جاء وصول المنتخبين السعودي والعراقي إلى نهائي بطولة أمم آسيا الرابعة عشرة التي تغلق غداً كتأكيد على جدارة مدربي المنتخبين (البرازيليين) أنجوس وفييرا.. اللذين كسبا الجولة أمام مدربين كبار من ذوي الخبرة العريضة والمعرفة الواسعة بالكرة الآسيوية وشؤونها وشجونها. نجاح أنجوس وفييرا يأتي أيضاً كتأكيد على نجاح من اختارهما لقيادة الفريقين وعرض ملفاتهما على مسؤوليهما وهو هنا الوسيط السعودي الشهير أحمد القرون.. الذي كسب الجولة هو الآخر في سباق الوسطاء وأضاف لسجله نجاحاً جديداً في هذا الشأن. (الجزيرة) التقت بالقرون في حديث خاص عن مدربي طرفي النهائي الآسيوي الكبير.. فماذا قال وسط أفراحه بنجاحه اللافت والمشهود وبوصول المنتخب السعودي بالذات للنهائي كما يقول؟: * بداية..كيف ترى النجاح اللافت لأنجوس وفييرا مع الأخضرين العربيين السعودي والعراقي؟ - النجاح بالنسبة لي كرجل قريب من الحدث لم يكن مفاجئاً أو غريباً.. ومن خلال متابعتي للمنتخبين السعودي والعراقي ومعرفتي بقدرات مدربيهما فقد كنت أتوقع وصولهما.. للنهائي القاري.. وقد قلت ذلك قبل شهرين.. قبيل بداية تحضيراتهما النهائية للبطولة.. وجاء توقعي في مؤتمر صحفي حضره الجميع في العاصمة الأردنية عمان. * أنجوس أصبح حديث الشارع الرياضي هذه الأيام.. لا سيما وأن العديد من الأصوات انتقدته واختياراته حتى قبل البطولة بأيام.. وقد جاء رده حاسماً.. هذا المدرب كيف كانت قصة التعاقد معه لقيادة الأخضر؟ - قصة التعاقد معه طويلة.. أنا اطلعت على ملف أنجوس وعرفت أسلوبه الفني وطريقته في التدريب.. وكنت على قناعة بأنه سيحقق نجاحاً لافتاً مع أي فريق يشرف عليه لأنه يهوى مهنته ومخلص لها وصادق أيضاً، في البداية عرضته على الهلال قبل التعاقد مع البرتغالي بوسيرو.. وبعد إلغاء عقده والتعاقد مع سيريزو لكن الهلاليين رفضوه ولم تتم الصفقة. كما أنني عرضته على الفريق الشبابي (قبل التعاقد مع كويلهو) لكن الصفقة لم تتم أيضاً.. وعندما أعفى الاتحاد السعودي لكرة القدم المدرب البرازيلي باكيتا من مهامه عقب إخفاقه في بطولة كأس الخليج عرضته على المسؤولين في اتحاد الكرة.. وقد اقتنع المشرف على المنتخبات سمو الأمير نواف بن فيصل بسيرة المدرب والتعاقد معه للإشراف على الأخضر اعتباراً من البطولة الآسيوية وقد تم ذلك.. وهذا شيء أعيده وبكل صراحة لحنكة سموه وقدرته على معرفة القرار الصحيح ثم الجرأة في اتخاذ هذا القرار حيث لم يأبه بكون المدرب مغموراً.. أو قليل خبرة بالملاعب الآسيوية.. بل اطلع على سيرته.. وسأل عن أسلوبه وطريقته.. وهذا هو المطلوب.. إذ إن النجاح ليس مرتبطاً بالمشاهير فقط وهذا هو الشيء الذي أتمنى من أنديتنا معرفته جيداً. * بعيداً عن الميدان.. كيف وجدت أنجوس؟ - أنجوس رجل ذكي.. يعرف ما يريده جيداً ويخطط له بهدوء ولا يستعجل النتائج.. كما أنه ذو شخصية ممتازة.. لا يجامل ولا يهتم بردود الفعل كونه واثق من العمل الذي يقدمه كما أنه داهية.. صاحب قلب كبير.. وبكل صراحة هو أفضل مدرب تعاملت معه في حياتي. * أفضل مدرب من أي النواحي؟ - من كل النواحي.. وبالمناسبة فهو عينة نادرة بين أبناء جلدته البرازيليين الذين يجمعون بين التدريب والقيام بالسمسرة أيضاً.. أنجوس لا يهتم بالمال. * لا يهتم بالمال.. كيف ذلك؟ - خذ مثلاً.. أنجوس ليس معه إلا مدرب لياقة ومدرب مساعد فقط.. وهناك أيضاً أربعة آخرون في الجهاز الفني أحدهم وهو مدرب الحراس حضر من نادي الطائي كل هؤلاء أنا من اختارهم للعمل مع أنجوس.. وقد كان قادراً على اشتراط وتسمية من يريدهم للعمل معه كما يفعل غيره.. لكنه لم يلتفت لذلك؟ هو إنسان نيته طيبة وهمه النجاح في العمل الذي يقدمه. * غيره.. مثل من؟ - كثيرون من المدربين يأتون ومعهم جيش من المساعدين ومن اختيارهم.. وآخرهم باكيتا الذي سبق أنجوس في قيادة المنتخب فقد كان معه (13) شخصاً وكلهم معاونون له جاؤوا عن طريقه!! * أشدت بأنجوس كمدرب كثيراً هل من أمثلة تؤيد بها رأيك؟ - الأدلة كثيرة.. فأنجوس بدأ التدريب عندما كان في الرابعة والعشرين من عمره.. وقد اكتسب خبرة واسعة في مجاله ساعدته على النجاح الذي تلامسونه حالياً.. وهو يدرك جيداً أن اللاعبين هم أساس نجاحه لذا تجده قريباً منهم ويسود العمل معه ألفة واضحة.. وقد كان ذلك واضحاً جداً من أول يوم جمعه مع اللاعبين في المعسكر الإعدادي الذي أقيم في تركيا. * وعلى الصعيد الفني؟ - فنياً ليس أدل من المستوى المميز الذي قدمه الأخضر في بطولة أمم آسيا وقدرته على تجاوز فرقها واحداً تلو الآخر حتى وصل للنهائي.. ومن الأدلة أيضاً اكتشافه للنجم أحمد الموسى الذي لم يكن معروفاً على نطاق واسع على مستوى الدوري المحلي.. لكن أنجوس شاهده (10) دقائق في إحدى المباريات.. فاختاره.. وراهن عليه وهاهو يكسب الرهان.. كما أن ثقته بالمدافع أسامة هوساوي وإحضاره أساسياً دليل على قدرته وثقته بنفسه وكذلك الحال لعبد الرحمن القحطاني والجاسم والمسيليم وعبد ربه وغيرهم. * نجح فييرا.. ونجح أنجوس وكسبت الرهان أيضاً ماذا تقول الآن؟ - أقول الحمد لله على توفيقه وأنا سعيد بنجاح عملي وبالثقة التي يضعها الآخرون بشخصي المتواضع. سعادتي بصراحة لا توصف.. لكنها لن تكتمل إلا عندما ينجح أنجوس وحده دون فييرا هذه المرة.. ويكسب الأخضر السعودي الكأس الآسيوية المهمة التي اشتقنا إليها بعد (11) عاماً من الغياب.