الموظف الجديد الذي يبدأ خدمته لوطنه سواء في القطاع الحكومي أو القطاع الأهلي، يحتاج إلى العناية والرعاية من رؤسائه وزملائه فهو يدخل الخدمة بشخصه وبما لديه من مؤهلات ومهارات وقد لا يكون لديه في الغالب خلفية عن العمل بأبجدياته وإجراءاته وأنظمته ولذلك فهو في حاجة إلى من يسهل له ذلك سواء بالأسوة الحسنة من رؤسائه وزملائه أو عن طريق التوجيه والمتابعة، فالموظف الجديد قد يكون جاء للعمل وهو مندفع ومتلهف للخدمة والتعرف على إجراءاتها وتعليماتها وواقعها إلا أن عدم الاهتمام به أو ربما عدم اهتمام رؤسائه بأعماله قد يولد لديه الإحباط وبالتالي لن يتاح للجهة التي التحق بها هذا الموظف فرصة اختباره في سنة التجربة وضرورة اجتيازه لها بنجاح وهي الفترة التي تهدف إلى تهيئة الموظف الجديد من الناحية العملية لممارسة مهام الوظيفة التي عين عليها وترسيخ المفاهيم الأساسية للخدمة لديه وهو ما يؤدي بالتالي للكشف عن قدراته وميوله والتحقق من مدى صلاحيته وهي من دون شك مسؤولية كبيرة، وأمانة ثقيلة تقعان على عاتق الرؤساء والمسؤولين، فالعناية بالموظف الجديد والأخذ بيده والاهتمام به سوف ينتج عنه في الغالب صلاحية هذا الموظف ومناسبته للاستمرار في الخدمة أما إذا حصل عكس ذلك وهو عدم رعاية الموظف الجديد ومتابعته والاهتمام به فإن ذلك سوف يؤدي إما إلى استبعاده من الخدمة مع أن لديه الاستعداد والاندفاع لها وذلك لأن عدم اهتمام جهته به قد يؤدي إلى عدم تجاوزه فترة التجربة، ومن ناحية أخرى قد يؤدي عدم الاهتمام بالموظف خلال فترة التجربة بسبب عدم النظرة الجدية من كثير من المشرفين لفترة التجربة إلى تثبيت شخص في الخدمة مع عدم توفر الاستعداد لديه للخدمة بجدية وإخلاص إضافة إلى أنه قد يوجد خارج الخدمة من ينتظر الالتحاق بها من هو أفضل منه. لذلك فإنه من أجل الوصول إلى فترة تجربة حقيقية تكون معياراً ودليلاً على صلاحية الموظف الجديد وجدارته بالاستمرار في الخدمة فإن ذلك يتطلب العديد من الإجراءات والواجبات المطلوبة من جهة العمل ومنها ما يلي: - تهيئة المكتب المناسب للموظف وتجهيزه بمتطلبات العمل من أدوات وأنظمة وتعليمات. - تمكين الموظف من ممارسة مهام الوظيفة المثبت عليها. - إيضاح واجباته الوظيفية وحقوقه المترتبة على التزامه بتلك الواجبات. - أن يكون رؤساؤه وزملاؤه أسوة حسنة له في الانضباط والإخلاص والدقة في العمل والتعامل مع الناس بروح طيبة وأخلاق عالية. - ضرورة الالتقاء به والتحدث إليه من حين لآخر ومتابعته من حيث الأداء والانضباط من قبل رؤسائه. - إتاحة الفرصة له للتعرف على طبيعة عمل جهته وتمكينه من زيارة الإدارات والقطاعات التابعة لجهة عمله للتعرف على زملائه وطبيعة عمل تلك الإدارات. - إعداد تقرير عنه من خلال فترة التجربة على أن توضح له إيجابياته فتدفعه للمزيد منها كما توضح له سلبياته لكي يعمل على تلافيها وعدم تكرارها. كما أن على الموظف الجديد لكي يتجاوز فترة التجربة بنجاح وبالتالي استمراره في الخدمة العديد من الواجبات منها ما يلي: - الاطلاع على الأنظمة التي تحدد حقوقه وواجباته. - أن يطلع على ملفات وأساسات الأعمال التابعة لإداراته لكي يتعرف على أساليب وإجراءات العمل ولكي تتوفر لديه الخلفية عن مهام ونشاط الإدارة التي يعمل بها. - أن يتعاون مع زملائه وأن يكون دائماً على اتصال بهم فيما يشكل عليه في عمله. - أن يحترم رؤساءه ويقدرهم وينفذ تعليماتهم. - أن يحسن التعامل مع المراجعين وأن يكون شعاره في ذلك العدل والمساواة بينهم. - أن يتفرغ لأعمال وظيفته وأن لا يجمع بينها وبين عمل آخر في مجال التجارة أو نحوها. - أن يتحلى بالأخلاق الفاضلة كالحلم والصدق والصبر والترفع عن الأعمال المشينة. - أن يحرص على الانضباط في العمل حضوراً وتواجداً وانصرافاً في بداية حياته الوظيفية لكي يكون ذلك عادة مترسخة لديه خلال مدة خدماته. وبعد فإنه بتوفر هذه العوامل سواء من قبل الجهة التي يعمل بها الموظف الجديد أو من قبل الموظف الجديد نفسه فإن ذلك سوف يؤدي بإذن الله إلى فترة تجربة ناجحة ورعاية موفقة للموظف الجديد وهو ما يؤدي بالتالي إلى تحقيق الهدف العام وهو قيام هذا الموظف بخدمة وطنه ومجتمعه عن طريق الوظيفة التي عين عليها بالدقة والأمانة والانضباط والولاء والإخلاص.