شقراء - محمد عبد الله الحميضي: في لقاء مع الشيخ فهد إبراهيم البخيتي الذي رافق أخيه عبد الله -رحمه الله- في إشرافه على مشروع تفطير وتسحير الصائمين بشقراء على مدى أكثر من 60 عاماً من خدمة للصائمين بدأت بحوالي 60 صائماً كلهم من السعوديين حتى من يقومون بخدمتهم وصب القهوة كلهم من الشباب السعوديين وانتهت الآن بالآلاف من الصائمين الذين معظمهم من الأجانب وعابري السبيل. يتحدث أبو إبراهيم عن الماضي وعن بدايات التفطير حيث كان في مقرة منزل (الجميح) بشقراء كأول مشروع تفطير مفتوح يستقبل جميع الصائمين مع أن هناك بعض البيوت تستقبل بعض الصوام بشقراء. وقد كان المشروع بمتابعة من الشيخ عبد الله الجميح -رحمه الله- ثم من بعده أبناؤه عبد العزيز ومحمد العبد الله الجميح - رحمهم الله جميعاً- ثم بمتابعة من أبنائهم الحاليين الذين يولونه كل اهتمام ومتابعة وتطوير إلى الأفضل. ولقد كان الشيخ عبد العزيز الجميح يحرص على قضاء شهر رمضان المبارك في مدينة شقراء للصيام بها ومتابعة المشروع. حيث كان الصائمون يتوافدون من القرى المجاورة ومن مناطق أخرى مثل السر والمذنب وغيرها ليقضوا شهر رمضان في شقراء والإفطار في مشروع الجميح ثم استلام كسوة العيد نهاية الشهر وهي عبارة عن ملابس مثل الثوب والشماغ إضافة إلى مبلغ مالي. وبعدها يقوم المواطن فهد الصميت بإيصال الصائمين إلى قراهم صباح العيد تطوعاً منه ومساعدة لهم. ويضيف أبو إبراهيم أن هناك دروساً توعوية تقدم للصائمين بعد صلاة التراويح يقدمها الشيخان عبد العزيز محمد السنيدي وعبد الرحمن محمد السدحان لتبصير الصائمين بأمور دينهم. كما أنه في حوالي عام 1382ه زار الشيخ حمد عبد العزيز الجميح المشروع وشارك الصائمين الإفطار واستمع إلى أحاديثهم بعد أن كان بينهم يلتمس احتياجات الناس في المجتمع. مع أن المشروع دائماً يحظى بالزيارات والمتابعات من مشايخ هذه الأسرة الكريمة التي لها بصماتها الواضحة في مشروعات شقراء الخيرية وغيرها من مدن المملكة ومؤسساتها الخيرية. ويقول البخيتي إن البدايات كانت بالقهوة التي يشربها بعض الصائمين بشغف والتمر فقط مع (الأقط) الممزوج بالماء ثم تطور إلى إضافة الأرز في العشاء مع اللحم والسمن حتى وصل إلى ما هو إليه بمائدة بها مختلف الأطعمة والفواكه والمشروبات. ويذكر البخيتي أن من طرائف المشروع أن البعض عند حضوره لشقراء لمتابعة موضوع معين أو معاملة ويهم بالعودة إلا أن إفطاره بالمشروع يجعله يبقى لعدة أيام للاستفادة مما يقدم له به من وجبات للأكل والقهوة والتمر وبعضهم يبقى لمدة طويلة ليستفيد من عطايا الجميح وكسوة العيد. ولا يزال المشروع مستمراً حتى الآن ويشرف عليه عبد العزيز البخيتي خلفاً لوالده -رحمه الله- ليصبح أكبر مشروع لتفطير وتسحير الصائمين في محافظة شقراء.