قال صاحبي: ابني الوحيد مدمن! ماذا أفعل؟ * سألته: هل جربت النصح والتوجيه؟ - تفرغت لذلك وزدت وعدت حتى مل. * وماذا عن عزله عن مصادر وأصحاب السوء؟ - حاولت.. حاصرته حتى كاد أن يهج. * هل جربت الترغيب والترهيب؟ - مع شاب تجاوز سن المراهقة ليس سهلاً أن ترهبه، ومع ذلك فعلت حتى بلغ بي الأمر لتهديده بتسليمه للسلطات. أما الترغيب فقد حاولت كل شيء معه ولبيت كل طلب مشروع له لألهيه عن رفاقه وعاداته. * والنتيجة؟ - تحسن نسبي. ولكني أشك أنه لا يزال يتعاطى. التحليل يقول إنه تعاطي في الشهر الأخير على الأقل مرة. ربما تاب. وعدني بذلك. ولكنه لم يقطع علاقته بأصدقاء السوء، ولايزال يسهر كثيراً وينام معظم النهار. كيف سينجح في أي عمل أو دراسة بهذا الشكل؟. * لا بد أن هناك جهة رسمية يمكن التشاور معها؟ - على يدك. بحثت فلم أجد. كلما طرقت باباً وجدت أن الخيار أمامي صعب. إما أن أسلمه رسمياً وبفضيحة وكشف حال، وسمعة تقضي على مستقبله، أو أحاول وأصبر على حال أخاف أن تخرج من يدي القدرة على السيطرة عليه، فخبرتي في هذه الأمور ضعيفة، وأخشى أن أسأل أو أستعين بقريب أو صديق فأفضحه وتلحقه الوصمة حتى لو تاب. أضف إلى ذلك أنه شغلني عن عملي ومسئولياتي الأخرى، وبدأت صحتي النفسية والجسدية تتأثر بقلة النوم والقلق والهم. مع صاحبي حق. لو استطعنا أن نكسب الآباء في حربنا على المخدرات لقضينا على أهم مشكلة: الطلب المتزايد عليها. فوراء كل مدمن أو مروج أسرة يعنيها أمره، وقد لا تحسن التعامل مع مشكلته. علينا إذن أن نقيم عيادات استشارية ومكاتب رسمية أو شبه رسمية مهمتها توجيههم والتعاون معهم بسرية تامة في كيفية معالجة حالة المدمن، بدءاً من التوجيه والمتابعة، ومروراً بالترهيب والترغيب، وانتهاءً بإدخالهم (طوعياً) لمستشفيات الأمل، أو مستشفيات خاصة، بدون أن تسجل عليهم في صحيفة السوابق. [email protected]