إنك من خلال حكمك على شخص ما فإنك - أحياناً - لا تحكم عليه فقط. بل إن هذا الحكم يسري إلى عائلة هذا الشخص وربما قبيلته وبلده لأنك تحكم عليهم من خلال هذا الشخص أو ذلك التصرف. إذا عرفت إنساناً على خلق كريم حكمتَ على أن كل أسرته من خلال هذا الإنسان على ذي الخلق الكريم. ولو رأيت إنساناً بدر منه شراسة في خلق فإنك بطريقة (لا شعورية) تحكم وترى أن كل عشيرة هذا الرجل على مثل هذا المنوال السيئ. * وإذا كان هذا صحيحاً في عمومه فإنه - في تقديري - ليس قاعدة في كل الأحوال وكل الأزمان.. فكم من امرئ اتصف بأسوأ الصفات وهو من أسرة كريمة نبيلة. بل إنك تجد أخوين شقيقين: أحدهما يتمتع بأفضل السجايا وأنبلها، وشقيقه الآخر يجسد أسوأ الأخلاق وأشنعها. لكن مع هذا يظل الأمر في عمومه صحيحاً، لكن الأهم أن مسؤولية الفرد كبيرة جداً. فهو ليس مسؤولاً عن نفسه، بل وعن كل من يمثله من عائلة أو قبيلة أو وطن. إن الناس يكونون انطباعاتهم عن أولئك من خلال فرد واحد، ويسحبون كل صفة سواء كانت مضيئة أو مظلمة من خلال ما يرونه من سلوك فردي. * تُرى كم تُظلم أسرة أو حتى وطن بسبب تصرف فردي أهوج. وكم ترتفع أسرة أو وطن من خلال سلوك فردي مضيء ورائع. هناك حقيقة يجب ألا تغيب من خلال انفعالنا بعمل رديء أو تعامل مشوه، فليس كل منبت جيد ينتج نباتاً حسناً، (فليس في كل عود ريحة العود)، وكذلك الشأن في المعادلة الأخرى، فليس كل منبت سيئ يخرج نباتاً سيئاً. إن الحصيف من لا يحكم على أسرة من خلال شخص.. أو على وطن من خلال موقف واحد سواء أكان الحكم سلبياً أو إيجابياً. التعميم ببساطة كما يقول المناطقة: (هو لغة الحمقى) ولا يجرمنك شنآن قوم على ألا تعدل.. لتعدل فهو أقرب للتقوى. -2- د. الرشيد أجل كن عاطفياً..! * لا أدري هل (العاطفة) تهمة حتى يعذل الناس من يحاول أن يخضِّب بها قراره أو رأيه أو تصرفه. العاطفة غير الهوى العاطفة رحمة ورقة وعطف بينما الهوى ميل وانحراف وأحياناً ظلم لكم شدتني مقالة لمعالي د. محمد بن أحمد الرشيد الذي إن خسرناه وزيراً فقد كسبناه كاتباً قديراً يطرح موضوعات اجتماعية وثقافية من (وحي) تجربته متكئاً على ساعد ثقافته بأسلوب عربي مبين! لقد توقفت معجباً بمقالة كتبها بصحيفة (الرياض) حملت عنوان (حديث الثلاثاء: خواطر متداخلة) طرح فيها موضوع أولئك الذين تمتلئ وديان ذواتهم بورود المشاعر الجميلة، فتتأرّج كلماتهم وآراؤهم بعبق المحبة، والعاطفة الجميلة.. وما أجمل تلك العبارة الآسرة التي ختم بها مقالته: (إني أرى فيمن يعذلون الآخرين بقولهم - لا تكن عاطفياً - أنهم غير محقين.. فكيف يكون هناك إنسان حقيقي بلا عاطفة.. بل إني أرى أن الشعور والعاطفة والوجدان تمثل أساس الحياة الإنسانية في جوانبها المعنوية - والتي تنطلق للجوانب الأخرى - ومنها الاجتماعية). أجل - يا أبا أحمد.. ماذا يكون الإنسان بلا مشاعر سواء كان أميراً أم خفيراً أم وزيراً أو مسؤولاً! إننا (بالعاطفة) نقلّص أو نحاول أن نقلّص من أشجان الحياة، لنوشحها بأردية المودة، ونلونها بمشاعر الدفء تجاه الغالين علينا أو البعيدين علينا. -3- سماء النجوم وراتب الشهر ** في صفحة (سماء النجوم) بصحيفة (الجزيرة) الخميسية المنوعة التي يطوف معدها أ. فواز أبو نيان بقرائها إلى فضاءات الكلمة الأخاذة وعالم الكتّاب الثري.. في هذه الصفحة اللطيفة قرأت هذه الأبيات المعبرة للشاعر محمود غنيم الذي يصف فيها حاله مع راتبه (الشهري) وأزعم أنه يمثل في (حاله) هذه 90% من الموظفين.. وهذه هي الأبيات الصادقة: ((ولي راتب كالماء تحويه راحتي فيُفلت من بين الأصابع هاربا إذا استأذن الشهر التفتّ فلم أجد إلى جانبي إلا غريماً مطالباً فأمسيتُ أرجو نعيه يوم وضعه وليس الذي يمضي من العمر آيبا)) ولا عزاء للموظفين!! آخر الجداول ((أتريد أن تكون سعيداً يوماً واحدا؟ حل لذيذاً. أتريد أن تكون سعيداً أسبوعاً؟ سافر. أتريد أن تكون سعيداً شهراً؟ تزوج. أتريد أن تكون سعيداً طول حياتك؟ عليك بالدين)) (مثل نورماندي) فاكس 014565576 - الرياض 11499 - ص.ب 40104 [email protected]