يسمونه النصراويون (بالنصراوي الصميم) لأن قناعاته ثابتة ومطالبه لا تتغير بتغير الموقع.. طارق بن طالب هو نفسه النصراوي الذي تبوأ المناصب في عدة إدارات وهو نفسه الشرفي وهو نفسه المشجع الواقعي. في كل مرة تتحدث معه لا تجد أنك أمام رجل آخر.. قناعاته الثابتة قادته ليكون صديق الجميع.. صراحته التي لا تقبل المزايدة عليها جعلت كل النصراويين يتفقون على أنه النصراوي الصميم. قبل نهائي كأس الأمير فيصل بن فهد الذي يجمع النصر بالهلال التقينا بأبي فارس فكان الحديث ذو شجون صفراء فإلى المضمون: * أبا فارس.. إذا أعدنا الذاكرة للوراء 3 سنوات نتذكر أحاديثك إعلامية تطالب فيها بحركة تجديد واسعة تشمل جميع مراكز فريق النصر الكروي.. الآن والفريق يخرج من دوامة الهبوط في الموسم الماضي ويقدم نفسه بقوة هذا الموسم حتى وصل لنهائي إحدى البطولات هل ترى أن نداءك قد أجيب؟ - أولاً عندما تحدثت كنت أدرك ما أعني، تحدثت من واقع خبرة وتجربة ومتابعة، ومن واقع مشجع غيور على فريقه، الجميع كان يجدد ونحن لا نحرك ساكناً فكانت النتيجة تراكم الاحتياج في جميع المراكز، فوصل الفريق إلى مرحلة حرجة. الآن النصر يمر بمرحلة تجديدية واسعة، مستوياته هذا الموسم مغايرة تماماً لنكسة الموسم الماضي، اللاعبون تقريباً هم دماء جديدة بنسبة تفوق التسعين في المائة، والتواجد في دائرة أفضل أربعة أندية في الدوري والتأهل لنهائي كأس فيصل شواهد. إن حركة التجديد بدأت وثمارها أتت بنتائج مبكرة، أنا فخور أن أكون ممن نادى بهذه الحركة، وفخور أكثر بمن دعموها وجعلوها على أرض الواقع حاضرة وبالتالي حضر النصر. * تقول أنها بدأت بمعنى تنتظر إكمالها أليس كذلك؟ - نعم لا زال فريقنا بحاجة ماسة لعمل مستمر وبحاجة لعنصرين في خطوطه وأرشح منطقة الأحساء للبحث فيها، نحتاج لقلب دفاع يحل المشكلة التي تركها اعتزال توفيق المقرن ولم تحل من ذلك التاريخ، والمركز الآخر هو المحور الذي يحتاج بالفعل لأكثر من لاعب، والفلسفة الحديثة لصناعة فريق قوي هي تقوية أهم مركزين قلب الدفاع ومحور الارتكاز والمتابعون بفكر يرون ذلك واضحاً فالأبطال في كل مكان هم الأقوى دفاعاً ومحاوراً. * في النهائي القريب بين النصر والهلال على كأس الأمير فيصل كيف تنتظر المباراة؟ - أولاً هو نهائي منتظر ليس مني ولا من الأشقاء في الهلال هو لقاء منتظر لجميع عشاق المتعة، فالنصر والهلال يكفي أن يكونا طرفاً في النهائي لتجد كل الألوان تنتظر هذا اللقاء. بالنسبة لي لا أطالب فريقي بشيء فوق طاقته، أريده أن يقدم أداء مقنعاً تمتزج فيه روح وثقافة الفوز، يحضر فيه التحدي والإصرار، أريد أن أشاهد كل لاعب يلعب بإخلاص حتى آخر دقيقة، أعي جيداً أن المباراة لن تخرج عن نتيجتين إما فوز أو خسارة، إذا حدث الأول فهو أمنية ستختصر برأي كثير من رحلة عودة نصر البطولات، وإن حدثت الخسارة فليست نهاية العالم، نحن وضعنا قدمنا على طريق العودة ويجب ألا نتأثر بخسارة لقب أو ننسى صعوبة الرحلة لو حققناه. * من كلامك ألمس تهيأ نفسياً لكل الاحتمالات؟ - أصدقك القول أنني انتظر الفوز، لكن الخبرة علمتني أن أتوقع كل شيء حتى أكون منصفاً، الهلال فريق قوي، ولا جديد إذا قلنا أن الأزرق أفضل حالاً من فريقنا، فهو قريب من البطولات، لديه عناصر دولية يمكن له أن يستعين بها بعكس فريقي ليس لدينا حالياً سوى لاعب واحد في المنتخب، كما أن الهلال يملك عناصر خبرة أكثر من العنصر الذي يمثله لاعبون في غالبهم صغار في السن ولم يظهروا على الساحة إلا هذا الموسم. * يقال إن أشقاءكم الهلاليين يخشون أن يكون إفطاركم دسماً بعد صيام دام أكثر من 9 سنوات؟ - كنصراوي أتمنى أن يكون الأمر كذلك ولن نسميه إفطاراً دسماً بل إفطاراً ملكياً، لكن لي ملاحظة هي إفراط البعض في ترشيح النصر وكأن الهلال الفريق الذي يمر بظروف صعبة وليس العكس، إنها محاولة تخدير لفريقي ويجب ألا تمر علينا فالواقع أن الهلال الأكثر جهوزية للفوز باللقب ونحن الخصم الذي سينافسه وسيعمل لكسر تفوقه. * برأيك كيف يهيأ الفريق للمباراة؟ - حالياً النصر بحاجة لتهيئة نفسية فقط لقد كسبنا فريقاً منافساً ولديه ثقافة الانتصار، أثبت نصف النهائي أمام الشباب أن لدينا لاعبين يحاربون للفريق ولأنفسهم في نفس الوقت وهذا شيء رائع أن يتوفر في لاعب كرة القدم. * التأهل للنهائي ماذا يعكس بالنسبة لك؟ - هذا يعني أننا مع الهلال أفضل فريقين من بين ال12 فريقاً شاركوا في البطولة وأقول بهذه المناسبة لرئيس نادي الشباب خالد البلطان الذي قال إن فريقه الناشئ غادر من فريق النصر الأول أن تلك إشادة منه بنا، لأن فريقنا الأول هو نفسه فريقنا الأولمبي وهذا أمر يسجل للنصر وعناصره الشابة هذا الموسم. * كيف ستتابع المباراة؟ - سأذهب لمدرجات الدرجة الثالثة الخاصة بفريقي، وسأصطحب أبنائي وألبسهم شال النصر أنا الآن بين الجماهير لست إدارياً ولا شرفياً وواجبي سأقدمه من موقعي الجديد. * هل هيأت أبناءك للنتيجة العكسية في المباراة؟ - بالتأكيد والرياضي الواقعي يجب أن يذهب للمباراة من أجل المتعة وأن يتحلى بروح الرياضة فهي فوز وخسارة، كما هيأتهم للنتيجة العكسية أيضاً قمت بتحفيزهم للنتيجة التي أتمناها ويتمناها كل نصراوي. * ما رأيك بعمل إدارة فيصل بن عبد الرحمن؟ - شهادتي في أبي فهد مجروحة تعاملت معه إدارياً وأناقشه صديقاً وأعرفه تماماً فهو (الذهبي) وروح النصر الآن، بكل تجرد أرفع (القبعة) احتراماً لعمل الإدارة الخاص بقطاع الناشئين الذي بلغ مستوى أستطيع وصفه بأنه يرفع الرأس، لقد اهتموا بالفريق وجلبوا له مدرباً رائعاً بدليل اختياره للمنتخب، أنا متابع جيد من المدرجات للفريق الحالي ولمست فيه حماساً وروح منافسة على اللقب لم نعهدها في فريق القطاع السني من سنوات طويلة، اعتقد أن هذا الفريق بعد ثلاث سنوات سيكون هو مستقبل النصر وفريق النجوم الحقيقيين. * لماذا نجحت الإدارة في بناء هذا الفريق؟ - لأنها عملت بدون ضجيج، وهيأت جميع العوامل للنجاح والأهم أن هذا الفريق تعود على كل الظروف التي تقابل النجوم كالحضور الجماهيري والمنافسة الشديدة التي نراها الآن مع الشقيق الهلال، وهناك لاعبون بالفريق اعتقد سيسبقون زمنهم كالمدافع علي فتيني. * نريد رأيك بعمل الإدارة في الفريق الأول؟ - في الفريق الأول فريق العمل يضم الإدارة وأعضاء الشرف عبر اللجنة الرباعية بقيادة الأمير فيصل بن تركي قدمت جهداً جباراً، شخصياً أرى أن جلب المهاجم ريان بلال غطى على كل أخطاء الاختيارات الأخرى لكن لي ملاحظة على هذه النقطة. * وما هي؟ - أتمنى الاهتمام بريان بلال وألا نضيعه كما أضعنا عليان القيسي. * هل تقصد أنكم في النصر إما دلال زائد أو ترك شامل للمواهب؟ - في موضوع عليان لا دللناه ولا تركناه، الاهتمام الذي أعنيه هو الاهتمام بحالة اللاعب النفسية وطريقة إدخاله منظومة عالم كرة القدم والحياة الجديدة بثقافتها وظروفها. * ماذا تريد أن يصنعوا لريان ليبقى ويزداد تألقاً؟ - ريان الآن مطلب جماهيري، لاعب صغير في السن، قدم من منافسات دوري الأولى لفريق من أعتى وأكبر فرق الممتاز جماهيرياً، لابد أن يصقل هذا اللاعب بطريقة تناسب لاعباً عمره لم يتجاوز 20 سنة، ريان بحاجة لبرمجة عصبية تصنع فيه الثقة في النفس بشكل أكبر، اقترح من واقع خبرتي أن يساهم الشرفيون وأنا معهم في نهاية الموسم بإرسال اللاعب إلى دولة لا زال فيها الدوري قائم ليتدرب مع رديف أحد الفرق هناك واقترح الأرجنتين لسببين: قيام الدوري ووجود المدرب أساد الذي سيقضي إجازته السنوية، ولا بأس أن ندفع المال لأجل هذا اللاعب من أجل أن يتعلم دروساً خصوصية في كرة القدم، أذكر أن نفس المشروع كان موجوداً عند بداية علي يزيد مع شباب النصر وتعهد الأمير عبد العزيز بن سعود بإرساله إلى باريس سان جيرمان لكن اللاعب فضل الذهاب إلى عائلته في جيزان على خوض التجربة المبكرة. * يبدو أنك معجب جداً بريان؟ - نعم فهذا اللاعب يذكرني بمحمد سعد العبدلي وهذه النوعية من اللاعبين هي التي تتسابق الأندية الكبيرة لجلبها. * نعود للإدارة.. ماذا تنتظر منها؟ - الذي انتظره هو الجزء الثاني من إجابتي السابقة وهو تلافي الأخطاء إذا كان هناك أشياء ملموسة لا تحجب بمنخال وأشياء موجودة على الأرض فهناك ملاحظات مطلوب قيامها أهمها احتواء النصراويين بمعنى أوضح يجب أن (نشتغل) أكثر مما نتكلم، لابد أن نجتمع ونقيم مجلس محبي النصر نعلم من خلاله كيف نحب النصر؟! أيضاً أوجه دعوة سبق لي إطلاقها وهي ضرورة أن (يتقوقع) النصراويون إعلامياً، وأن يتحدثوا داخل دارهم عند ذلك اعتقد أن الجماهير ستشاهد نصراً مغايراً. * ما رأيك بالإعلام قبل النهائي؟ - الإعلام رسالة احترمها واحترم فضول الصحفي أياً كان ميوله فهو يبحث عن مادة لصحيفته ويجب أن يحترم في كل الأحوال، لكن بمناسبة النهائي أنا أقرأ كل شيء عن النصر سواء المدح أو الترشيح أو حتى النقد والتقليل، لماذا لا ينظر الإعلام أيضاً للطرف الآخر الهلال؟ يجب أن تقدم المادة متعادلة لصالح الرسالة الصادقة ولصالح منافسة شريفة. * في النصر لديكم جبهة أخرى تنشرون فيها غسيلكم غير الإعلام هي الإنترنت.. لماذا لا توجه لها رسالة؟ - شخصياً قطعت دابر هذا الأمر وأنا أوافقك أنها جبهة بل هي مشكلة ويجب أن تنتهي وبسرعة لأجل النصر وحب النصر وكيان النصر. * هناك توقعات قوية أن تعود للعمل في النصر الموسم المقبل.. هل توضح لنا الأمر؟ - لا يوجد أي شيء من هذا الآن، لكن لدي قناعة دائماً يجب أن تجدد الدماء وأنا عملت لفترة وفضلت الابتعاد ومنح المجال لشخص أتمنى أن يكون أفضل مني، لا أبحث عن المناصب ولا عن الشهرة ولا عن المال فلدي من واقع منصبي العملي المرموق كل ذلك، لكن مرة أخرى إذا احتاجني النصر في أي موقع لن أتردد لأن النصر عندي أولاً وثانياً وعاشراً. * كلمة أخيرة؟ - أتمنى أن يرسم النصر والهلال لوحة جمالية لا يقدر على رسمها غير العالمي والزعيم، وأتمنى أن يكون مساء الأربعاء مساء العالميين، وشكراً ل(الجزيرة).