طلاب الدنيا لا مانع لديهم أن يطلبوها ولو كان ذلك على حساب دينهم وذلك بالتغرير بالناس والكذب عليهم، ومن أولئك أناس يدعون القراءة والنفث على المرضى ونحوهم بحجة العلاج، وقد سولت لهم أنفسهم أن يبتكروا كل جديد في عالم النصب والاحتيال، ففي كل يوم لهم صيحة جديدة، ومن ذلك ابتداعهم ما يسمونه قراءة خاصة وقراءة مركزة، وهاتان القراءتان الخاصة والمركزة تصل إلى أرقام فلكية من الريالات، فمنهم من يبيع القراءة الخاصة أو المركزة بسعر مئة ريال، وربما مئتي ريال لقارورة ماء سعتها لتر واحد، ومنهم من تراه وقد وضع قيمة لفتح الملف وقيمة للزيت، وقيمة أخرى للدهان أو المرهم وهكذا، وهذه المخالفات تحدث أمام الناس فيأخذونها بكل أسف بالتسليم والقبول بحجة أن فاعلها من أهل العمل والفضل!! وهذه هي مشكلتنا وهي أننا في هذا المجتمع نلبس لباس العلم والفضل والورع كل من عليه سمى أهل العلم دون النظر إلى تصرفاته ومن ثم قياسها بمقياس الشرع!! والحقيقة الناس في مجملهم لا يلامون على ذلك لأن منهم من لا يعرف موقف الشرع من ذلك كله، ناهيك أن يقيس به تلك الأعمال، والدور الذي يجب فيما أراه هو أن تكثف الجهات ذات العلاقة دورها تجاه أولئك الرقاة وغيرهم من الرقاة حتى الموثقين، فالفتنة لا تؤمن على حي كما نعرف جميعاً، وذلك من خلال جولات دورية مفاجئة وحملات منظمة ومرتب لها حتى لا يصل ذلك الخلل عقائد الناس وحتى لا يبقوا أسارى لهذا القارئ المدلس أو ذاك المشعوذ الجدال. ومن بدع الرقاة ومخالفاتهم تخيل المريض للعائن من جراء القراءة حيث يقول القارئ للمريض أغمض عينيك لتشاهد من أصابك بعين ونحو ذلك، أو أن يطلب الراقي من القرين أن يخيل للمريض من أصابه بالعين. ومن المخالفات مس جسد المرأة أو يدها أو جبهتها أو رقبتها مباشرة من غير حائل، ومن المخالفات بعض الرقاة وضع أختاماً كبيرة الحجم مكتوب فيها آيات أو أذكار أو أدعية، منها شيء مخصص للسحر، ومنها ما هو للعين، ومنها ما هو للجان، ثم يغمس بالختم على ماء فيه زعفران، ثم يختم على أوراق تحل بعد ذلك وتشرب. ومن المخالفات أيضا شم جلد الذئب من قبل المريض بدعوى أنه يفصح عن وجود جان أو عدمه، لأن بعضهم يعتقد أن الجان يخاف من الذئب، وينفر منه ويضطرب عند الإحساس بوجوده.ومن المخالفات في عالم الرقية قراءة القرآن أثناء الرقية بمكبر الصوت، أو عبر القناة الفضائية أو عبر الهاتف مع بعد المسافة، والقراءة على جمع كبير في آن واحد. الحديث عن هذه المخالفات ونقل قول أهل العلم حولها طويل غير أنني أعيد ما قلته آنفاً من أنه لابد من موقف ودور يأخذ صفة الديمومة لمتابعة القراء عموماً، وإيقاف الدجال منهم عن القراءة على الناس، حتى يذهب الناس وهم مطمئنون على عقائدهم قبل كل شيء. [email protected]