* بمواجهة الأهلي خادع سعد الحارثي الدولي عبد الرحمن الجروان بسقوط وهمي وتحصل على جزائية منها عدَّل النتيجة ومهَّد الطريق لفريقه لخطف ثلاث نقاط وبلقاء الاتفاق لم يوفق الزهراني برصد خطأ ارتكبه الرهيب لصالح التون داخل منطقة الجزاء وما بين الحالتين يكمن الفارق فيما يخص تعاطي مسؤولي النصر وتعاملهم مع الحدث. * في الأولى تصدوا باستماتة لمن انتقد الجروان وهاجموا بشراسة كل من تجرأ لإنصاف الأهلي واستكثروا على من يخالفهم القناعة إبداء وجهة نظرهم واحتفلوا مع جماهيرهم بانتصار مهدته جزائية غير مستحقة.. وفي الثانية تسابقوا لنقد خالد الزهراني بلغة حادة صاحبها عبارات قاسية حتى خُيّل لمن تابع تصاريحهم بأن الزهراني ارتكب كوارث تحكيمية وتجاوزات خطيرة وليس مجرد حالة وحيدة من الصعب إصدار قرار تجاهها من أول وهلة. * بنفس الإطار بعد مواجهة الاتفاق تسابق النصراويون للظهور إعلامياً لتبرير ما صاحب المواجهة من شغب جماهيري غير مسبوق وتصرفات خارجة عن حدود المقبول والمستساغ وكثَّفوا من تواجدهم بالقنوات الفضائية والإعلام المقروء لممارسة الضغوط على لجنة الانضباط وإلقاء اللوم على الحكام واتهامهم باستثارة مشاعر الجماهير وكأنهم يقرون ويصادقون على تعميم شرعية الخروج عن المألوف للجميع دون استثناء حال وجود خطأ تحكيمي مما قد يحيل ملاعبنا إلى ساحات للصراع والشغب بكافة أشكاله ومصادره. * بلقاء نجران والهلال حرم القبيسي الأزرق من جزائية أقر بصحتها خبراء التحكيم وأبطلت راية خاطئة من مساعده هدفاً مستحقاً بالوقت المحتسب بدل الضائع ومع ذلك حافظ الهلاليون على رباطة جأشهم وبادروا لتهنئة نجران برغم الخسارة وألقوا باللائمة على لاعبيهم وشرعوا لتدارك الخلل إن وجد. * بكلا اللقاءين حضر الخطأ التحكيمي هنا وهناك وإن كان أكثر تأثيراً بجنوب المملكة عن شرقها وبنفس الوقت كان التعاطي مختلفاً ومتبايناً.. فكر قائم على تضخيم الأحداث وإعطائها أكثر مما تستحق وذر الرماد بالعيون بطريقة باتت مكشوفة تعتمد على أن الغاية تبرر الوسيلة وآخر يلتزم الصمت وإن تحدث وانتقد وتذمَّر فعلى خجل واستحياء وكأنه ليس بصاحب حق وبأسلوب حضاري وبعيد عن الضجيج والصخب واستجداء المشاعر. * النصر نفسه احتسب له الموسم الماضي كم هائل من الجزائيات أشهرها أمام الهلال وبلقاءين لم يفصل بينهما سوى شهر أقرهما بطريقة تثير الدهشة الكثيري وبوساكا وفي كلا الحالتين غادر الهلاليون بهدوء وتقبلوا النتيجة بمثالية ونموذجية ولم يصدر منهم ما يمس كرامة الحكم وهيبته أو يقلل من قدر الطرف الآخر أو يصادر فرحه ويشوه انتصاره والعكس تماماً بعد راية الكابلي وما قيل بحق خليل جلال بعد مواجهة الشباب وأخيراً ما حدث أمام الأهلي بأولى الجولات ومن ثم بلقاء الاتفاق. * في النصر حدث مؤخرا تغيير فني إيجابي وبدأ الأصفر يتعافى ويعود لسابق عهده إلا أن وسائل التعبير بحالتي الفرح والحزن الرسمية والجماهيرية بقيت كما هي، هجوم محموم بكل الاتجاهات وحشر لأطراف دون سبب مقنع ونيل من الحكام وتبرير غير منطقي للأحداث وعناد ومكابرة يحول دون الاعتراف بالخطأ. * وفي أروقة الأزرق بقيت الثوابت راسخة فلا شيء يستدعي التغيُّر.. تواضع عند الفوز وابتسامة مشرقة ملؤها التفاؤل بمستقبل أروع عند الخسارة ومكاشفة ومصارحة ومسارعة الخطى لعلاج السلبيات.