سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الكتاب العربي ظل لعقود بحاجة إلى مشروع للتعريف به وتقديم خدمات حصرية وببليوجرافية قبل وجود الفهرس العربي الموحد د.الزهري.. رئيس الاتحاد العربي للمكتبات والمعلومات ل«الجزيرة»:
أثنى الدكتور سعد الزهري رئيس الاتحاد العربي للمكتبات والمعلومات (أعلم) ورئيس مركز الاستشارات المعلوماتية والتدريب ومدير مكتبة وزارة البترول والثروة المعدنية بالمملكة العربية السعودية على إنجازات مشروع الفهرس العربي الموحد خلال الفترة الماضية، مشيراً إلى الدور الكبير لهذا المشروع في خدمة اللغة العربية والنتاج الفكري العربي على غرار المشروعات الأوروبية والأمريكية الكبرى التي تخدم حركة الثقافة والفكر في الغرب. وأضاف الدكتور الزهري أن الكتاب العربي ظل لسنوات طويلة يفتقر إلى مشروع للتعريف به وتعظيم الاستفادة منه، حتى جاء مشروع الفهرس العربي الموحد، ليوفر قاعدة بيانات ضخمة ومتطورة لكل المعرفة البشرية العربية المنشورة. وطالب رئيس الاتحاد العربي للمكتبات والمعلومات (أعلم) في حوار جميع المكتبات ومراكز المعلومات أعضاء الفهرس العربي الموحد تكثيف جهودها في التعاون مع القائمين على هذا المشروع الكبير لاختصار الوقت والجهد ومضاعفة حجم الإنجاز؛ كما طالب جميع المكتبات ومراكز المعلومات في مختلف البلدان العربية بالمشاركة في عضوية الفهرس لضمان.. وفيما يلي تفاصيل الحوار: * بداية نسأل كيف تنظرون إلى انجازات مشروع الفهرس العربي الموحد منذ انطلاقه ومراحل سير العمل به؟ - الفهرس العربي الموحد مشروع تعاوني رائد بالغ الأهمية بالنسبة للمكتبات ومراكز المعلومات في الوطن العربي، ليس فقط لأنه يصدر من المملكة العربية السعودية ممثلة في مكتبة الملك عبد العزيز العامة والتي حملت على عاتقها مسؤولية تنفيذ هذا المشروع الضخم، ولكن لأن له أهدافاً كبيرة في خدمة اللغة العربية وفي خدمة المكتبات ومراكز المعلومات في العالم أجمع من خلال حصر شامل للنتاج الفكري العربي في جميع المجالات وفهرسته وتيسير الوصول إليه لمختلف الباحثين. وإذا نظرنا إلى الثقافة الأمريكية والثقافات الأجنبية لوجدنا الكثير من المشروعات التي تخدم هذه الثقافة، وخاصة مشروعات التعاون في إنشاء مصادر المعلومات والمشاركة في تكاليف انجازها، وما مشروع أوسي إل سي OCLC إلا واحدا من أبرز تلك المشروعات. * وما الذي يقدمه الفهرس العربي الموحد للمكتبات ومراكز المعلومات؟ - أي مكتبة في العالم يجب أن يكون لها فهرس سواء كان ورقياً أو بطاقيا أو الكترونياً، حيث إن الفهرس هو المفتاح لخزائن المكتبات وذخائرها. ومعظم المكتبات اليوم تعتمد على الفهرس الآلي، الذي يعتمد على موظفين مختصين بالفهرسة والتصنيف لإدخال البيانات الببليوجرافية (الفهرسة) لتلك الفهارس. وتكمن أهمية الفهرس العربي الموحد أنه يخدم المكتبات ومراكز المعلومات من خلال تقديم المعلومات الوصفية والموضوعية (الببليوجرافية) للكتب والدوريات ومختلف أوعية المعلومات، والتي تسمى بطاقة الفهرسة