمام بمادة التربية البدنية في المدارس؟ هل هناك أنشطة رياضية في جامعاتنا؟ هل هناك اهتمام بالألعاب المختلفة؟ هل هناك تعاون بين المؤسسات الحكومية المنوط بها رعاية الشباب؟ للأسف نجد مؤشر الإجابة عن هذه التساؤلات يتجه وبنسبة عالية للنفي، وإن وجد فهي اجتهادات غير مدروسة وغير متقنة، ولنكن صريحين، ما هو موجود وإن وجد فهو لإظهار بأن هناك أنشطة تقام، وذلك لكتابتها في تقارير نهاية العام، والخوض في هذا الحديث يطول ويطول. وفي رأيي المتواضع أن أولى خطوات اكتشاف وتأهيل المواهب الرياضية تبدأ من برنامج التربية البدنية المدرسي، ومن خلال مدرس التربية البدنية المؤهل، حيث إن حجر الأساس الذي يرتكز عليه برنامج التربية البدنية العام هو درس التربية البدنية الذي يفترض أن يحتوي في تنوعه على أوجه نشاط متعددة ومختلفة تخدم فئات من الطلاب في وقت واحد فالفروق الفردية قد تختلف في المرحلة الواحدة، ومن ثم يأتي دور النشاط الداخلي والخارجي وهما مكملان للدرس حيث بدأ المجال التطبيقي لما يتعلمه من مهارات خلال الحصص، والتعطش إلى الحركة والنشاط من أهم الخصائص التي تميز طلاب المراحل الأولية وتجعلهم يقومون باللعب وممارسة مختلف أنواع الأنشطة الحركية، ويبرز ذلك في النشاط الداخلي. وهنا يأتي دور أهم مستشكف للمواهب في مراحلها الأولية ألا وهو مدرس التربية البدنية المؤهل، ومن ثم يصقل مهاراتهم عن طريق جرعات تدريبية، ثم يشرك هذه المواهب في الأنشطة الخارجية التي تُعتبر نشاطاً للموهوبين البارزين على مستوى جميع المدارس في المنطقة ومن خلال هذه البطولات يتم انتقاء الأفضل ليمثل منطقته، وتشارك هذه المواهب في بطولات المناطق ومن خلال هذه القاعدة العريضة للمواهب يتم اختبار الأفضل. ** برأيكم كيف نؤسس رياضة علمية تنطلق من بوابة الرياضة المدرسية والجامعية من أجل الحضور والتواجد المتوقع عالمياً وأولمبياً.. للألعاب المختلفة في ظل الإخفاقات المتواصلة؟! - تشير العديد من الدراسات التي أُجريت للتعرف على العوامل المؤثرة في وصول الفرد إلى المستوى الأولمبي في بعض الرياضات إلى أن أغلب الرياضيين قد بدؤوا المشاركة في الرياضة في مرحلة مبكرة من حياتهم، فقد بدأ 96% منهم في مرحلة الدراسة الابتدائية، كما أن 65% منهم كانوا من المتفوقين في أول مرة يخوضون فيها منافسة رياضية، وهذا يشير إلى تمتع هؤلاء الأفراد بقدرات بدنية عالية في مرحلة مبكرة من حياتهم.. والسؤال الذي يطرح نفسه من هو المسئول المباشر لمشاركة الطلاب في مرحلة التعليم المبكرة؟ والإجابة المنطقية هي أن مدرس التربية البدنية هو المسئول الأول عن هذه العملية. وإذا ألقينا الضوء على مدرسي التربية البدنية وبخاصة في المرحلة الابتدائية التي تُعتبر من أهم المراحل التي يتم فيها اكتشاف المواهب وصقلها لأنها أهم مراحل النمو، نجد أن الوضع لا يسر! فأكثر من نصف مدرسي المراحل الابتدائية ليسوا من المتخصصين، وهناك دراسات أثبتت أن عدد الساعات المخصصة لدرس التربية البدنية لا تحقق الهدف اللازم له ويستثمر في أغلب الأحيان من قبل مدرسي المواد الأخرى، كما أن الأنشطة تكاد تكون معدومة.. فكيف يتم تأسيس رياضة علمية من خلال قاعدة هشة؟ أنا لست متشائماً ولكن هذه هي الحقيقة. إن الأمل والطموح يجب أن يحدونا إلى رياضة مدرسية على مستوى رفيع، لأن هذا هو السبيل لتحقيق البطولات العالمية التي لا تتحقق إلا من خلال قاعدة صلبة وقوية وهذا لن يتحقق إلا من خلال تغيير المدرك الخاطئ عن مفهوم وأهمية التربية البدنية في المدارس وذلك بتكاتف كل من الجامعات وإدارات التعليم والاتحادات الرياضية وذلك بالاهتمام بهذه الشريحة في مراحلها التعليمية المبكرة ويمكن ذلك من خلال بعض هذه المقترحات: - تعيين مدرسي التربية البدنية المتخصصين والمؤهلين في مراحل التعليم الابتدائي لأهمية دورهم في هذه المرحلة السنية. - إقامة دورات تدريبية للمدرسين كل عام لإمدادهم بالجديد والخبرات في مجال التربية البدنية. - اعتماد خطة عمل ملاعب مستقلة للألعاب الأخرى كالسلة والطائرة في المدارس العامة. - تخفيف العبء التدريسي لمعلم التربية البدنية ليجد الوقت الكافي للإشراف على الموهوبين الرياضيين في أوقات يتم تحديدها بعد الدوام المدرسي. - تطبيق برامج تدريب رياضي للناشئين الموهوبين في المراحل السنية المختلفة ضمن برامج النشاط الرياضي المدرسي وذلك بغرض توسيع القاعدة من اللاعبين وصقل المواهب الرياضية. - زيادة حصص التربية البدنية لأكثر من حصة واحدة في الأسبوع. - اعتماد مادة التربية البدنية مادة أساسية شأنها شأن المواد الأخرى. - التركيز على الرياضات الأخرى المختلفة في البرامج بشكل متوازن ومناسب. - النظر إلى برنامج النشاط التنافسي بين المدارس على أنه جزء من برنامج عريض للتربية البدنية وأنه جزء مكمل للبرنامج التعليمي ومبني على أسس تعليمية وتربوية سليمة. ** انتهجت معظم الدول الأوربية سياسة إيجاد الأكاديميات الرياضية بالأندية وغيرها لتأهيل المواهب (فنياً وسلوكياً وفكرياً وصحياً وثقافياً) ومن أجل البناء المؤسس علمياً، هل آن الأوان لإيجاد مثل هذه المؤسسات العلمية الرياضية بالأندية، وما دور رعاية الشباب في تفعيل مثل هذه الجهات على أرض الواقع ونحن في حقبة العولمة الرياضية؟ لا بد أن ينطلق مفهوم الأكاديميات الرياضية من منطلق تربوي ومبني على أسس وقواعد علمية تعمل على تحقيق الأغراض والأهداف الموضوعة في أساس برنامج هذه الأكاديميات وأهم هذه الأهداف هي إعداد وتنمية وتأهيل المواهب الناشئة ومحاولة الوصول بهم للمستوى الأمثل من جميع النواحي الفنية البدنية والذهنية والصحية والمعرفية والخلقية والنفسية وكذلك إعدادهم للمنافسات المستقبلية.. والحقيقة أحب أن أشيد بالجولة العلمية التي قام بها سمو الأمير نواف بن فيصل لعددٍ من الدول الخارجية واطلاع سموه على أبرز الأكاديميات الرياضية في هذه الدول وإن شاء الله تكون بداية لنقل هذه التجربة إلى منظومتنا الرياضية لأن وجود مثل هذه الأكاديميات أصبح ضرورياً لما لها من دور فعَّال في اكتشاف المواهب وصقلها وتأهيلها، ومن وجهة نظري أرى أن يكون لهذه الأكاديميات ارتباط وثيق بوزارة التربية والتعليم بالتنسيق في أمور عدة منها: - اختيار الطلاب الموهوبين عن طريق كشافين بالأكاديمية. - عدم التأثير على سير الدراسة بوجود مشرفين أكاديميين. - مساعدة الموهوبين دراسياً. وكذلك يكون لها تنسيق مع الجامعات وخصوصاً أقسام التربية البدنية للاستفادة من المتخصصين وكذلك الاستفادة والإفادة من الطلاب الدارسين معلمي ومدربي المستقبل كتدريب ميداني.وكذلك لا نغفل دور رعاية الشباب بدعم كل ما سبق بربط جميع الجهات التي لها دور فعَّال في تحقيق الهدف الأساسي من وجود مثل هذه الأكاديميات لما للرئاسة العامة لرعاية الشباب من اتصال وعلاقات داخلية وخارجية يمكن الاستفادة منها.