النزلة المعوية هي من أخطر الأمراض التي تصيب الأطفال في البلاد النامية، حيث يتوقع حدوث نحو مليون حالة بالسنة في جميع أنحاء العالم للأطفال تحت سن خمس السنوات, كما يتوقع حدوث نحو خمسة ملايين حالة وفاة بين الأطفال في العالم بسبب هذا المرض. وأعراض النزلة المعوية الحادة هي التقيؤ والإسهال مما يؤدي الى جفاف واضطراب في أملاح الجسم، وتحدث النزلة المعوية نتيجة إصابة جسم الطفل بأنواع من الفيروسات والبكتيريا والطفيليات. الأعراض والعلامات المرضية تتلخص الأعراض بالقيء والإسهال وحدوث مغص وآلام وانتفاخ في البطن وزحار ومن الأعراض الأخرى جفاف الجلد وانحسار العيون وجفاف الفم وقلة البول وارتفاع الحرارة وسرعة دقات القلب والتنفس اضافة الى الخمول وحدوث تشنجات أحياناً, كما توجد أعراض تكون مصاحبة للنزلة المعوية أو بعدها كالتهاب المفاصل وتكسر كريات الدم الحمراء والتهاب الكلى وغيرها. ويمكن تلخيص درجات الجفاف التي تحدث للطفل كالآتي: 1 الجفاف البسيط: يفقد الطفل نحو 3% من وزنه للأطفال أكبر من سنتين و 5% لأقل من سنتين ويكون الطفل واعياً وقلقاً وضمآن وتنفسه طبيعياً وكذلك دقات قلبه والضغط طبيعياً والدموع موجودة واللسان رطباً والبول طبيعياً والجلد رطباً. 2 الجفاف المتوسط: يجعل الطفل أكثر قلقا وخمولا وظمأ ودقات القلب تكون سريعة والعيون منحسرة والدموع قليلة أو غير موجودة والضغط طبيعياً أو منخفضاً والجلد جافاً والبول قليلاً والتنفس سريعاً. يفقد الطفل بين 69% من وزنه بالنسبة للأطفال أقل من سنتين و 47% للأطفال أكثر من سنتين. 3 الجفاف الشديد: وفيه يفقد الطفل 10% من وزنه. 4 للأطفال تحت السنتين وأكثر من 7% للأطفال أكبر من سنتين ويكون الطفل خاملاً او مغمى عليه، بارد الأطراف، دقات القلب سريعة والتنفس عميقاً وسريعاً، العيون منحسرة والضغط منخفضاً، الفم جافاً وكذلك الجلد والبول غير موجود أو قليلاً جداً. الأسباب والوقاية والتشخيص معظم حالات النزلة المعوية تنتقل من شخص مصاب الى شخص سليم عن طريق تلوث الأيدي أو أواني الشرب أو الأكل بالأوساخ أو بواسطة الذباب، كما أن صغر سن المريض وضعف المناعة وسوء التغذية والأمراض المزمنة والحصبة والسفر الى المناطق الموبوءة والابتعاد عن الرضاعة الطبيعية ومستوى تعليم الأم وثقافتها الصحية وذهاب الطفل الى الحضانة من المسببات التي تزيد من احتمالات الإصابة وتختلف المسببات باختلاف المنطقة او البلد حيث تكون الفيروسات من أكثر المسببات للإسهال في الدول المتقدمة وعادة ما يسبق النزلة أعراض التهاب الجهاز التنفسي، أما في الدول النامية فالفيروسات والبكتيريا والطفيليات لها دور مهم في حصول الإسهال الذي تزيد نسبة حدوثه في فصلي الصيف والخريف. والنظافة هي أهم وسائل الحد من انتشار الحالة فغسل الأيادي جيدا عند ملامسة المرضى وعند إعداد الأطعمة وغسل ملابس الأطفال جيداً كلها أمور تساعد على التقليل من حالات الإصابة داخل الأسرة والمجتمع. التشخيص يتم تشخيص النزلة المعوية عن طريق زراعة البراز وإجراء الفحص المجهري لمعرفة وجود الفيروسات وهي أمور يقررها الطبيب حيث يجب أخذ الطفل المصاب الى الطبيب لأن سرعة التشخيص والعلاج لها أكبر الأثر في شفاء الطفل ومنع انتشار المرض في المجتمع. العلاج أولى خطوات العلاج هي الوقاية من المرض عن طريق النظافة وأهم ما في العلاج في حالة حدوث النزلة المعوية هو علاج حالة الجفاف وفقدان السوائل عن طريق محاليل الجفاف في حالات الجفاف البسيطة والمتوسطة عن طريق الفم ما دام الطفل يتقبل ذلك. ويتم إعداد محلول الجفاف في البيت عن طريق إضافة ملح محلول الجفاف الى ماء معقم وإعطاء الطفل 50 ملم لكل كيلو جرام من وزن الطفل خلال أربع ساعات في حالات الجفاف البسطية و100 ملم لكل كيلو جرام في حالات الجفاف المتوسطة، وقد يحدث قيء خلال الساعتين الأولى من إعطاء المحلول ولكن غالباً ما يتوقف بعد ذلك ويمكن التغلب عليها بإعطاء الطفل من 5 10 ملم كل 5 10 دقائق ثم زيادة الكمية في حالة تحمل الطفل مع ملاحظة بأنه لا ينصح باعداد محلول الجفاف عن طريق استعمال الملح والسكر والماء بطريقة قياس عدد الملاعق المضافة، كما أن إعطاء محلول الجفاف عن طريق الفم يكون للحالات المستقرة التي يكون فيها الطفل بكامل وعيه بعد الأربع ساعات يعطى الطفل المصاب بالاسهال 10 ملم لكل كيلوجرام من الوزن ويعطى 100 ملم لكل كيلوجرام من الوزن العشرة الأولى و50 ملم لكل كيلو جرام من الوزن من 10 20 كجم كل 24 ساعة. وينصح بالاستمرار بالرضاعة الطبيعية بقدر الإمكان كما ينصح بإعطاء الطفل الأطعمة التالية: الرز، الخبز، حساء الرز، الزبادي، الخضار والفواكه الطازجة مع التقليل من الأطعمة التي تحتوي على نسب عالية من الدهون، والمواد السكرية او الغازية وكذلك الماء العادي مع الاستمرار على اعطاء الطفل الطعام الذي يتقبله. أما المضادات الحيوية فدورها محدود جداً في حالات الإسهال ويجب وصف هذه المضادات من قبل الطبيب وإجراء الفحوصات اللازمة لتحديد حالة الطفل كما لا ينصح باستعمال مضادات الإسهال حيث ليس لها دور معروف في هذه الحالة. ويمكن أن يكون الإسهال مصحوباً بالتهاب الأذن الوسطى وفي هذه الحالة علاج التهاب الأذن يسرع في الشفاء من الإسهال. وفي حالة عدم القدرة على علاج الطفل والفشل في التغلب على حالة الجفاف في المنزل قد يكون إدخاله المستشفى أحد الخيارات المتوفرة أمام الأهل. د, عمر التميمي أخصائي أطفال