يعود هواة الصيد بواسطة الصقور من البلدان الخليجية الى صحراء الأنبار الشاسعة بعد تحسن الأوضاع الأمنية في المحافظة العراقية. والصحراء الغربية في الأنبار تجاور ثلاثة بلدان هي سورية والأردن والسعودية. ويقول عبد الرحمن عبد الله وهو من دولة الإمارات العربية المتحدة:"انها المرة الأولى التي أدخل فيها العراق منذ الغزو الأميركي"ربيع العام 2003. ويضيف:"كنا نخيم سنوياً في هذا البلد لصيد الطيور النادرة، لكن بعد دخول القوات الأميركية وبدء أعمال العنف توقفنا عن المجيء. كان الأصدقاء من شيوخ العراق يطلعوننا على ما يحدث". ويوضح السعودي سياب آل حاتم من عشيرة البو خربيط ان"صلة الرحم بين العشائر العربية الأصيلة قديمة. هوايتنا صيد الطيور النادرة، وكنا نفتقد ذلك قبلاً أما الآن وبعد تحسن الوضع صار في إمكاننا العودة الى هذه الصحراء". يذكر ان بعض العشائر العربية المنتشرة في العراق لها امتدادات في السعودية والإمارات والكويت... وغيرها. وأقام الشبان الوافدون مخيماً في منطقة النخيب، غرب محافظة كربلاء المجاورة للأنبار. ورحب المضيفون من عشيرة البو سودة، احدى عشائر الدليم، بالوافدين. وقال الشيخ حميد الجربوع:"نرحب بكل زائر خليجي يأتي الى العراق، ونحن مسرورون لمجيء أهلنا من الخليج العربي وزيارتهم لنا، ونتمنى من الحكومة العراقية ان تعتني بهذه السياحة لأن الأنبار أرض واسعة جداً". وكانت الحكومة العراقية أعلنت في تشرين الثاني نوفمبر الماضي قانوناً لحماية الحيوانات البرية من غزلان وطيور وغيرها. ويلجأ الصيادون الى خدمات أدلاء من أهالي الانبار، لديهم معرفة بالبراري بحيث يتنقلون كل أسبوع من منطقة الى أخرى بحثاً عن الصقور التي يطلقون عليها تسمية"الطير الحر". وتنقض الصقور على فريستها في لمح البصر بواسطة مخالبها القوية الشديدة الصلابة. ومن غير الواضح تماماً تاريخ بدء الصيد بالصقور. إذ درب قدماء المصريين الصقور، ووظفوها للتخلص من القوارض التي تنتشر حول صوامع تخزين الغلال. والصيد بالصقور هواية قديمة تعود الى مئات السنين في الجزيرة العربية. ولم تتغير كثيراً الطريقة العربية المتبعة في ترويض الطيور وتدريبها والتحليق والبحث عن الفريسة والانقضاض عليها، ويطلق العرب على الصيد بالصقور تسمية"القنص". وتبدأ العملية بغلق عيون الصقور مدة أسبوع لتهدئتها وجعلها متآلفة مع البشر وتعتمد عليهم في حركاتها. ثم يتم تدريبها على تعقب الفريسة، لقتلها والإبقاء عليها من دون المساس بها الى حين وصول مدربها، أو تطير راجعة إليه. وتتمتع الصقور بحاسة بصر قوية تمكنها من رؤية فريستها من ارتفاعات شاهقة بفضل احتواء شبكية عينيها على خلايا عصبية ضوئية أكبر بكثير مما لدى الإنسان والحيوانات الأخرى. نشر في العدد: 16726 ت.م: 19-01-2009 ص: الأخيرة ط: الرياض