ارتبط اسم الشيخ ناصر بن عمير.. الذي وافته المنية قبل أيام قلائل عن عمر يناهز (70 عاماً) ارتبط بالحركة الرياضية بالمنطقة الوسطى.. وتحديدا في حقبة السبعينيات الهجرية من القرن الفائت.. مع ثاني أقدم ناد يتم تأسيسه بالمنطقة وهو فريق أهلي الرياض - الرياض حالياً - حيث عاصر أبرز الأحداث الرياضية والذكريات الجميلة التي تحكي تاريخ (رياضة الوسطى) في تلك الحقبة الفارطة من خلال التصاقه بالمدرسة منذ أكثر من نصف قرن من الزمن.. خدم مسيرتها بكل عطاء وإخلاص وتضحية. (الجزيرة) وكعادتها في نقل الصورة عن رموز الحركة الرياضية بالمملكة.. تكشف جانبا من حياة (الراحل).. الرياضية تناولها عبر الأحداث التالية: البداية مع الأهلي * بدأت علاقته بالرياضة في النصف الأول من عقد السبعينيات الهجرية من القرن الفائت مع فريق أهلي الرياض (الرياض حالياً) وجاء انضمامه للمدرسة بتأثير قوي ومباشر من الشيخ عبدالله الزير (مؤسس النادي) الذي وضع اللبنات الأولى لقيامه عام 1373ه وبحكم زمالته للشيخ (عبدالله) في مالية الرياض آنذاك. وطبقاً لما ذكره الشيخ الراحل ناصر بن عمير ل(الجزيرة) بالعدد رقم (10004) الصادر في 13-11-1420ه ان فريق أهلي الرياض في بداياته التأسيسية كان يعتمد على الجهود الذاتية لأعضائه وأنا - والكلام للعمير - كنت أحد أعضائه واحتوينا الفريق بالكور والملابس ومن أبرز الأسماء التي ولد أهلي الرياض على أيديهم عبدالله نور وعبدالرحمن الموزان وعبدالرحمن العليق وعبود الرويجح ومحمد الرويشد وأبناء الزير ومبارك العبدالكريم الذي انتقل للشباب ثم الهلال بعد تأسيسه عام 1377ه. مرحلة البناء في بداية تأسيس المدرسة يقول اتخذنا أرضاً فضاء بحي الشميسي بجوار مكائن الكهرباء ومسحناها وأقمنا العوارض وأصبحنا نحضر وايت لرش أرضية الملعب الترابية يوميا ومن أبرز الأسماء الذين كانوا يشرفون على تدريبات الفريق فنيا عبدالرحمن الزير وسعد السوداني ومحمد القدح ويتذكر (الفقيد) وطبقا لما ذكره ل(الجزيرة) ان حالة دهس لاعب الأهلي ناصر بن دحام الذي داهمته سيارة قلاب داخل أرضية الملعب وتوفي في الحال من الأحداث المأساوية التي لا يمكن نسيانها واضطررنا ازاءها ايقاف التمارين أكثر من شهر حزنا وألما على فراقه لكونه من اللاعبين المتميزين فنيا وخلقيا يرحمه الله. تصنيف الأندية * استمر (ابن عمير) مع أهلي الرياض في السلك الإداري دون صفة رسمية في السبعينيات الهجرية وبعد مجيء حركة تصنيف وتسجيل الأندية رسميا في مطلع حقبة الثمانينيات الهجرية تم تشكيل أول مجلس إدارة رسميا برئاسة الشيخ محمد الصائغ وكان أبو عبدالله الصائغ يقدره كثيرا لأمانته واخلاصه وحبه للنادي الأهلي فاختاره ضمن مجلس إدارته واستمر في العمل الإداري في مواقع مختلفة حتى تم اختياره نائب الرئيس في النصف الثاني من عقد الثمانينيات وذلك بعد ابتعاد مؤسس المدرسة الشيخ عبدالله الزير لظروفه العملية وانتقاله لمدينة جدة. * وبعد رحيل الصائغ - رحمه الله - إثر حادث مروري تعرض له عام 88-1389ه تم ترشيحه من قِبل مؤسس النادي عبدالله الزير وبقية الأعضاء ومحبي المدرسة لخلف رئاسة الصائغ وذلك بعد اعتذار الزير.. وإزاء ذلك قبل العمير هذه المهمة حبا وعشقاً لهذا الكيان المخضرم خصوصاً وان اللاعبين عاشوا حالة نفسية صعبة عقب وفاة الصائغ وأصبح النادي أشبه باليتيم الذي فقد أباه منذ صغره غير ان الرئيس الجديد نجح في معالجة أوضاع اللاعبين ودعمهم وقيادة النادي إلى بر الأمان بعد ما تجاوز أصعب مرحلة مرت بها المدرسة في الثمانينيات حيث تم تشكيل مجلس إدارة جديدة برئاسة (ناصر العمير) واختار ابن عسكر سكرتيرا للنادي وعبدالعزيز السلمان نائبا له ومن الأشياء الجميلة في حياة الرئيس الجديد طبقا لما ذكره في لقائه