يعود هواة الصيد بواسطة الصقور من الدول الخليجية إلى صحراء الأنبار الشاسعة بعد تحسن الأوضاع الأمنية في المحافظة التي كانت معقلا لتنظيم القاعدة خلال السنوات الماضية. ووصول هواة ممارسة هذا النوع من الرياضة إلى صحراء الانبار (غرب) هو الأول من نوعه منذ حوالي ست سنوات. والصحراء الغربية في الانبار تجاور ثلاث دول هي سورية والأردن والسعودية. يقول عبد الرحمن عبد الله وهو من دولة الإمارات العربية المتحدة (إنها المرة الأولى التي ادخل فيها العراق منذ الغزو الأمريكي) ربيع العام 2003م. ويضيف (كنا نخيم سنوياً في هذا البلد لصيد الطيور النادرة، لكن بعد دخول القوات الأمريكية وبدء أعمال العنف توقفنا عن المجيء خصوصا أن الأوضاع في الانبار كانت سيئة للغاية (...) كان الأصدقاء من شيوخ العراق يطلعوننا على ما يحدث). فقد شهدت الانبار، وكبرى مدنها الرمادي، منذ العام 2004 سيطرة الجماعات المسلحة وخصوصاً تنظيم القاعدة. إلا أن مجلس الصحوة الذي ظهر أواخر صيف العام 2006 بمساعدة القوات الأمريكية وضع حدا لسيطرة هذه الجماعات ما أسهم في إعادة الحياة إلى طبيعتها. بدوره، يقول سياب آل حاتم السعودي الجنسية من عشيرة البو خربيط ان (صلة الرحم بين العشائر العربية الاصيلة قديمة).. (هوايتنا صيد الطيور النادرة وكنا نفتقد ذلك قبلا أما الآن وبعد تحسن الوضع صار بإمكاننا العودة إلى هذه الصحراء). يشار إلى أن بعض العشائر العربية المنتشرة في العراق لها امتدادات في السعودية والإمارات والكويت وغيرها. واقام الشبان الوافدين مخيما في منطقة النخيب، غرب محافظة كربلاء المجاورة للانبار. واشاد آل حاتم بجهود المسؤولين في المحافظة الذين (ساعدوا في دخولنا). وقال (نثمن للمسؤولين دخولنا وحمايتهم لنا حتى وصولنا إلى البراري) مضيفاً (أمر جميل مجيئنا إلى صحراء العراق، أنها المرة الأولى)، كنا فعلا نفتقد هذه الأماكن التي تعودنا أن نراها من خلال شاشات التلفزيون). وتنقض الصقور على فريستها في لمح البصر بواسطة مخالبها القوية الشديدة الصلابة. ومن غير الواضح تماما تاريخ بدء الصيد بالصقور. فقد درب قدماء المصريين الصقور، ووظفوها للتخلص من القوارض المنتشرة حول صوامع تخزين الغلال. والصيد بالصقور هواية قديمة تعود إلى مئات السنين في الجزيرة العربية. ولم تتغير كثيراً الطريقة العربية المتبعة في ترويض الطيور وتدريبها والتحليق والبحث عن الفريسة والانقضاض عليها، ويطلق العرب على الصيد بالصقور تسمية (القنص). وتبدا العملية بغلق عيون الصقور مدة أسبوع لتهدئتها وجعلها متآلفة مع البشر وتعتمد عليهم في حركاتها ثم يتم تدريبها على تعقب الفريسة، لقتلها والإبقاء عليها دون المساس بها إلى حين وصول مدربها، أو تطير راجعة اليه. والصقور احد أنواع الطيور الجارحة التي تعيش في معظم أنحاء العالم. وهناك نوعان: الصقور الحقيقية، مثل الباز والباشق التي تراقب فريستها من مكان مرتفع قبل أن تنقض عليها، والصقور الحوامة التي تحلق في الجو باحثة عن فريسة. وخلال فصل الشتاء، تهاجر الصقور من المناطق الباردة إلى أخرى دافئة للتزاوج. وتضع انثى الصقر من بيضة إلى ثلاث في كل موسم تزاوج. ولا تستطيع فراخ الصقور الطيران الا بعد شهرين من الفقس. ويؤتى بالصقور إلى دول الخليج من العراق وإيران وباكستان وجمهوريات آسيا الوسطى وأوروبا وأميركا الشمالية. ويتراوح ثمن الصقر بين الفين ومائة ألف دولار. أما في أوروبا، فقد انتشرت هذه الهواية منذ القدم حيث مارسها الملوك والأمراء والنبلاء، قبل أن تصبح شعبية إبان العصور الوسطى، خصوصا بين الأغنياء لكن مع مطلع القرن العشرين، بدا نجم هذه الرياضة في الأفول إذ صارت الصقور مهددة بالانقراض.