هناك الكثير من القيادات النسائية الناجحة في بلادنا في القطاعين العام والخاص، والحديث هنا عن شريحة من (القيادات النسائية) وهنا نطلق عليهن قيادات لأنهن في مراكز قيادية وليس على أنهن يطبقن الأساليب القيادية الناجحة، حيث يطبقن أساليب إدارية تقليدية على العاملات معهن، وبحكم أن أغلب القيادات النسائية تعمل في الحقل التعليمي، (كما أن تلك الأساليب مستخدمة أيضاً من بعض القيادات الرجالية)، فإن المثال الواضح في هذا المجال سيكون عن بعض مديرات المدارس والموجهات التربويات في الحقل التعليمي سواء العام أو الخاص، فبعض هذه القيادات يستخدمن أساليب تقليدية في إدارة العاملات والمعلمات، ومن تلك الأساليب على سبيل المثال لا الحصر ما يلي: 1- الإدارة بالشلة: وهي أن تكون لدى المديرة أو الموجهة شلة خاصة بها ومحسوبة عليها، والكثير من الأمور لمن في هذه الشلة ميسرة من استئذان بالخروج أو أن عدد الحصص يكون مريحاً أو عدم إعطائها حصصاً احتياطية وغيرها من التسهيلات التي تمنح لمن ينتمي لهذه الشلة، حيث يتم تقدم المعلومات والوشايات للمديرة من عضوات الشلة، كما أن هذا الانتماء إلى شلة المديرة يمكن ملاحظته من قبل جميع المعلمات في المدرسة. 2- الإدارة بالصوت العالي: وهو أسلوب لمحاولة إسكات الآخرين حيث تلجأ إليه المديرة أو الموجهة اعتقاداً منها أنه الأسلوب الصحيح في التعامل مع المعلمات والإداريات، وهو أسلوب يدل على التقليدية القديمة حيث إنه كان يستخدم في ذلك الوقت لتخويف العاملين ونهرهم لكي يقوموا بما هو مطلوب منهم، أما اليوم فأن الأمر يختلف تماماً، حيث إن الموظف وصاحب العمل يحكمهما اللوائح وأنظمة ولكلٍّ دوره وواجبه وله حقوقه. 3- الإدارة بالعاطفة المنحازة: وهي أن الأداء الجيد ليس الحكم في التعامل والتقدير بل لأن المهم هو ما هي علاقتك الشخصية بالمديرة أو الموجهة، ولاشك أن العلاقة الودية بين المديرة والمعلمة مطلوبة في بيئة العمل، لكن إذا طغت تلك العلاقة وأصبحت هي الأساس والمحرك للعمل أو على حساب العمل فهنا تصبح مشكلة وغير مقبولة، حيث تصبح الإدارة هي إدارة النادي حسب نظرية الشبكة الإدارية والتي تعني اهتمام عالي بالعلاقات الإنسانية واهتمام منفخض في العمل أو الإنتاج. 4- الإدارة بالكرباج أو العقاب: هي استخدام الشدة غير المبررة في العمل وذلك باللجوء إلى أسلوب التحفيز السلبي (العقاب أو التهديد بالعقاب) كخيار أول في التعامل مع العاملات، والكل يعلم أن العقاب هو آخر العلاج، فهناك طرق وأساليب تستخدم بالتدرج لكي تعمل على تحسين الأداء أو التخلي عن السلوك السلبي في العمل. 5- عدم القدرة على حل المشكلات والصراعات: من الطبيعي أن تحدث المشكلات والصراعات بين المعلمات أنفسهن أو بين العاملات والإدارة في المدرسة أو الموجهة، ولكن من غير الطبيعي أن لا يوجد أحد في داخل المدرسة أو خارجها قادر على حل تلك المشكلات أو الصراعات، حيث تترك هذه المشكلات والصراعات دون حل يذكر فتتفاقم وتصل إلى دراجات يصعب حلها، وقد تتكرر تلك المشكلات والصراعات بين نفس العاملات أوالمعلمات في نفس المدرسة أو في مدارس أخرى مع نفس الموجهة، ومن المعروف أن من أهم أدوار القيادة في العمل الإداري هو حل المشكلات والصراعات في بيئة العمل. 6- تغليب المصلحة الشخصية على مصلحة العمل: فنجد أن بعض القيادات تتصرف في العمل من وحي أهوائها ومصالحها الشخصية بغض النظر عن المصلحة العامة، وهذا لاشك عائق كبير في تقديم الخدمة التعليمية المطلوبة. 7- التعالي والشعور بالفوقية: وهي أن ترى المديرة أو الموجهة نفسها وأنها السلطة الأوحد ولا سلطة عليها ولأن لها علاقات جيدة في الإدارات العليا المشرفة عليها، وبذلك تتعامل مع العاملات والمعلمات من منطلق أن لا أحد يقدر على النقاش أو التفاهم في الأوامر والتوجيهات، وعلى الجميع التنفيذ دون نقاش. وهنا أوردت هذه السلبيات الإدارية والتي تمارس بشكل متكرر في المدارس والجهات الأخرى وذلك نظراً لتأثيرها السلبي على أداء العمل بالنسبة للعنصر المهم في العملية التعليمية وهي المعلمة والتي يجب تحفيزها وتشجيعها وتوفير البيئة الإدارية والمادية المناسبة لها لكي تعطي ما لديها من مهارات وعلم لطالباتها للرفع من درجة تحصيلهن في مراحل التعليم المختلفة، ولاشك بأن المعلمة المنشغلة بالمشكلات والصراعات الإدارية والسلبيات الأخرى سوف تكون محبطة وغير قادرة على العطاء. ولتلافي مثل هذه السلبيات، فإن على الجهات المسؤولة العمل المستمر على تدريب تلك القيادات وذلك لأن أغلبهن كن معلمات وبعد ذلك أصبحن إداريات أو قياديات يتعاملن مع عاملات ومعلمات وليس مع طالبات، ويحكم هذا التعامل نظم ولوائح وطرق تعامل تختلف بشكل كامل عن التعامل مع الطالبات، وهذا التعامل يحتاج إلى تدريب على الأساليب الإدارية الحديثة وكذلك طرق وأساليب التعامل مع العاملات والمعلمات، ومن تلك المواضيع التدريبية (القيادة الإدارية، حل المشكلات واتخاذ القرارات، الإشراف الإداري، توزيع العمل، التعامل مع العاملات والزميلات، التخطيط، وغيرها من المهارات الإدارية المختلفة، كما أن التدريب على التعريف بالنظم واللوائح التي تحكم العمل مهمة أيضاً). كما أن على تلك الجهات المسؤولة القيام بالتقييم الجدي والموضوعي والمستمر لتلك القيادات وعدم ترك الأمور دون رقيب أو حسيب، ومحاسبة المقصرة ومكافأة المجدة والعمل على حل المشكلات والصراعات وليس إخمادها لفترة وما تلبث أن تخرج إلى السطح مرة أخرى مع نفس العاملات أو المعلمات في نفس المكان، ولاشك أن الهدف من وجود القيادات النسائية في المدارس ومكاتب الإشراف هو لتسهيل العملية التعليمية ومساعدة المعلمات للقيام بدورهن في تلك العملية وليس لتعقدهن لأهداف وأهواء شخصية بحتة ليس لها إي علاقة بالعمل. والله من وراء القصد.،.،. * أستاذ القيادة الإدارية المساعد بمعهد الإدارة العامة