التاريخي للجزيرة حين قام مدير عام رعاية الشباب آنذاك الأمير خالد الفيصل بزيارة مقر المدرسة بحي المربع بعد وفاة الصائغ وترشيح الإدارة الجديدة وكان سموه حريصا على تفقد أحوال النادي وتذليل كافة الصعوبات والعراقيل التي كانت تعترض مسيرته.. وأسدى سموه كلمات رائعة لرئيس النادي الجديد مؤكدا ثقته الكبيرة في قيادة مسيرة النادي نحو الأفضل. سياسة حكيمة * كانت من سماته الشخصية الاهتمام بالجوانب التربوية والسلوكية وكان سياسته الإدارية تتمثل في وضع اللاعب تحت المتابعة وكان يحرص اثناء سفر الفريق داخل أو خارج المملكة عدم السماح لخروج اللاعب وحده إلا برفقة الإداريين لان اللاعب يظل كما أشار للجزيرة انه من أبناء النادي ومسؤوليته كرئيس للناديتتطلب ذلك هكذا كان (رحمه الله) رجل تربوي في تعامله وفي تحمله المسؤولية. بين الأهلي واليمامة * في أواخر حقبة الثمانينيات الهجرية صدر قرار من مكتب رعاية الشباب تضمن استبدال مسمى فريق أهلي الرياض ليحمل اسم اليمامة مما أثار ردود فعل متباينة لمحبي المدرسة يقول فقيد الرياضة وطبقا للقاء المنشور معه بالجزيرة سلفا ان الرياض - النادي - كان أحق من أهلي جدة لهذا الاسم وكانت هناك مساع جادة لاعادة الاسم المسلوب ولكن دون جدوى واستمررنا بهذا الاسم (اليمامة) حتى عام 1394ه وتحول في عهد رئاسة الاخ صالح القاضي المسمى ليحمل اسمه الحالي الرياض وبشعاره الأسود والأحمر. الحرس نقلة من المدرسة!! * استمر (ابن عمير) في رئاسة المدرسة حتى عام 93- 1394ه وقدم اعتذاره عن العمل الإداري لارتباطه الوظيفي بالحرس الوطني وتعدد مسؤولياته كمدير عام للشؤون المالية والميزانية بجانب ترشيحه لرئاسة النادي الرياضي بالحرس الوطني مما أجبره ذلك على تقديم استقالته على مضض والابتعاد عن شؤون المدرسة ورغم ابتعاده عن المدرسة كان يحظى لعلاقات واسعة مع المسؤولين والقيادة الرياضية ومنهم رائد الرياضة السعودية الأول الأمير عبدالله الفيصل الذي بدأت علاقته معه في منتصف الثمانينيات الهجرية وزاد علاقته حين يقوم (يرحمه الله) بزيارته المستمرة والسفر لمصر بحكم انه كان يحمل العضوية الشرفية للنادي الأهلي المصري ومنها كان رائد الرياضة الرئيس الفخري للنادي المصري.. يقول ابن عمير كنا نجتمع داخل دهاليز النادي المصري بحضور الأمير عبدالله الفيصل ومعه عدد من الشخصيات الرياضية المرموقة واعتز كثيرا بعلاقتي مع سموه الكريم الذي كان يقدر الرياضيين القدماء ويمنحهم جل وقته. فخر واعتزاز * وعن الأوسمة التي كان يفتخر بها (يرحمه الله) حين أشاد في اللقاء التاريخي المنشور بالجزيرة.. ان ثقة الأمير عبدالله بن عبدالعزيز - الملك عبدالله حفظه الله - بي حين طرحت فكرة إنشاء ناد رياضي بالحرس الوطني وأتذكر الكلام على لسان - ناصر بن عمير - ان الفريق ابراهيم الرشيد نائب وكيل العمليات بالحرس الوطني دخل مكتبه ذات يوم وهو يحمل خطابا من سمو ولي العهد الأمير عبدالله بن عبدالعزيز - الملك عبدالله - فحواه يُؤسس ناد رياضي بالحرس الوطني ويكون رئيسه ناصر بن عمير وهذا مصدر فخر واعتزاز ان احظى بثقة سموه الكريم. ويضيف كان يحفظه الله يعرف بانني رئيس ناد (أهلي الرياض) لهذا اختارني لمعرفتي بالأمور الرياضية. وفي عام 1394ه افتتح الملك فيصل - رحمه الله - النادي الرياضي النادي الرياضي عام 1394ه وسط حفل أقيم بحضور أصحاب السمو الأمراء وكبار المسؤولين وقد سر الفيصل ما شاهده من حفل منظم والألعاب التي أظهرت المهرجان بصورة رائعة وكان سعيدا جدا على هذا النجاح التنظيمي الذي رسم سياسته ومنهجيته (ناصر بن عمير) رحمه الله الذي خدم قطاع الحرس الوطني أربعين عاما وتقاعد على وظيفة مستشار ومشرف عام على الشؤون المالية والإدارية بالمرتبة الخامسة عشرة.