عرفته شاباً مثابراً قبل ربع قرن حيث كان أحد طلابي في المرحلة الثانوية وقد جمع بين التفوق العلمي والموهبة الرياضية والمشاركة في الأنشطة الاجتماعية.. ولا أنسى دائماً أنه كان أحد الأعمدة الرئيسة في إقامة أول مهرجان رياضي على مستوى المملكة والمخصص لفئة ذوي الاحتياجات الخاصة! تألق كلاعب في رياضة الجودو التي منحها محبته وجهده ووقته.. وحقق أكثر من لقب على مستوى المملكة والخليج. وما أن قرر اعتزال اللعبة كلاعب حتى اتجه لميدان التحكيم مبتدئاً.. وبكل جدارة حقق الشارة الدولية.. هذا هو معمر بن سعد المعمر أحد رموز نادي سدوس.. عضو الاتحاد السعودي للجودو.. رئيس لجنة المنتخبات. (العاشق الولهان) لتلك الرياضة كان يدفع من ماله الخاص للمشاركة في إدارة مباريات بطولات تقام في مختلف دول العالم بهدف كسب المزيد من الخبرة.. والعمل على تطوير قدراته التحكيمية.. ومن هذا المنطلق فاز بثقة واسعة لدى لجان التحكيم القارية والدولية. وكأني بهذا (المعمر) يذكرنا بسيرة وقصة نجاح (أخونا) العزيز الحكم العالمي للكرة الطائرة عبدالله الخليفي.. والفارق الوحيد أن الأول (غير معروف) إعلامياً.. والبركة بكل تأكيد تعود لتواضع دور اللجنة الإعلامية في اتحاد الجودو التي يترأسها الزميل مزيد السبيعي إذ إنها لم تكلف نفسها مهمة التعريف بسفير المملكة الجديد الذي برهن على كفاءته وجدارته بالفوز بمنصب رئيس لجنة الحكام لدول غرب آسيا في عملية انتخابية متقدمة! لقد تواجد معمر في أولمبياد بكين وأدار أكثر من سبع مباريات يومياً على امتداد أسبوع كامل.. وكانت اللجنة تقوم يوميا بترشيح الحكام الأكفاء.. وقد تقدم معمر ال12 حكماً المختارين بناء على قدراتهم في إدارة المباريات السابقة.. وهذه شهادة استحقاق لرياضة الوطن وليست لشخصية معمر!! إن غياب لجنة العزيز مزيد وعدم تواصلها مع الإعلام الرياضي هي التي كانت سبباً في عدم إنصاف معمر والإشادة به.. ولتعلم تلك اللجنة التي ربما لم تعرف بعد إن كان سفيرنا الرياضي بن معمر قد قرر قضاء إجازته وسط محبوبته (سدوس) أم أنه في الصين.. لقد كان الحكم العربي الآسيوي الوحيد المتواجد في الأولمبياد منذ انطلاقته وحتى الآن ولم تكتب عنه الصحافة الرياضية حرفاً واحداً..! معمر.. (سفيرنا الخفي) في بكين.. سافر وعاد دون أن يعرف عنه أحد شيئاً.. لك الله يا معمر.. وسامحك الله يا مزيد!! وسامحونا!! الرائد.. نخب أول!! فجأة.. ومن دون سابق إنذار ومن غير وجود حجز مؤكد أجرى فريق الرائد ضيف الممتاز تعديلا على خط مساره - بريدة - الطائف في اللحظات الأخيرة ليتوجه إلى أبها للمشاركة في بطولة النخبة الدولية الأولى التي ضمت الاتحاد السعودي والكرامة السوري والجيش المغربي.. أكثر من (رائدي) هاتفني خائفا من نتائج تلك المغامرة.. والتي ستكون انعكاساتها وخيمة على الفريق في دوري الممتاز.. وفسرها البعض بأنها ضربة النهاية.. إذ كيف لفريق صاعد مؤخراً ولم يشتد عوده بعد أن يستهل فترة التحضير بمشاركة قوية وبملاقاة فرق كبيرة تحمل علامة (الجودة) كالاتحاد والكرامة والجيش.. لكن مع تحقيق الرائد نتيجة مشرفة أمام الكرامة.. البطل السوري.. وصيف الأندية الآسيوية رفع الخائفون أياديهم عن قلوبهم.. وعبروا عن سعادتهم.. وأمنياتهم بالفوز بالبطولة لأول مرة في تاريخه الذي يمتد ل54 عاماً. واصل رائد التحدي معزوفته الكروية التي استمتع بها.. الاتحاد العميد الذي