لا يختلف اثنان على المكانة الكبيرة التي يحتلها النجم الكبير محمد الدعيع على خارطة كرة القدم السعودية.. فالعملاق الآسيوي الكبير قدم الكثير والكثير لبلاده سواء مع المنتخب السعودي الأول أو مع ناديه الهلال.. حيث أصبح الدعيع علامة فارقة في كل الإنجازات السعودية والهلالية في السنوات الأخيرة بل ومنذ انتقاله إلى الهلال قادماً من الطائي. غير أن ما يحدث حالياً بين الدعيع وناديه يسيء كثيراً للنجم الكبير ويخدش تاريخه الحافل.. وقد تكون الشرارة الأولى في ابتعاد الدعيع عن الالتحاق بصفوف فريقه الذي يقيم معسكراً جاداً وقوياً في أوروبا يحتاج فيه للدعيع حاجة قصوى أقول قد تكون الشرارة هي القرار المتسرع الذي أعلنه بعد قيادته للهلال بالفوز على الاتفاق في نهائي كأس ولي العهد.. حيث عبر القرار المتسرع والانفعالي الذي صدر وقتها عن عدم استقرار نفسي يعيشه النجم المحبوب خلال هذه الفترة.. فالقرار الاعتزالي فاجأ الجميع وأصابهم بالدهشة سواء في توقيته أو طريقته أو حتى أحاديثه وهو ما يعكس الوضع الذي وصل إليه الدعيع في علاقته بالكرة واستمراره متألقاً من عدمه.. فاللاعب المحترف وخصوصاً حين يكون في مكانة ونجومية وخبرة وتجربة الدعيع سيكون تحت المجهر وكل خطواته محسوبة عليه.. وهو في الأصل مرتبط بعقد احترافي ملزم بتنفيذ كل بنوده وهو ما يعني إلزامية خضوعه للنادي وقواننيه حتى نهاية العقد. صحيح أن التقدير الذي يحظى به الدعيع من الهلاليين ومحبة اللاعب الكبيرة لفريقه تجعل مثل هذه الأمور بعيدة عن الإطار الرسمي لكن غير المقبول هو هذا التهرب وعدم الالتزام في الالتحاق بفريقه والغموض في التعامل مع الوضع للدرجة التي جعلت أمراً داخلياً وهامشياً بسيطاً مسبباته سوء الفهم من قبل أحد رجال الأمن يصل للإعلام ويضخم بهذه الدرجة التي تهدد استمرار اللاعب وعلاقته بناديه. الدعيع نجم كبير ومحبوب ولا أحد يتمنى أن يخدش تاريخه بهكذا تصرفات فإما أن يلتزم مع فريقه وزملائه ويلتحق بالمعسكر وهو ما يسعد كل جماهيره.. وإما أن يعلنها صريحة لرجالات ناديه وإدارته بعدم الرغبة في الاستمرار بالملاعب وبالتالي يتم تكريمه التكريم اللائق بتاريخه الناصع ونجوميته على مدى أكثر من عشرين عاماً مضت.. فالدعيع ملك للوطن وللكرة السعودية وأمره يهم كل الرياضيين ولن يقبل منه مثل هذا الانفعال والتصرف مع ناديه بمثل هذه الطريقة لأن الواضح أن النجم الكبير بحاجة لمراجعة الكثير من حساباته الخاطئة في التعامل مع هذه القضية والاعتذار عن المعسكر لن يكون بهذه الطريقة بأي حال من الأحوال يا محمد فأنت قدوة لكل اللاعبين والتاريخ الذي لم يتبق لك منه الكثير سيحفظ كل ذلك على مدى الزمن.. فهل فهمت؟!