تكثفت الجهود الدبلوماسية للتوصل إلى هدنة بين إسرائيل وحركة حماس، بينما يستمر الهجوم الإسرائيلي الهمجي على قطاع غزة. ففي باريس قال وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير الأربعاء: إن الرئيس نيكولا ساركوزي قد يزور إسرائيل الأسبوع المقبل مشيرا مع ذلك إلى أن الأمر لم يتأكد بعد. ورداً على سؤال لإذاعة راديو تلفزيون لوكسمبورغ بشأن الزيارة التي أعلنت عنها الإذاعة الإسرائيلية العامة الثلاثاء ولم يؤكدها أي مصدر رسمي. قال كوشنير (نعم، الرئيس وأنا سنكون في المنطقة حيث تقررت منذ فترة طويلة زيارة لجنوب لبنان لأن جنودنا موجودون هناك في إطار قوة الطوارئ الدولية). وأضاف (بعد ذلك سنرى ما إذا كان من الممكن الذهاب إلى إسرائيل. لكن الأمر ليس محددا في الوقت الحالي). إلى ذلك قالت إسرائيل أمس الأربعاء: إن الاقتراح الفرنسي بتطبيق هدنة مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) مدتها 48 ساعة لتمرير المساعدات الإنسانية لقطاع غزة غير واقعي. وقال ييجال بالمر المتحدث باسم الخارجية الإسرائيلية (هذا الاقتراح لا يشمل أي ضمانات من أي نوع بأن حماس ستوقف إطلاق الصواريخ والتهريب. من غير الواقعي توقع أن توقف إسرائيل إطلاق النار من جانب واحد دون وجود آلية لتطبيق وقف الإطلاق والإرهاب من جانب حماس). من جهة أخرى أعلن مصدر رسمي أردني أن العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني التقى رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أمس الأربعاء في مدينة العقبة جنوبي المملكة. وبحسب بيان صادر عن الديوان الملكي الأردني بحث الزعيمان خلال اللقاء (الجهود المبذولة إقليميا ودوليا لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة وإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني في القطاع). وأضاف البيان أن (الملك يواصل جهوده السياسية والدبلوماسية المكثفة لوقف العدوان بأسرع وقت ممكن بالتشاور مع القادة العرب وبالتواصل مع عواصم القرار العالمية). كما التقى الرئيس الفلسطيني محمود عباس أردوغان الأربعاء في مدينة العقبة الأردنية. وأوضح أبو ردينة أن (هذا اللقاء يأتي في إطار جهود الرئيس عباس لوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة). وكان مسؤول تركي أعلن الاثنين أن أردوغان سيقوم هذا الأسبوع بجولة في الشرق الأوسط في محاولة لاحتواء التوتر بعد الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة. وقال نائب رئيس الوزراء والمتحدث باسم الحكومة جميل تشيتشيك إن هذه الجولة التي تبدأ الأربعاء تشمل سوريا والأردن والمملكة العربية السعودية ومصر. وأضاف تشيتشيك أن أردوغان (سيبحث ما يمكن القيام به لإعادة السلام والاستقرار إلى المنطقة). من جهته دعا وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي إلى (وقف دائم لإطلاق النار) في غزة يسمح (بتحرك إنساني فوري) وإعادة فتح معابر قطاع غزة مع مصر وإسرائيل. وأضاف الاتحاد الأوروبي أنه سيرسل وفدا وزاريا (في وقت قريب جدا) إلى المنطقة، بدون أن يضيف أي تفاصيل. وفي الوقت نفسه، دعت اللجنة الرباعية حول الشرق الأوسط إلى وقف فوري لإطلاق النار (يتم احترامه بشكل كامل). وفي إسرائيل، بدأ وزير الدفاع إيهود باراك مؤيدا لتعليق العمليات الحربية 48 ساعة يمكن تمديدها، لكنه استكمل في الوقت نفسه الاستعدادات لهجوم بري عبر نشر تعزيزات جديدة حول غزة. من جهتها، هددت حماس بإطلاق مزيد من الصواريخ وعلى عمق أكبر في إسرائيل إذا استمر الهجوم. من جهته، أجرى الرئيس الأميركي جورج بوش اتصالا هاتفيا مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الحكومة سلام فياض لمناقشة (شروط وقف دائم لإطلاق النار)، حسبما ذكر البيت الأبيض.