فتح بوابته فاسحاً المجال لمواجهة الجيش في اللقاء الحاسم.. وكان الأخير قد تربص جيداً ومنذ وصوله أبها أعلن رغبته الجادة في (احتلال) البطولة.. على اعتبار الرائد المغمور أحد ممتلكاته.. ويجب عليه التسليم المبكر بنتيجة المباراة دون مقاومة.. لأن الجيش قد يلجأ إلى استخدام كافة أوراقه من سلاح متطور.. يخضعه لاحتلال طويل الأجل.. يذكرنا بالأشهر الثمانية على احتلال الجار الشمالي للكويت الشقيق. حسناً.. كانت مقاومة أبناء رائد التحدي المتمثلة بالعصيان المدني (الكروي) ورفض فكرة سيطرة الجيش لشبر واحد من أرض ملعب الرائد.. وهكذا تجلت روح أبناء الفريق العالية في بروز قوة الرائد.. واستعداده الكبير لقهر الجيش من أجل الفوز بلقب البطولة.. وبصرف النظر عن معرفة نتيجة لقاء ما بعد المباراة بين الاتحاد والكرامة.. والتي اعتبرت (تحصيل حاصل)!! إذ إن الكأس في طريقها لعاصمة القصيم بعد أن تمت طباعة اسم الرائد على قاعدة الكأس مع المناسبة وتاريخها.. حقيقة ما أروعك.. رائد التحدي.. تخرج من بطولة فزت بها لتنال الثانية.. وفي النهاية تتحول ككرة ثلج.. تاريخ كبير.. عشاق (كثر).. مشوار حافل بالإنجازات.. لتستمر هكذا - رائداً - في مواصلة تقديم العروض الشيقة.. واعلم أن وجودك في ممتاز الموسم الجديد سيشكل إضافة فنية ايجابية على مسار الدوري خاصة من حيث كثافة الحضور الجماهير.. دامت أفراحك.. يا رائد التحدي.. يا نخب أول.. وسامحونا !! آمالنا في الصين باقية !! كفاية.. جلد للذات.. وكفاية بكائيات.. وسرد للآهات والحسرات من عدم حصول رياضيونا على أي ميدالية في أولمبياد بكين.. ذلك أن الكتاب كان مفتوحاً على مصراعيه قبل انطلاق الدورة.. ولم يتحرك أحد حينها بصدد الوقوف على إمكانية خلق حضور مشرف.. ولكن هل يمكن طي صفحات بكين وإغلاق ملف المشاركة مؤقتاً.. ومن ثم التفكير الجاد والخلاق لبناء تواجد سعودي فاعل ومؤثر في أولمبياد لندن المقبل! - دعونا من كل هذا.. فالذاكرة أعادتني للوراء قليلا حيث كان متنخبنا لكرة القدم قد أخفق في نهائيات كأس العالم التي أقيمت في ألمانيا.. وفجأة كان منتخبنا لذوي الاحتياجات الخاصة يمسح هزائم المنتخب (السوي) ويحولها إلى انتصارات على الأرض الألمانية.. ويتوج بالكأس بطلا.. وتقام الأفراح وتحيا الليالي الملاح ابتهاجاً بالمناسبة! - المشهد يتكرر.. لكن بزاوية مختلفة.. فبعد إخفاقات أولمبياد بكين.. هناك على الأرض الصينية ستنطلق فعاليات أولمبياد ذوي الاحتياجات الخاصة بعد أيام.. وبمشاركة أحبائنا من تلك الفئة في عدة مسابقات والذين تنتظرهم نتائج إيجابية والظفر بعدد من الميداليات.. والمحزن حقاً أن البعثة السعودية توجهت للصين دون (بهرجة) إعلامية وقد تعود إلى أرض الوطن من غير (حس ولا خبر) ذلك أن الرباع السعودي علي آل دحيليب الذي كان من المقرر مشاركته ضمن مسابقة رفع الأثقال بوزن 60كجم في أولمبياد بكين الحالي قد دخل التاريخ الرياضي من أوسع أبوابه.. وكان (الشغل الشاغل) لإعلامنا الرياضي جراء غيابه الذي لم تعرف أسبابه بعد.. لكنه - ذلك الرباع - نال شهرة عريضة أعتقد أنه لم يكن يحلم بها من قبل.. بل وربما لن ينال 10% فيما لو قد أحرز ذهبية المسابقة.. وهكذا صحت مقولة (الدنيا حظوظ). - آمالنا كبيرة في أبطالنا من ذوي الاحتياجات الخاصة بتكرار (سيناريو) ألمانيا والعمل على تعويض إخفاقات وفدنا السعودي في أولمبياد بكين! وسامحونا !!