كانت المرأة في الجاهلية مهضومة الحقوق مسلوبة الكرامة ومستغل ضعفها أيما استغلال وتسيدها الرجل ونهبها استقلالها بدليل أنها لا ترث وتدفن وهي حية وقد ذكر الله سبحانه وتعالى ذلك وإذا الموءودة سئلت بأي ذنب قتلت وجعلها مطية لاشباع غرائزه وقضاء حاجاته، فكانت لعبته التي يتسلى بها هو ومن أحب وأراد ومقابل ذاك كانت المرأة في الجاهلية تتزين بما يهيج غرائز الذكور وتتبرح تبرجاً تستعطف به نخوتي الرجال باحثة عن ذاتها وكيانها لكنها لم تجده رغم الابتذال وتهيج الرجال، ولذلك تفشى الزنا وعظم الفساد الجنسي والانحلال الخلقي حتى جاء الإسلام الذي أعز المرأة وكرمها وشرع لها ما يصون كرامتها ويضمن حقوقها واثبات وجودها حتى أصبحت هي سيدة نفسها وتملك قرارها فجعلها أخت الرجل لها ما له وعليها ما عليه في أمر العبادات والتملك واعتبر رضاها في أمور الزواج أمر لابد منه ولا يتم الزواج إلا به وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تنكح الأمة حتى تستأمر ولا تنكح البكر حتى تستأذن قالوا يارسول الله كيف اذنها قال ان تسكت حتى تكون للرجل كفا، حتى لا تبقى سهلة المنال مهضومة الحقوق. وقد شرع لها الحجاب الذي يعتبر ضمانا واقيا واصبح لها حصن مانع وحفظ المرأة من عيون الرجال الخائنين الذين لا يفكرون إلا بأنفسهم وأصحاب القلوب المريضة المتعلقة بشهواتهم فنشلها هذا الحجاب من مستنقعات الإهانة وحفظهامن عبث العابثين ومن المتفرجين على محاسنها كأنها احدى السلع المعروضة في الأسواق العامة وينظر إليها ويجسها كل من هب ودب. أما التي التزمت بأمر ربها فقد نأت بنفسها عما يآسى لكرامتها ويهين لعزتها وترتقي عرش الشرف والعفاف قال الله تعالى فاسئلونهن من وراء حجاب قال تعالى يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك ادنى ان يعرفن فلا يؤذين وقال تعالى : وليضربن بخمرهن على وجوههن والآيات والأحاديث كثيرة أما التي خالفت أمر ربها فقد سقطت بايدي الذئاب البشرية التي تجردت من الايمان وفسخت حياءها بفسخها لحجابها وسمحت لأصحاب النفوس الضعيفة خدش كرامتها وباعت عزتها بأرخص الأثمان بأسواق التحرر المنحطة . فعجبا لهؤلاء الفتيات اللاتي كرمهن الله ورسوله واشتقن إلى عصور التخلف والجاهلية بخروجهن سافرات متبرجات كما في الجاهلية وقال تعالى ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى ألم يعلمن السفور والتبرج لهو التخلف في مضمون الإسلام المنبعث مما تبثه القنوات الفضائية من فسخ وتسابق في العراء من أجل جذب الأنظار وربك لهذه افعال المرأة في الجاهلية وما الانحلال الخلقي إلا بضاعة من بضاعات الثقافة الغربية الجاهلية وقال الله تعالى : لن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم والمتبرجات ما هن إلا قنابل موقوتة متفجرة تسير في شوارعنا تدمر شبابنا غير مباليات بالنتائج السلبية من وراء ذلك وقال الله تعالى :إن الذين يحبون ان تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة ولا نلقي باللوم على كاهل الفتاة بل هناك أولياء الأمور الذين يتحملون الجزء الأكبر لهذه المصيبة وقال الله تعالى :إن من أزواجكم وأولادكم عدو لكم وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :كل راع وكلكم مسؤول عن رعيته ورب قائل إن هناك من المتحجبات من يقمن بأبشع الأفعال وأسوئها فنقول بأن هذا لا يعني فساد الحجاب بل فساد الفتاة نفسها وما ترك الحجاب من أجل هذه أو تلك فذلك عذر اقبح من ذنب. وهل يعقل ترك الصلاة لأن ذلك المصلي منحرف . ويقول البعض بأن هناك من يستطيع المحافظة على انفسهن بدون حجاب فنقول له هل أعمال الخيرتغني عن الصلاة؟ فاتقين الله يا أيتها المسلمات في دينكن ومجتمعكن فكن قدوة لبنات جنسكن ولا تتركن وساوس الشياطين من الجن والأنس الذين يدعون للباطل تحت شعارات الوهم والذين يريدون منها ادخال المرأة المسلمة في الانحطاط والرزيلة. وتذكري أن العفاف والطهارة والشرف ثمرات الحجاب وبدونها لا يمكن أن تصلي إلى هذه المقومات العالية واعلمي أن شرف المرأة كالنقطة إذا سقطت لن ترتفع أبداً اللهم احفظ بنات الأمة الإسلامية. * ص,ب: 68551