إعداد : سامي اليوسف السلطة الرابعة.. زاوية أسبوعية نستضيف فيها أحد الزملاء الإعلاميين ونطرح عليه عددا من الأسئلة حول الأحداث والشخصيات والأندية والمواقف. قد نتفق أو نختلف معه ولكن تبقى آراؤه تمثله شخصياً وضيفنا اليوم المذيع صاحب الصوت الظاهرة «محمد السقا» فماذا قال.. * هل أصبحت أوربت توفر الغطاء الإعلامي فقط للمذيع اللامع صاحب المهارات والمناصب المتعددة محمد السقا؟ - أوربت هي البيت الوسيع والصدر الرحيب الذي احتضن محمد السقا وقدم له الفرصة ليطور موهبته ومهاراته الإعلامية بكل أشكالها. في أوربت تعلمت كيف أتعامل بمهنية واحترافية مع الجماهير والمشاهدين باحترام ذكائهم وتقدير مختلف خلفياتهم الثقافية والاجتماعية. وتعلمت الكثير عن حساسية المايكروفون والتلفزيون خصوصاً في النقل المباشر من قلب الحدث وخلال البرامج المباشرة. تعلمت في أوربت كيف أستمتع بالدقائق التي أظهر فيها على الهواء مباشرة سواءً بمفردي أو مع ضيف أو مجموعة ضيوف من الملعب أو الاستديو. وتعلمت في أوربت كيف يكون التقديم وإدارة الحوار بشكل بعيد عن الرتابة والملل. هذه أوربت، وهكذا أود أن يراها الناس .. بعيني محمد السقا. * تنقلت بين عشر شركات من العيار الثقيل، لكنك بقيت كمذيع ثابتا في الغالب مع أوربت .. هل إصرارك على البقاء نوع من الولاء أم شعور بالأمان الوظيفي؟ - يجب أن تعرف أن رحلتي الإعلامية بدأت قبل أوربت بسنوات عديدة متعاوناً مع القسم الإنجليزي بإذاعة الرياض ثم القناة الثانية بالتلفزيون السعودي. ثم جاءت مرحلة أوربت التي كانت في البداية بنفس الطريقة حتى كأس العالم 1998 بفرنسا التي انتقلت عقبها إلى مرحلة العمل الرسمي مذيعا ميدانياً حتى عام 2002. بعدها توجهت للعمل في مجال العلاقات العامة والاتصالات التسويقية بشركة مايكروسوفت العالمية. تعاونت في تلك الفترة مع القناة الرياضية. ثم دشنت أوربت (المركز الرياضي) في 2003 فكانت العودة إليها مجدداً متعاوناً في تقديم هذا البرنامج. * بعد أن أنتقل الدوري السعودي من أوربت إلى art ماذا تغير برأيك؟ - تغير الكثير والكثير. في أوربت فقدنا الكثير من المتابعة الجماهيرية وهو أمر طبيعي. كنا نقدم (المركز الرياضي) في 15 ساعة أسبوعيا بمعدل 3 ساعات في خمسة أيام، وأصبحت 5 ساعات فقط في الأسبوع عندما ذهب الدوري السعودي. تخيل برنامجاً يقدمه ياسر علي ديب وماجد الحميدي ومحمد السقا في ثلاث ساعات، يتحول إلى ساعة واحدة مع مذيع واحد من المذكورين؟ صعبةّّّ! وهذا يعبر عن واقع الحال. أصبح سؤال (وينك أستاذ محمد اختفيت عن الشاشة؟) يتردد كثيراً على مسمعي في كل مكان. الحق يقال، الابتعاد عن ساحة الحدث الرياضي أمر مزعج. * بماذا اصطدمت تجربتك القصيرة جدا مع قنوات art؟ ولماذا عدت سريعا إلى أوربت بعد تقديمك الاستقالة؟ - لم أنتقل رسمياً إلى art حتى أستقيل. كان ذلك خلال الفترة التي سبقت بداية المركز الرياضي بأوربت، حيث فاتحني الأخ حسين الشمري - الذي كان قد غادر أوربت رسمياً إلى art- حول إمكانية الانضمام إلى الشبكة الشقيقة التي أكن لها الاحترام والتقدير. وكانت هناك موافقة مبدئية. سافرت إلى جدة لتغطية مباراة -كمذيع ميداني- بين الأهلي السعودي ونادي لا أذكر اسمه في بطولة للأندية الآسيوية، ولم أظهر على الشاشة لظروف فنية أدت إلى الاكتفاء بالتغطية من الأستديو الذي كان يستضيفه أستاذنا الكبير علي داود، وبعد العودة إلى الرياض، استخرت الله عز وجل الذي لم يكتب استمرار التجربة. والحمد لله على كل حال. * هل ميولك الهلالية غير معلنة هي من منعتك من المشاركة في تقديم مهرجان تكريم ماجد عبدالله؟ - ليس للأمر أي علاقة بالميول أو غيرها. فقد كنت على أتم الاستعداد لتقديم مهرجان اعتزال الكابتن ماجد عبدالله وهو شرف كبير بالتأكيد. لكن ببساطة لم يخاطبني أو يطلب مني أحد ذلك. واسمح لي أن أكشف هنا أنني أرسلت رسالة جوال إلى الكابتن ماجد قلت فيها إنني على أتم استعداد للتشرف بخدمته بأي دور وشكل يراه مناسباً في مهرجان اعتزاله. يا سيدي ماجد نجم كبير قدم الكثير للرياضة عموماً وكرة القدم خصوصاً محلياً وإقليمياً ودولياً، لذلك حقه علينا أن نقف معه جميعاً كإعلاميين وجماهير في يوم تكريمه، وهو يوم الوفاء لتاريخه، واليوم الذي نقول له جميعا بصوت واحد (شكراً ماجد)، كما قلناها سابقا لسامي الجابر ويوسف الثنيان ومحيسن الجمعان وصالح النعيمة. لم يصلني أي رد من ماجد أو اتصال من الفريق العامل بمهرجان اعتزاله. واستمتعت بمتابعة أخي وزميلي تركي العجمة في تقديم المناسبة. بعيدا عن الميول، أنا مع نجومنا في كل الألعاب يوم تكريمهم مهما كانت أنديتهم، وهذه رسالة أوجهها عبر العزيزة (الجزيرة). ولا أنسى النجم الكبير والأخ محيسن الجمعان الذي شرفني بالعمل في الفلم الوثائقي الذي يحكي مسيرته الرياضية من كتابة سيناريو وتقديم وإجراء مقابلات. * صف لي مشاعرك وأنت تشارك في حفل اعتزال وتكريم الأسطورة سامي الجابر؟ - مشاعر لا يمكن وصفها في كلمات. يكفيني فخراً ما قاله أخي العزيز عادل البطي من أن سامي الجابر اختار محمد السقا لتقديم حفل اعتزاله من بين أسماء عديدة لرواد في تقديم المناسبات الجماهيرية بالعالم العربي. كانت مناسبة (غير). ما أروع الوقوف أمام أكثر من سبعين ألف متفرج يهتفون معك ويحيون الحفل والمهرجان بروح ووفاء ومشاعر تلتهب حماساً وهي تكرم وتودع نجماً طالما أسعدهم ورسم البسمة على وجوههم. * محمد السقا صوت يألفه ويعرفه كل سكان المملكة في المنزل والجوال والمكتب، هل أصبحت ظاهرة صوتية؟ وهل شهرة صوتك طغت على شهرتك كإعلامي؟ - بل يكملان بعضهما البعض. تصيبني الدهشة عندما يتعرف علي شخص من صوتي فيقول: (أنت صاحب رسالة .. إن الهاتف المطلوب لا يمكن الاتصال به الآن؟) أو: (الله يعينك على اللي يجيك من دعوات!). الحمد لله فهذه الشهرة فضل كبير من الله أرجو أن يوفقني لشكره والمحافظة عليه. * بدأت مذيعا ميدانيا ثم تحولت إلى تقديم البرامج في أوربت، إلى من تحن وفي أيهما تبدع أكثر الميدان أم الاستديو؟ وما الفارق بينهما؟ - لا شيء يعلو متعة العمل الميداني. متعب ومرهق هو بالتأكيد لكنه لذيذ ورائع وحافل بالتحديات لأنك تعمل على الهواء مباشرةً. كل العيون عليك، وهي لحظات إما أن تنجح فيها بإبقاء المشاهدين متسمرين أمام الشاشة أو يتحولون إلى قناة أخرى. قبل بضعة أشهر كنت بالمصعد في أحد بنوك الرياض حيث استوقفني شاب ليعطيني مقطع (بلوتوث) لمقابلة تلفزيونية مع صاحب السمو الملكي الأمير عبدالرحمن بن سعود يرحمه الله قبل سنوات طويلة قال إنه يحتفظ بها في جواله منذ فترة بعيدة ويعتبرها من أجمل ما شاهد من حوارات ساخنة مباشرة. أجريت ذلك اللقاء عقب مباراة النصر والشباب في دور الثمانية ببطولة كأس ولي العهد قبل سبع أو ثمان سنوات وفاز به الشباب. تمر السنوات وتبقى متعة هذه اللقاءات وذكرياتها الجميلة التي تتحدث عنها الجماهير في مناسبات مختلفة. الإبداع وارد في الاستديو والميدان لكن متعة العمل الميداني أكبر لأنك عندما تتفوق فإن ذلك يحدث في ظروف صعبة بدءاً من الطقس الذي قد يكون ممطراً أو عاصفاً و مغبراً، مروراً بمشكلات الضيوف الذين قد يرفضون إجراء مقابلات أو إعطاء تصريحات، وانتهاءً بصعوبة الحصول على معلومات معينة. في الأستديو يكون الأمر أكثر هدوءاً وتنظيما وراحة وترتيباً. * تصادمت كثيرا مع زميلك المذيع حسين الشمري.. هل لنا أن نعرف حقيقة خلافك معه؟ - يا سيدي ألا يختلف الأخ مع أخيه؟ ألا يتشاكل الإنسان مع أعز أصدقائه؟ عندما تعمل فأنت بالتأكيد معرض للخطأ، وكل يرى الخطأ والتصرف المناسب والعلاج بوجهة نظر مختلفة، فالعقول والنفوس تختلف وتتباين. واختلافي مع أخي حسين كان في وجهات النظر حول العمل وطريقة تنفيذه ليس أكثر. أبو نور أخ حبيب وصديق عزيز أدعو الله له بالشفاء من الوعكة الصحية التي ألمت به. * برأيك كيف يصل الأخضر مع المدرب الوطني ناصر الجوهر إلى نهائيات كاس العالم 2010؟ (لا أبحث هنا عن إجابة ذات كلام منمق أو إنشائي، بل إلى إجابة ترتكز على معطيات فنية). - لا نبحث عن الوصول بقدر ما نريد تمثيلاً مشرفاً في كأس العالم 2010. نتمنى ظهوراً خامساً مميزاً في جنوب إفريقيا (أو ألمانيا أو استراليا إذا قرر الفيفا نقل البطولة) إن شاء الله تعالى. وأرى ذلك ممكناً بمجموعة من برامج الإعداد الفني والنفسي. التجربة التركية ما زالت حية في عقولنا وقلوبنا. كانوا قاب قوسين أو أدنى من نهائي أمم أوروبا 2008 رغم النقص الذي قارب منتخباً كاملاً. الحماس.. الإرادة.. العزيمة.. والتصميم عوامل تعوض غياب الخبرة العالمية، والتجربة خير برهان. أتمنى أن نستفيد من