الآلية. والكتاب العربي ظل لسنوات طويلة يفتقر إلى مشروع دولي لإبراز المعلومات الخاصة به قبل البدء في تنفيذ مشروع الفهرس العربي الموحد لذا يفترض على المكتبات المشتركة في هذا المشروع التفاعل مع القائمين عليه وهذا مما يوفر الجهد والعبء على العاملين في الفهرس واختصار وقتهم. فمهمة الفهرس العربي الموحد هي بناء قاعدة بيانات ضخمة وصفية لأوعية المعلومات المنشورة باللغة العربية العربية، وهذا يحتاج إلى مشاركات وجهد كبير من قبل المختصين والى سنوات من العمل. وبناء عليه، فالفهرس من شأنه أن يتيح قاعدة بياناته للمشتركين في الفهرس من المكتبات بحيث يبحثوا عن المواد التي يرغبون البحث عنها ومن ثم نسخ تلك الملفات وتنزيلها على فهارسهم المحلية. وهذا سيوفر لهم الجد والمال والوقت في آن. كما سيسهم بشكل كبير في توحيد الأدوات الخدمية التي تستخدمها المكتبات كما هو حاصل بالدول المتقدمة. وفي ذات الإطار، سيقوم الفهرس بخدمة جلية للباحثين تمكنهم من معرفة أماكن الكتب في المكتبات المحلية والعربية والدولية المشاركة في مشروع الفهرس. * على ضوء تجارب وخطط العمل بالفهرس خلال الفترة الماضية.. هل أنتم راضون عن حجم الاشتراك والعضوية به وهل هناك سياسات جديدة في هذا الشأن؟ - الحقيقة أن ما يحظى به مشروع الفهرس العربي الموحد من رعاية كريمة من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، هذا في حد ذاته يعطي للمشروع أهمية خاصة ويحمّل القائمين على تنفيذه مسؤوليات جسام لتحقيق أهدافه بكل ما أوتوا من قوة. ويلمس الجميع وجود تصميم كبير من المسئولين عن الفهرس في مكتبة الملك عبد العزيز لإنجاح المشروع ونشيد هنا بجهود معالي الأستاذ فيصل بن معمر المشرف العام على المكتبة وعلى المشروع الذي يقود طاقات جنّدت نفسها لهذا العمل الضخم وقد أسفرت هذه الجهود عن تكوين مجلس لمراجعة سياسات الفهرس والذي أتشرف بالانتساب إليه. كما أن الفريق يحظى بمتابعة وحرص من قبل نائب المشرف العام الدكتور عبدالكريم الزيد وبجهود خلاقة من قبل الدكتور صالح المسند رئيس مركز الفهرس العربي الموحد، الأمر الذي يؤكد نجاح الفهرس إن شاء الله بوجود هذه الإدارة الفاعلة والمصممة على نجاحه وانتشاره بإذن الله. نعم راضون عمّا قدم، ومتفائلون بما سيقدم في المستقبل القريب إن شاء الله. * يهدف الفهرس إلى حصر الإنتاج الفكري العربي المنشور وتسهيل الوصول إليه من قبل الباحثين في جميع المجالات فإلى أي مدى نجح الفهرس في تحقيق ذلك الهدف, هل ثمة مؤشرات قياسية للنجاح؟ - لقد سهل مشروع الفهرس العربي الموحد الكثير من العقبات وذلل الكثير من الصعوبات للباحثين في الاطلاع على معلومات الكتب وذلك بالطريقة الآلية المتطورة. والدليل على ذلك زيادة عدد المشتركين والأعضاء. وكما بينت سابقا، فالفهرس نتائجه مضمونة ولكنها ستكون على المدى المتوسط والبعيد في غاية الأهمية. وسيكون الفهرس أساس لكل المكتبات التي تعنى بالنتاج العربي في أي مكان من العالم. * هناك تجارب دولية متطورة في مجال الفهرسة باستخدام أحدث التقنيات، فهل تمت الاستفادة من هذه التجارب في مشروع الفهرس العربي الموحد وما أبرز ملامح هذه الاستفادة؟ - لا شك استفدنا كثيراً من التجارب الدولية، وخاصة في عمليات التصنيف الالكتروني والفهرسة الآلية وإيجاد حسابات لكل مشترك في الفهرس العربي الموحد، حتى ان المعايير المعتمدة في الفهرس هي ذاتها التي يعمل بها في أكبر المكتبات العالمية مثل مكتبة الكونجرس الأمريكي. ولا شك أن القائمين على الفهرس قاموا بدراسات علمية كبيرة للمشروعات القائمة مثل مشروع الأو سي إل سي OCLC وتمت الإفادة من التجربة بشكل كبير. * هنالك بعض الجهات العربية التي بدأت بتنفيذ مشروع آخر للفهرس العربي الموحد ألا ترون أن ذلك تشتيت للجهد، وهل هناك برأيكم وسيلة لدعم الفهرس العربي الموحد الذي تبنته المملكة العربية السعودية ممثلة بمكتبة الملك عبدالعزيز؟ - للأسف أن بعض العرب لا يرى النجاح لأي مشروع إلا من خلاله هو، وأي مشروع لا يكون فيه بشخصه يعده ناقصاً، وهذا واحد من أهم أسباب الوضع المتردي العربي. كما أن بعض الناس يرى أنه فوق مستوى الآخرين، ولكن ذلك لا يضير الفهرس ولا القائمين عليه. ومن مصلحة الفهرس والعرب أن يلتم الناس حول مشروع واحد. ولكن في حال أن البعض يحب أن يكون له مجال آخر فهذا شأنه ولا يضير الفهرس في شيء، بحمد الله. أما لو أخذنا الموضوع على أنه تقليد، فالتقليد لأي مشروع ناجح يكون هدفه منافسة المشروع الأول، وهو بحد ذاته دليل على نجاح المشروع الأول، وأيضا يزيد من قوة المشروع الأول في عدد المشتركين لكن حبذا لو تضافرت الجهود لدعم مشروع الفهرس العربي الموحد لتعم الفائدة ويتحقق الاستثمار الأمثل للجهود والخبرات. * هل ترون أن اللقاء الدوري لأعضاء الفهرس العربي الموحد مفيد لتبادل الآراء وطرح التجارب؟ - مما لا شك فيه أن اللقاء ضروري لاجتماع المشتركين والأعضاء في الفهرس العربي الموحد، وهذا التجمع يصاحبه طرح أفكار جديدة ويتم تبادل الخبرات بين أعضاء الفهرس، ومراجعة الأداء وبحث المستجدات. وأحب أن أشيد برحابة صدر المسئولين عن الفهرس في استماعهم لكل الآراء. وأذكر أنه في العام الماضي وردني بحث ينتقد مشروع الفهرس العربي، وعرضته على المسئولين الذين تقبلوا ذلك بكل ارتياح ورحابة صدر ورحبوا بالدراسة ووعدوا بنشرها في مجلة التسجيلية. كما أن اللقاء مهم جدا لتبادل وجهات النظر حول المشروع العربي الموحد وسماع مشكلات المستفيدين وإيجاد حلول لها. وأقترح أنه ينتقل هذا اللقاء من مكان لآخر وذلك من باب التعريف بهذا المشروع في جميع الدول العربية أو أي بلد يشعر المسئولون أنه يصلح لإقامة اللقاء فيه, خاصة وأن عمل الفهرس العربي هو عمل تعاوني بالدرجة الأولى. فضلاً عن أن مشروع الفهرس بلا شك هو أهم المشروعات العربية، وأن على العاملين في المشروع احتساب الأجر لأنهم يقدمون خدمة للغة القرآن الكريم والثقافة العربية. وما أحوجنا اليوم لمثل هذه المشروعات التي لا تسعى للربح المادي، وصحيح هناك رسوم اشتراكات ولكنها رسوم رمزية لا تغطي 20% من التكاليف الحقيقية.