شهدت الساحة الرياضية السعودية أحداثاً رياضية كثيرة تحتاج منا إلى التوقف والنقاش ولعل من أبرزها خسارة منتخبنا الشاب وفشله في التأهل لكأس العالم للشباب وانتهاء بخسارة منتخبنا الأول من كوريا في التصفيات المؤهلة لكأس العالم مروراً بالأخبار السارة الرائعة التي قدمها الأمير نواف بن فيصل لرياضتنا في هذا الوطن والتي تعكس مدى حرص حكومتنا حفظها الله على رفع مستوى الرياضة السعودية بعد أن كدنا نفقد الأمل في عودة رياضتنا في السعودية إلى ساحات المنافسة. * في هذه الفترة الوضع اختلف تماماً عن السابق فقد حضر المال وعاد الجمهور وأصبحت المنافسة أكثر جدية من السابق كلها عوامل تدل على طفرة رياضية قادمة ستمنحنا في القريب العاجل المكانة المناسبة بين الرياضات العالمية فكل شيء الآن أصبح متوفراً من إمكانات مادية وبشرية. * كل ما سبق نجده حقيقياً بالنظر إلى وضع الأندية الآن فالتطور الملاحظ على الأندية من ناحية ظهور المواهب وحركة الانتقالات التي دعمت أبجديات الاحتراف للاعبين، وزيادة عدد أعضاء الشرف كلها ساهمت بشكل واضح في هذا التطور الذي أتحدث عنه. * الأندية الآن تعيش طفرة في كل شيء حتى على مستوى الكثافة الجماهيرية فبنظرة بسيطة ومقارنة بين جمهور اليوم وجمهور الأمس نلاحظ بأن جمهور دوري المحترفين مميز وأكثر من السابق في حضوره، وكذلك المنافسة بين القنوات الرياضية وحرصهم الشديد على نقل الدوري السعودي له دلالة واضحة للتطور الحاصل لرياضتنا. * كل تلك العوامل الإيجابية المتعددة والطفرة الكبيرة التي تعيشها الرياضة السعودية بوجود هذا الدعم الكبير من قبل الرئاسة واهتمامها باحتياجات الأندية سيخفف الضغوط التي كانت الأندية تعاني منها، ففي السابق لا نرى أو نسمع أو نتحدث إلا عن السلبيات الموجودة في الأندية أما اليوم الأندية تستحوذ على اهتمام من الجميع وما يؤكد ذلك في السابق كان هناك عزوف واضح عن رئاسة الأندية ولا يوجد تنافس على مستوى الأفراد على رئاسة أي نادٍ أما اليوم الوضع يختلف تماماً هناك تنافس وبحث من قبل الكثيرين عن كرسي الرئاسة وكل ذلك بفضل الله ثم بفضل كل تلك التعديلات والمتغيرات التي ظهرت من خلال دعم الأندية. * في اعتقادي هذه الفترة هي الفترة الذهبية لرياضتنا فمتى ما أحسنا استغلالها ووظفناها التوظيف المناسب لكي نحافظ عليها ونطورها ونسخرها بالطريقة المثلى وأيقنا بأن المال وحده لن يقدم التميز المنشود ما لم توجد العقول الجيدة التي تستطيع أن تجعل من توفر المال نعمة تصب في مصلحة تطور الرياضة بمملكتنا الحبيبة، ولعل المؤتمر الصحفي الذي حضره الأمير نواف بن فيصل قد رسخ هذا المفهوم وقد تحرك سموه لإيجاد أرضية صلبة في الأندية من خلال وضع الخطط العلمية المدروسة فتوجه سموه إلى الاهتمام بالوضع الإداري في الأندية وصقل الكوادر الإدارية لتكون قادرة على تقديم ما يفيد الأندية ويضاعف من تميزها وتطورها أمر في غاية الأهمية. * كنت أتمنى من سموه أن يعرج على وضع الملاعب وآلية تطويرها فالمرحلة القادمة تتطلب وجود ملاعب كروية متخصصة ومدرجات يمكن لاتحاد الكرة وللأندية أن تستثمرها بالشكل الكامل لا كما يحدث حالياً. * خطة التطوير التي يقودها الأمير نواف بن فيصل تحتاج من جميع الرياضيين المتابعة والشد على يد المسؤولين ليتم تطبيقها كما جاءت عندها فقط سنقطف ثمارها. * يجب أن نعي ونقدر الوضع الحالي لرياضتنا وبأنها أصبحت محط أنظار الجميع في العالم العربي وآسيويا أيضاً لما تملكه من إمكانات وقدرات وبأنها أصبحت مثلاً يقتدى به، لم نصل للقمة بعد ونحتاج لمزيد من الخطط والعمل المنظم حتى نواصل تميزنا في هذا المجال. * ما قبل كوريا وما بعدها كنتُ سعيداً جداً وأنا أشاهد المدرب القدير ناصر الجوهر يتحدث من خلال المؤتمر الصحفي الذي حضره قبل المباراة بأيام أعجبتني ثقته بنفسه وهو يصرخ سنتأهل بإذن الله إن شاء الله سنتأهل كررها أكثر من مرة. نعم يا ناصر سنتأهل...لأنك ناصر الجوهر، سنتأهل.... لأنك ابن الوطن البار، سنتأهل .... لأنك صاحب الإنجازات، سنتأهل ... لأنك تملك ثقة المسؤولين وثقة الشعب السعودي بأكمله، فانطلق واحجز لنا مقعداً مع الكبار لكن هذه المرة يجب أن يكون في تأهلنا رسالة واضحة لكل منتخبات العالم مضمونها الأخضر قادم للمنافسة لا للمشاركة. سلطان الزايدي