أفرجت إسرائيل أمس الاثنين عن 198 أسيراً فلسطينياً بينهم اثنان من أقدم السجناء لديها، في مبادرة حسن نية حيال الرئيس الفلسطيني محمود عباس. وصعد المعتقلون الذين جمعوا صباحاً في معتقل عوفر إلى حافلات نقلتهم إلى حاجز بيتونيا القريب عند مدخل رام الله في الضفة الغربية. وكان مسؤولون في السلطة الفلسطينية بينهم الوزير المكلف بشؤون الأسرى أشرف العجرمي في استقبال الأسرى المحررين قبل أن يصعدوا إلى الحافلات. وقام عدد كبير من الأسرى بتقبيل الأرض لدى نزولهم من سيارات السجون الإسرائيلية التي نقلتهم. وكان في انتظارهم عند حاجز بيتونيا عشرات الأهل والأصدقاء. ومن هناك نقلوا إلى المقاطعة، المقر العام للسلطة الفلسطينية ليكون الرئيس الفلسطيني محمود عباس في استقبالهم. وأعلن عباس أمس أنه لن يوقع اتفاق سلام مع إسرائيل لا يتضمن تحرير جميع الأسرى الفلسطينيين. وقال عباس عند استقباله مجموعة من المعتقلين المفرج عنهم (لا شك أننا طلاب سلام وأننا نسعى إلى تحقيق ثوابتنا الوطنية جميعا، ولكن نقول لن يكون هناك سلام بدون تحرير جميع الأسرى). وأضاف (أن الفرحة بإطلاق سراح هؤلاء الأسرى لم تكتمل لوجود 11 ألف أسير في السجون الإسرائيلية). وبين المفرج عنهم أقدم معتقل فلسطيني في إسرائيل سعيد العتبة (56 عاما) المسجون منذ 1977 ومحمد إبراهيم أبو علي المعروف بأبو علي يطا الذي أمضى 28 عاما في السجون الإسرائيلية. والرجلان مدانان في إسرائيل بالضلوع في هجمات ضد الإسرائيليين تسببت بوقوع قتلى. وهي المرة الأولى التي تقبل فيها إسرائيل بالإفراج عن فلسطينيين ضالعين في مثل هذه العمليات. وقد نقل العتبة وأبو علي إلى المقاطعة في سيارتين منفصلتين. وقال العتبة (انه يوم عرس لكل المقاتلين من اجل الحرية والاستقلال). وأضاف (انه يوم عرس للشعب الفلسطيني، إلا أن فرحتنا لن تكتمل قبل الإفراج عن كل الأسرى الفلسطينيين). ولا تزال إسرائيل تعتقل أحد عشر ألف فلسطيني في سجونها. وحمل الفلسطينيون الذين تجمعوا في بيتونيا أعلاما فلسطينية وأعلام حركة فتح الصفراء وصور أسرى. وأنشدوا أغاني وطنية. ويأتي الإفراج عن هؤلاء الأسرى قبل ساعات من وصول وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس إلى إسرائيل لإجراء محادثات فيها وفي الأراضي الفلسطينية حول مفاوضات السلام الصعبة بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني.