يعتزم حفيد لنابليون بونابرت ان يحذو حذو جده الاكبر ويفتح كورسيكا لكن من خلال معركة سياسية تعيشها الجزيرة في الانتخابات المحلية. يريد الامير شارل نابليون الذي ترجع جذوره الى الجنرال بونابرت ان يكون رئيسا لبلدية اجاكسيو عاصمة كورسيكا مسقط رأس الفاتح الذي دوخ اوروبا,في شقته بأجاكسيو قال نابليون متجاهلا ما يثار من شكوك حول فرص فوز اي وافد الى مستنقع السياسة في الجزيرة: كورسيكا بلدي وأجاكسيو مدينتي, ومن الطبيعي ان ارشح نفسي هنا . نصف شوارع المدينة تحمل اسمي ولذلك كان في الطبيعي ان اخوض المعركة . لكن رغم تباهي اهل اجاكسيو بأمجاد اعظم من انجبتهم الجزيرة الا ان كثيرين يشككون في قدرة نابليون احد احفاد جيروم شقيق بونابرت في تقليل اعتماد الجزيرة على السياحة او توفير فرص عمل كافية,غير ان انتماء نابليون الى الامبراطور الراحل لم يفت في عضد مرشحين اخرين يستبعدون فرص فوزه في المعركة. ومن المؤكد ان نابليون يحتاج جرعة كبيرة من الروح القتالية التي تميز بها جده الاكبر الذي اخضع معظم اوروبا في اوائل القرن التاسع عشر. امضى نابليون (49 سنة) معظم حياته خارج كورسيكا كمسؤول حكومي ورجل اعمال, لكنه يقول انه خدم كورسيكا بترويجها سياحيا وتصدير منتجاتها. تابع اسمي قد يفيد الجزيرة ويساعدها على مزيد من الانفتاح على العالم الخارجي . قال نابليون فارع الطول على عكس جده الاكبر وهو يتحدث من شرفة مطلة على خليج اجاكسيو انه يريد قيادة شعب المدينة الى افاق جديدة. وذكر ان اجاكسيو لم ترتفع الى مكانتها التاريخية ووصفها بانها مدينة ناعسة بالمقارنة بما كانت عليه في الماضي. لا تزال اجاكسيو تعيش في ظل بونابرت,, لا يخلو شارع من تمثال او صورة له, كما تحمل اغلب الهدايا التذكارية في المتاجر اسم او صورة بونابرت ناهيك عن كتب ومجلدات تؤرخ لحياته. في هذا الجو البونابرتي لا يستطيع جوزيه روسي منافس نابليون في الانتخابات ان يغلق عينيه وهو يطل من نافذة حجرة مكتبه على تمثال لنابليون بردائه الفضفاض المتوج بأكاليل الغار وسط ميدان يوجد على جانبه الاخر مجلس المدينة الذي يحلم الحفيد الاكبر بالتربع على عرشه,لم يفقد روسي تفاؤله ويقول: ان نابليون سيكون محظوظا لو حصل على خسمة في المئة من الاصوات. قال انه الى حد ما يشبه دون كيشوت (الاسباني الذي تخيل انه بطل مغوار واخذ يحارب طواحين الهواء) ولكنني احبه . ورغم انكار السياسيين يرى غالبية سكان اجاكسيو ان انتخابات المجلس البلدي تخضع لما يسمى بنظام العشائر حيث يعطي الناخبون اصواتهم للمرشح الذي يدين لهم بالولاء. ويتباهى الكورسيكيون الذين تحكمهم باريس منذ عام 1768 عندما تنازلت جنوة عن الجزيرة للفرنسيين بان بلادهم انجبت احد اعظم ابطال فرنسا. لكنهم يهزون اكتافهم بعدم اكتراث حين يسألون عما اذا كانوا سينتخبون نابليون. قالت اتيين وهي موظفة استقبال في فندق: انه بورجوازي باريسي تافه يعتقد انه بفضل انتمائه الى بونابرت يستطيع العودة الى كورسيكا, انه لم يهتم بكورسيكا منذ وقت طويل . ومن المحتمل ايضاً أن يعيد خصوم نابليون الى الأذهان هزيمة بونابرت أمام البريطانيين في موقعة ووترلو ونفيه الى جزيرة سانت هيلانة بجنوب المحيط الأطلسي حيث توفي عام 1821ه بعد ست سنوات من الموقعة الشهيرة.