أبدى القارئ سليمان النهابي غضبه على مقال (ثقافة الأمطار) حيث أورد جزءاً من مقالي (وبرغم تنبيهات الدفاع المدني المتتالية وتحذيرات الناس من التهاون بدخول بطون الأودية إلا أن بعض الناس يقذفون بتلك التعليمات وسط الشعيب ويحسبون أنها بطولة وشجاعة) وأضاف من عنده هذه العبارة التي لم ترد في المقال (لكنني أرى والرأي الأخير لمقام وزارة الداخلية فرض جزاءات لمن يتهاون ويدخل بطون الأودية ويعرض نفسه والآخرين معه للخطر حتى يرتدع الناس؛ لأن الناس - مع شديد الأسف - والحال كذلك لا يوقفهم عن التهاون إلا الجزاء الرادع). ومعروف أن من شروط الرد على أي مقال الدقة والمصداقية في النقل، والتريث في القراءة، والتفكر في مغزى العبارات، وعدم التأويل على الفهم الشخصي!ولاسيما أنني لم أذكر العبارة الأخيرة إطلاقا ويمكن الرجوع للمقال كاملاً في موقع الجريدة! وحول العبارة التي وردت في المقال المذكور (وحين يغامر أحد المعلمين بسيارته لاختراق وادي الرمة فكيف بطلابه في المدرسة ومجتمعه الذي ينتظر منه دوراً كبيراً في نشر الوعي) أظهر الأخ النهابي أسفه على تلك العبارة حيث قال: (إن المعلم- رحمه الله- قدم إلى ما قدم لكنه عرف بالخير والبر والصلة بأهله وذويه، وسيرته سيرة حسنة) ويرى وجوب مراعاة أسرة المفقود ومشاعرهم بإنسانية ورحمة وهم الذين ما زالوا يراقبون عمليات البحث بحذر وترقب فلا نزيد من أحزانهم وأشجانهم). وأود أن أوضح للقارئ الكريم ولأسرة المفقود التي أشاركها عظيم مصابها وعميق حزنها، وأدعو الله له بالرحمة والمغفرة أنني لم أتطرق لأخلاق الرجل أو صفاته أو سلوكه إلا أن الحق الذي يشاركني فيه غيري هو أن تصرفه خاطئ وأودى بنفسه للتهلكة، وقد كنت أرجو أن تكون صفات الرجل وسيرته الطيبة وبره بوالديه وتعليمه وثقافته حاجزا دون الوصول بنفسه لهذه النهاية خصوصا وأن أحد زملائه المرافقين له في التنزه رفض الدخول معه ودرأ عن نفسه الخطر، فأصبح من عواقبه سليما، وقبل هذا وذاك لابد أن ندرك أن الموت قدر ابن آدم ولو كنا في بروج مشيدة لأدركنا الموت. مع استمرار ضرورة تنبيه الناس لاتخاذ تدابير السلامة، وعدم التهاون بالدخول لبطون الوديان وتجمع السيول مهما كانت بنظرهم قليلة. وكنت أتمنى من الأخ النهابي وغيره أخذ العبرة والحكمة من كل حادثة وواقعة. والأمر ليس كما تصورت يا أخي بأنني قد تجاهلت مشاعر أسرته وأحاسيسها، بل- يعلم الله- كم أتألم لمصابها وإن كان مسهم بلا شك ألم فقد مسني مثلهم، وفقدت من أحبائي إما في حوادث سيارات أو في أمراض مزمنة وخطيرة، وغيري وغيرهم كثير! فمن منا لم توجعه مصيبة الموت ولم يفطر قلبه الحزن، ويذيبه الثكل، ويلوعه الشوق لمحبيه المفقودين للأبد؟! ولكن أرجوكم ألا تكون ذكرياتنا مع الأمطار حزينة ومؤلمة، ودعونا فعلا نعيش أوقات المطر بأمن وسكينة وفرح فلا نفجع بأنباء الغرقى والمفقودين!! [email protected] ص.ب 260564 الرياض