قدرات خبراء مميزين في الإعداد والتحفيز النفسي مثل الدكتور رشاد فقيها الذي نجح بامتياز مع فريق النصر في نهائي كأس الأمير فيصل بن فهد يرحمه الله. فنيا، أثبت الكابتن ناصر الجوهر أنه قادر على صناعة الفارق كما فعل في كأس أمم آسيا بلبنان عام 2000 وفي كأس الخليج الخامسة عشرة بالرياض. أعتقد أن الأخضر بحاجة لخوض مباريات دولية كثيرة أمام منتخبات وفرق عالمية وفي أجواء مختلفة. وأود أن أرى مع الكابتن ناصر الجوهر أسماء وطنية أخرى مثل يوسف خميس أو عبدالعزيز الخالد أو علي كميخ أو خالد القروني ليكون مدرباً فيما يتولى ناصر الجوهر مسؤولية المدير الفني. بوجود طاقم فني وآخر للإعداد الذهني والنفسي، أعتقد أننا مقبلون إن شاء الله تعالى على مشاركة خامسة لا تقل نجاحاً عن الظهور الأول في الولاياتالمتحدة عام 1994. وأختم بعبارة يستخدمها محلل أوربت واللاعب الدولي السابق الكابتن أسامة خليل لوصف ناصر الجوهر وهي (صديق النجاح). ما أجمله من وصف. * طالب الشيخ سعد البريك بمزاولة الرياضة البدنية في مدارس البنات مساءً.. وقال (ليس ثمة ما يمنع منها شرعا وعقلا لبناتنا ونسائنا لتأمين الحد الأدنى من اللياقة لهن).. ما تعليقك؟ - لا أعلق بل أؤيد ما قاله الشيخ البريك لأن في ذلك خير لصحة المرأة عقلاً وجسماً وهي الأم والأخت والزوجة والابنة. وعندما تتمتع باللياقة فستكون قادرة على أداء مسؤولياتها بشكل أفضل في البيت والمدرسة وكل مكان تعمل فيه، وبالتالي ستخدم بيئتها وأمتها بفعالية أكبر. * في كثير من مشاركات الأندية والمنتخبات الوطنية الخارجية والدولية نشاهد المرأة السعودية في المدرجات.. هل تؤيد تواجدها في المدرجات في البطولات المحلية بشرط توفير مدرجات خاصة بالنساء في ملاعبنا؟ - أخي الكريم سامي: أنا ابن هذه الملاعب، فقد مشيت على عشبها ومضاميرها وصعدت مدرجاتها خلال عملي الميداني، وشاهدت الجماهير التي طالما عمرتها وهتفت عليها. وأرى من خلال هذه الخبرة أن متابعة المرأة السعودية لمباريات البطولات المحلية في الملعب أمر غير ملائم لحشمتها واحترامها حتى ولو تم ذلك عبر مدرجات خاصة بالنساء، لأن الحدث ينطوي على تطورات كثيرة متوقعة وغير متوقعة قد تفرز صوراً وألفاظاً غير لائقة ومزعجة للحضور من الرجال ناهيك عن النساء. * كلمة أخيرة؟ ما كان لرحلتي أن تستمر لولا توفيق الله وفضله ومنه ثم دعم عدد كبير من الإعلاميين والأصدقاء أمثال محمد العبدي، سعد المهدي، علي الشريف، خلف ملفي، صالح الطريقي، عائض الحربي، أحمد العجلان، عبدالله الضويحي، مساعد العصيمي، مساعد العبدلي، سعد السبيعي، عبدالكريم الجاسر، عبدالرحمن الجماز، عادل عصام الدين، وعمار خلف. أقول لكل هؤلاء الإخوة الكرام: شكراً لكم على دعمكم ومساندتكم.. وأرجو أن أكون دائماً عند حسن ظنكم. والشكر الجزيل لك أخي سامي على طرحك الجميل في السلطة الرابعة.